شعار قسم مدونات

قل أنا مسلم وكفى!

مدونات - رمضان مسلمون مسجد صلاة يصلون

ينبغي للمسلم أن يعي شيئًا هامًا في كل خطواته وهي أن أعماله كلها لا تقبل إلا بتوافر شرطين أساسيين وهما: الإخلاص لله تعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإما أن تبتدع شيئًا لم يكن يفعله الرسول فهذا عملاً مردودًا عليك، بل تحاسب عليه ونحن نعلم أن كل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار، ولا يوجد أبدًا بدعة حسنة وبدعة سيئة، قال الإمام مالك رحمه الله من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد آتهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا.

 
فهل يجوز أن تصلي مثلا الفجر أربعًا أو تصوم الليل كله أو تحج البيت في شهر رجب، فبالرغم من الصلاة أفضل العبادات فلا يجوز أن تصلي بخلاف سنة رسولك كما علمك وبالرغم أن الصائمون يدعون من باب الريان فلا يجوز أن تصوم حسب أهوائك، وأشرف الأعمال الحج فلا تستطيع أن تحج إلا في ذي الحجة والحج عرفة كما نعلم، كما أنه يوجد أوقات قد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها فلا ينبغي لنا أن نصلي في هذه الأوقات، فلابد لأعمالنا أن تكون أولاً خالصة لله ثم على سنة رسول الله.

 

على العلماء والدعاة الصادقين أن ينبهون الناس ويوضيحون الأمور للعامة وعلى الناس أن تخرج من أسماء لم تشرع ويرجعون إلى الإسلام

وأن الناظر لأحوال الناس اليوم من تفرق بين أحزاب وجماعات يتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة" وفي رواية أخرى (كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي. حديث صحيح.

 
فالوضع يزداد خطورة مع تحزب الناس وكل يدعي أنه محق ويتعصب لما ينتمي له، ولم يقع ذلك إلا من الجهل العام بالدين وقلة الفقه بين بعض الناس إذا أنهم يتركون القرآن والسنة ويتجهون خلف أحد البشر مثلهم ويتبعونهم في كل شيء ويلقبون أنفسهم بأسمائهم وأصبح الآن كلمة مسلم لا تقال منفردة بل أن البعض يتبعها بألقاب ما أنزل الله به من سلطان، فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصف نفسه بشيء بعد كلمة مسلم، هل حدث بذلك أو أخبر أحد أصحابه، هل ظهرت هذه الأسماء في عهده، أم أن كل ذلك حدث بعد وفاته، فهل من عاقل يتبع غير سبيل المسلمين ويتبع غير طريق الرسول الذي أمرنا الله أن نطيعه ونمشي خلفه.

 

قال ابن عباس أخشى أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر، وقال الإمام مالك ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فالأمر ليس بحديث عهد الآن، بل ظهر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة في عهد الصحابة بدأ بعض الناس تميل للتحزب والتمسك بالرأي الواحد، ثم ازداد الأمر حتى أصبح ما نحن عليه الآن. فالواقع الآن أن الناس تميل إلى تسمية أنفسهم بأسماء أخرى غير لفظ مسلم ليس لها أصل، بمعنى ترى أحدهم يقول لك أنا مسلم أشعري، أو مسلم صوفي، أو غيرها من المسميات التي لم توجد في القرآن ولم يتحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في الفرق المختلفة والتي لم يذكر لنا أسماؤهم.

   undefined

  

فأصبح الآن يوجد خلل في عقائد بعض الناس تجدهم ينتمون إلى مسميات غريبة وفرق أغرب وجماعات حزبية، وكل ذلك على ضلال بلا شك لأن كل ذلك بخلاف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فالفرقة الناجية هي التي تتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر تحارب الطرق والفرق المبتدعة في الدين تدعو المسلمين أن يكونوا كيان واحد متمسكين بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 
ليس الأمر بالهين بل أصبح أشد خطرًا مع ظهور بعض الدعاة المزيفون اللامعون على الساحات يفتخرون بكونهم من هذه الفرق الضالة، وليس الأمر هنا صراع بين فئتين ولكن الحقيقة واضحة وضوح الشمس ولا يختلف عنها إلا مبتدع يتبع هواه وشيطانه، قال الله تعالى "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، وقال "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" فلا يوجد في كتاب الله آية واحدة تصف كلمة مسلم فقط مسلمون أو مسلمين وهو تجريد من أي مسمى أخر، فإذا كنت مسلم حقًا فلا تصف نفسك بخلاف ما أمرك الله به وإن كنت مسلم حقًا لا تختلف عن منهج رسولك الذي أخبرك تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض. حديث صحيح.

 
وعلى العلماء والدعاة الصادقين أن ينبهون الناس من ذلك وأن ينفردوا بأحاديث موسعة عن توضيح الأمور للعامة وعلى الناس أن تخرج من أسماء لم تشرع ويرجعون إلى الإسلام ولا يشوهون دينهم وأنفسهم بأسماء لم يأمرنا الله أن نتسمى بها، فكونوا مسلمين موحدين أخذين ما أمركم به تاركين ما نهاكم عنه ومطبقين سنة رسوله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.