شعار قسم مدونات

حقيقة عمل شركة تركية في السفارة الأمريكية في القدس!

مدونات - السفارة الأميركية

ضمن مسلسل استهداف الحكومة التركية ونظامها الحالي، شنَّ أعداء تركيا حملة شعواء وكاذبة، كان مفادها أن شركة "ليماك" التركية ستشارك في بناء السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، واستغل أعداء تركيا هذا الخبر لتحريك مشاعر المسلمين في أنحاء العالم وتهييجهم لينقضوا جميعا على تركيا، بما في ذلك الشعب التركي المسلم..
  
لكن دعوني هنا أوضح لكم الأمر بالتفصيل، ومن ثم أشرح لكم الهدف من وجهة نظري.. ما حدث هو أن شركة "ليماك" التركية لديها علاقة أعمال سابقة مع شركة "ديسبلد إنكوربوريتد" الأمريكية، وقد نفذتا هاتين الشركتين العديد من مشاريع البناء في العراق وغيرها، وبعد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها من "تل أبيب" إلى "القدس" المحتلة كاعتراف رسمي بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، رست مناقصة بناء السفارة على شركة "ديسبلد" الأمريكية، ولأن شركة "ليماك هولدنغ" التركية تعتبر من أهم من نفذ أعمال سابقة مع الشركة الأمريكية، فقد اعتبر البعض بأن ائتلاف الشركتين السابق سيقضي بتنفيذ الشركة التركية البناء بمعية الشركة الأمريكية، فالبعض أشاع ذلك بحسن نية وهم القلة، والبعض الآخر وهم الأكثرية فقد أشاعوا ذلك بهدف النيل من تركيا..
    
لكن أتت الوقائع بما لا يشتهي ويهوى ويخطط له أعداء تركيا، فقد رفضت شركة ليماك التركية المشاركة في تنفيذ العقد بالمطلق، وهذا الكلام ليس من مخيلتي، بل حسب الإعلام الأمريكي نفسه. فقد أكد مدير شركة ديسبلد الأمريكية لصحيفة المونيتور الأمريكية قائلا، أن شركة ليماك التركية رفضت المشاركة في هذا العقد في القدس، وتعمل ديسبلد حاليًا على تنفيذ العقد دون مساعدة ليماك.
   

اختيار شركة "ديسبلد" الأمريكية في المناقصة جاء بقصد وبدراسة مبيتة من قبل الإدارة الأمريكية، وبالتالي فقد كان المخطط هو استدراج الشركة

وقد مثَّل هذا التصريح صفعة قوية في وجه أعداء تركيا والماسونية التي أوكلت قضية إسقاط النظام التركي لبعض الأنظمة العربية والغربية وغيرها.. أما المسؤول الإعلامي في مجلس إدارة ليماك التركية، إفريم إنغين فقد قال في حديثه لموقع “سينديكا” التركي، إن شركة ليماك التركية أكّدت لشركة ديسبلد الأمريكية التي عملت معها في مشاريع سابقة، أنها لن تشارك في تقديم عرض لمناقصة بناء السفارة الأمريكية في القدس، وأن ديسبلد تقوم بهذا العمل بمفردها. 
   
ولذلك أعتقد بأن أعداء تركيا قد خسروا الرهان في ذلك، مع أن شركة ليماك التركية شركة خاصة وليس للدولة أي علاقة بها، إلا أن الأعداء يبحثون عن أي ثغرة مهما كانت لإسقاط هذا النظام الذي أخافهم وأرَّقهم. أتحدث هنا عن الأعداء الذين يمتلكون القوة، أما الحمقى من الأحزاب والكيانات المناهضة للنظام التركي، فهم بُلهاء يُعيدون تغريد ما يردده ويبثه الإعلام الماسوني بعاطفة قاتلة ومميتة.
 
ومن وجهة نظري، فإن اختيار شركة "ديسبلد" الأمريكية في المناقصة جاء بقصد وبدراسة مبيتة من قبل الإدارة الأمريكية، وذلك لأن هذه الشركة قد أسست ائتلاف كبير مع شركة "ليماك" التركية، وبالتالي فقد كان المخطط هو استدراج الشركة التركية للمشاركة في بناء السفارة الأمريكية في القدس من خلال الشركة الأمريكية المتعاملة معها، ليتم بعد ذلك شن حملة ضد تركيا بأنها في الحقيقة تدعم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وترسل شركاتها لبناء الحصون الأمريكية في القدس، وأن رفضها سابقًا وتحركها ضد نقل السفارة وتحذيرها أمريكا كان مجرد كلام مصطنع من أجل استعطاف المسلمين والعرب، وبعد ذلك سيتم زعزعة النظام التركي وإحداث شرخ كبير بينه وبين الشعب التركي، والشعب العربي والإسلامي الذي وقف بقوة إلى جانب حزب العدالة والتنمية في كل جولاته الانتخابية، لكن ذلك لم يكن، وكل ما حدث واستفاد منه الناس هو وضوح التآمر والمخطط الأمريكي ضد تركيا أكثر فأكثر، وكشف حقيقة الإعلام المعادي لتركيا سواءً كان عربيًا أو خارجيًا، وكذلك وضخ المزيد من المال الإماراتي، واللوجيستية المصرية وغير ذلك من الأمور المعاكسة لما تقتضيه المصلحة الماسونية..
    
وتعتبر هذه الحركة البائخة هي من ضمن آلاف المخططات لإسقاط تركيا، فالماسونية وأعداء تركيا ينتجون ويجربون كل الخطط من أجل إسقاط تركيا، وسيستمرون في ذلك ولن ييأسوا من أجل إسقاطها، فلذلك على تركيا أن تحذر أكثر وأكثر والله معها ونحن إلى جانبها بإذن الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.