شعار قسم مدونات

قرية الخان الأحمر.. مشاهد لن تمحى من الوجدان!

blogs الخان الأحمر

كنا ولا زلنا في فلسطين ثابتين مرابطين على أرضنا لا نتزحزح، كنا ولا زلنا ثابتين لا نبيع أرضنا مهما كلفنا ذلك من دماء. قالوا الفلسطيني باع أرضه، قلنا اقرؤوا التاريخ وشاهدوا الأحداث تعلموا أننا لن نفرط بذرة رمل من تراب أرضنا المقدسة التي لا نقبل عنها بديل. في كل مجزرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتساءل: أين أنتم يا عرب، أين أنتم يا مسلمين؟ لكن لا مجيب.

قرية الخان الأحمر قرية بدوية تقع في الجنوب الشرقي من مدينة القدس وتربط بينها وبين أريحا، هذه القرية الاستراتيجية التي اتخذت دولة الكيان قرار بهدمها وتهجير أهلها، ليتمكنوا من اقامة القدس الكبرى التي تمتد إلى مستوطنة معاليه أدوميم، ما هي إلا فصل من فصول الهدم والتهجير لأبناء شعبنا منذ العام 1948 وحتى اليوم، لكن هذا التهجير اليوم أمام ومرأى العالم عبر شاشات التلفاز ومشاهد المواقع الالكترونية المختلفة، فقد شاهد العالم بأكمله عمليات الضرب والسحل لأبناء قرية الخان الأحمر والمتضامنين معهم لطردهم وهدم بيوتهم، وبذلك تكون خطة السيطرة على القدس كاملة ضمن صفقة ما يسمى القرن التي يعمل على تنفيذها الرئيس الأميركي رونالد ترامب، وبمباركة بعض العرب والفلسطينيين.

القدس التي يسعى الصهاينة لتثبيت كونها عاصمة لدولتهم المزعومة، تتعرض لأبشع صنوف الضغط على اهلها كي يهجروها، فبين العصا والجزرة، والترهيب والترغيب يعيش أهل مدينة القدس وقراها المحيطة، فتجار الأراضي وسماسرتها يشترون البيوت والأراضي لصالح الصهاينة، ومن لم يبع طوعاً هددوه، وعرضوه للمضايقات كي يرحل من بيته، ولكن أهل قرية الخان الأحمر الذين وقفوا صامدين ورفضوا التهديد ورفضوا الرحيل من ارضهم وهجر بيوتهم رغم القرارات التي صدرت من الجيش الصهيوني ليهجروا، فاليوم تم تهجيرهم قسراً.

استبسال أهل القرية من الرجال والنساء كان بطولياً ويسجل في صفحات الصمود الفلسطيني الصابر المرابط على أرضه، رغم ما تعرض له من هجوم واعتداء مفرط للقوات الصهيونية، هذا العنف لم يكن فقط بالضرب فهذا شيء طبيعي اعتاد عليه أبناء شعبنا من قوات الاحتلال الذي عهدناه لا يرحم الشجر ولا الحجر فما بالكم بالبشر، لكن ما شاهدناه من اعتداء وسحل لنسائنا وخلع لغطاء رؤوسهن والاعتداء بضربهن بشكل مهين تقشعر له الأبدان كان مؤلماً لكل انسان في قلبه ذرة من النخوة والشهامة، ففي عهد الرجال حرك المعتصم جيشاً فقط لمجرد أن سجن الروم امرأة مسلمة، فما بالنا اليوم لا نحرك أي من حواسنا أمام تلك المشاهد في الخان الأحمر وغيرها، فهل لا زلنا نسأل أين أنتم يا عرب أو يا مسلمين؟ فلقد أسمعت لو ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي.

الضفة الغربية التي عودتنا على أن تكون صاحبة السبق في الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، اليوم لم تعد كسابقها فقد استطاع من يحكمها تدجين أهلها من خلال ما يقومون به من اجراءات، فلم تعد الضفة قادرة على تحريك مسيرة تضامناً مع اخوانهم من أهل قرية الخان الأحمر، فالاحتلال الصهيوني يصول ويجول في مدن وقرى الضفة يعتقل كيفما شاء، والسلطة تقف عاجزة مكتوفة الأيدي نتيجة الاتفاقيات التي ارتبطت بها، والتنسيق الأمني الذي جعل من رجل الأمن الفلسطيني حارس لقوات الاحتلال ولا يستطيع الدفاع عن أبناء شعبه.

لن ننسى مشاهد نسائنا في الخان الأحمر وقوات الأمن الصهيونية تقوم بضربهن بشكل بشع وتقوم بسحلهن على الأرض وتعريتهن أمام العالم. فهذه المشاهد لن تمحى من وجداننا ما حيينا، وستسجل في صفحات التاريخ لتكون شاهدة على تخاذل العرب والمسلمين وجبنهم عن وقف تلك الاعتداءات على شعبنا وسيخلد التاريخ صمود أهل قرية الخان الأحمر فلكم الله أهلنا وشعبنا فليس لنا لكم غير الدعاء. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.