شعار قسم مدونات

كيف تختار قائمة قراءتك السنوية بطريقة عملية؟

blogs مكتبة

مع بداية كل عام يحاول معظم الناس وضع أهداف ورؤى للعام الجديد عسى ولعله يكون عاما مختلفا عن العام المنصرم ولكن للأسف تفشل أغلب هذه الخطط فشلا ذريعا ولكن هذا لا ينفي أن فئة لا بأس بها تنجح في تنفيذ هذه الخطط بل وتزيد عليها وتتنوع هذه الأهداف ما بين ممارسة الرياضة وتعلم اللغات خصوصا الإنجليزية وقراءة الكتب والطهو، وبعض المهارات المتخصصة كالعزف على الآلات الموسيقية أو حتى البرمجة ولكن عند التدقيق في هذه الأهداف نجد أن معظمها ينقسم إلى شقين شق نظري وشق عملي.

 

فأما الشق العملي فيتم عن طريق التدريب والممارسة المستمرة مع شخص مختص أو بدونه، أما الجانب النظري فنتعلمه، عن طريق القراءة والمشاهدة والاستماع خصوصا عندما يتعلق الأمر بتعلم اللغات، فقد ثبت أن القراءة هي الطريق الأسرع والامثل لتعلم المفردات اللغوية مما يسهل تعلم اللغة، فمثلا قراءة كتب البرمجة سوف تمنحنا معرفة أوسع وأشمل لفهم عندما نشرع، في تطبيق ما تعلمناه ولكن كيف يمكننا أن وضع قائمة قراءتنا السنوية لتساعدنا، في تحقيق أهدافنا، أو بصيغة أخرى ما هي الأسس والمعايير التي نبني عليها قائمة قراءتنا، فبعيدا عن القوائم الجاهزة التي تبدو كأنها قد لا تناسب للجميع سأستعرض، بضع خطوات استخدمها في وضع قائمتي للقراءة.

أولا: حدد ثلاثة أعمال على الأقل لكتاب تفضلهم، فمن منا لم تراوده، يوما فكرة أن يقرأ جميع كتب المؤلف المفضل لديه ولكن ذلك يغدو صعبا خاصة لو كان الكاتب غزير الإنتاج لديه مئات الأعمال مما يجعل من الصعوبة بمكان الإحاطة بكل مؤلفاته في عام واحد ومن أمثلة هؤلاء الكتاب: أنيس منصور، عباس محمود العقاد، مصطفى محمود، وغيرهم، فيما يتعلق بي فقد كان هذا الكاتب هو جوستين غاردر مؤلف رواية عالم صوفي، هذا العام ثلاث روايات هي رواية مايا، فتاة البرتقال، مرحبا هل من أحد هناك وهي رواية للأطفال والناشئين ورغم ذلك كانت جميلة عميقة.

اقرأ في مجال تخصصك، ليس بالضرورة أن يكون من كتبك التي تكون ضمن المقرر الدراسي الذي تدرسه، بل عليك البحث عن تلك المراجع التي نادرا ما يفكر فيها أحد من زملاء دراستك

ثانيا: حدد مجالات تشعر بالشغف، تجاهها واختر كتابا يقدم لك أساسيات هذه المجالات بصورة مبسطة ميسرة، فلنفترض جدلا أنك مثلي تحب القراءة في علم النفس والصحة النفسية، ولكنك تملك مجرد بضع معلومات في هذا المجال استقيتها من هنا وهناك فلن تفيدك قراءة كتب سجيموند فرويد كثيرا ولكن قراءة كتب الدكتور أحمد عكاشة ستمنحك معلومات مكثفة وبأسلوب سلس خصوصا موسوعته المسماة الطب النفسي المعاصر التي لا تتجاوز 800 صفحة وهو عدد ليس بالضخم مقارنة مع الموسوعات المتخصصة، ولأزيدك من الشعر بيتا فإن كنت تبحث عن كتب مبسطة عن اقتصاد الدول وتود أن تفهم ما يجري حولك فإن كتاب دروس مبسطة في الاقتصاد سيفيدك كثيرا في هذا الشأن.

ثالثا: انتقي الروايات بدقة بشكل عام فإن الكتب يتأنى الناس في اختيارها أكثر من الروايات ربما لأن قراءة الكتب تحمل تحديا أكثر من قراءة الروايات، فأغلب الروايات مهما كان مستوى جودة كتابتها أو لغتها فهي تحمل قدرا من الإثارة مهما بدأ ضئيلا، يدفعنا لطرح سؤال ما الذي سيحصل في النهاية، ولكون الكتاب لا يحمل غالبا هذا العنصر إلا فيما ندر فنحن نحمل هم انتقاء الكتب بدقة أكثر من الروايات، وهنا نجد أنفسنا إزاء سؤال مهم وهو كيف نضمن أن ننتقي أفضل الروايات خصوصا مع تكدس السوق بمختلف الأعمال الروائية الإجابة لا ضمان ولكن الاستعانة ترشيحات الأصدقاء الموثوقين، وعدم الاعتماد كثيرا على قوائم الروايات الأكثر مبيعا لأن أفضل أعمال الكتاب نادرا ما تكون أكثرها مبيعا إلا فيما ندر.

 

رابعا: اقرأ في مجال تخصصك، ليس بالضرورة أن يكون من كتبك التي تكون ضمن المقرر الدراسي الذي تدرسه، بل عليك البحث عن تلك المراجع التي نادرا ما يفكر فيها أحد من زملاء دراستك في دراستها حتى لو كنت تخرجت من الجامعة وتعمل، صدقني فالقراءة في مجال التخصص تمنح تمنحك رؤية عن آخر ما توصل له الباحثون في مجال دراستك.

ختاما: فإن إعداد قائمة قراءتك السنوية أمر لا تحكمه قوانين ولا تضبطه قواعد فلا تضغط على نفسك كثيرا عندما ترى تحدي المئة كتاب وتحدي قراءة عشرة كتب أسبوعيا بل اهتم بتحديد خيارات ملائمة لطبيعتك وشخصيتك وببناء قوائم تساعدك على المضي قدما في حياتك ولا تنس في خضم ذلك أن تستمتع بقراءتك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.