شعار قسم مدونات

ابحث عن الثقة لتحصل على النجاح!

blogs نجاح

ما كتبته بهذه السطور لا يعتبر تنمية بشرية وهو بالأحرى عبارة عن درس من تجارب الغير، ومن خلال ملامستي للحياة. أما التنمية البشرية فهي نوع من الإحباط، وتجعل من الممكن غير ممكن، ومن العقدة عدة عقد، والمسألة أنها كلام لا يقبله العقل مطلقاً، أو على الأقل تحدث تغيراً ملموساً، لأنها تأتي بالمشكلة وتفتقر إلى الحل. وما كتبته اليوم فهو محاولة لفهم النجاح، فالبعض ينظر إلى أن هناك للنجاح مفاتيح وفي الحقيقة يعدو النجاح شيء يتم تحقيقه مع تواجد دافع الرغبة، وبالمحاولة المتكررة، ونسيان شيء يدعى الفشل، وربما يكون الإنسان مجبوراً على أن يكون مفعم بالثقة. 
   

إذا وصلت إلى مرحلة كبيرة من النجاح، ستجد كتلة كبيرة من المصاعب بحجم فائق القدرة، وتتحول تجربتك شبه الناجحة إلى مغامرة مستعصية. وعلى كل حال ستبدأ تتوجه صوبك سيول من الانتقادات العارمة، ومنها ما هو بمحله، ومنها ما هو بغير ذلك، وبكلا الحالتين تكون الانتقادات التي وجهت نحوك عبارة عن تحطيم.
 
تعمل الانتقادات في مغلب الأوقات بإحداث تغير لمسار كان فيه اعوجاج، ولكنها قد تحدث اعوجاجاً في مسار يعد صحيح خصوصاً إذا اعتبرت غير مجدية وصاحبها لا يحمل أي شكل جلي للمنتقد بل أحوج إلى مرآه يحدق بها إلى نفسه، ويتأمل ما فيه من عيوب فيصلحها قبل أن يحاول إصلاح غيره فهنالك مثل -ربما يعد شعبي- ولكن فيه الكثير من الحكمة وذلك المثل يقول "باب النجار مكسور" وهناك مثل أخر يقول "لا تكسر بيوت الناس وبيتك من زجاج".
  
الإنسان الجيد ذلك الذي يستفيد من الانتقادات بأي صورة كانت، فإذا كان يدرك أنه يحمل خطأ بالفعل، فليعمل بإصلاح خطأه حيث لا يعد أحد من البشر معصوماً من الخطأ، وعلى الإنسان في بعض الأوقات تقبله النصائح والانتقادات بصدر رحب، وإذا كانت الانتقادات هي التي تحمل خطأ فعدم التعويل عليها خير الحلول، ومن يعملون بذلك قلة قليلة وهم من يسعوا ليعملوا بإرضاء أنفسهم قبل كل شيء.
  

الأمثل لك أن تبحث عن الثقة لكي تحصل عن النجاح، وهذا باعتقادي ما جعل الكثير ينجحون من خلال استخدامهم مفتاح الثقة

أما الذي يطارده الفشل فهو من يعمل بتصويب نظره نحو الانتقادات وإهمال ما يعتبر أهم منها، فيبقى في الشخص نوع من الذهول، و يجد عدة طرق لا يفرق ما بين الجيد والسيء منها، وما الذي سيحدث له أن سلكها أو سلك طريق مختلف. لكنك ستصنع لك الكثير من الأعداء وبوجه الأخص إذا استمريت بنفس الخطوة خصوصاً إذا لم تجد حل لمشكلتك قبل تفاقمها، وفي حال وجدت حل لهذه المشكلة تخطيت عقبة النجاح، فهذا هو النجاح، فإن الناس كثيراً ما يستاؤون من الناجح، فيراه الكثيرون بعين الحسد وآخرون بعين الحقد، وهذا ما يحدث ارتباكا ممكناً. والمشكلة أن الإنسان بطبيعته يتأثر بالشيء السلبي بما يفوق تأثره الإيجابي، وإذا كان هناك شخصين يدعمونك بشكل إيجابي وشخص أخر يواجهك بشكل سلبي تأثرت بالسلبي.
     
وإذا عملت متخطي كل ما يحدث لك من مصاعب فواجهتها بثقة قصوى ، فقد قربت إلى النجاح بكل ما أوتيت من قوة، نجد أذاً بأن الثقة هي كل شيء تبحث فيه عن نجاح. وتجد نفسك أحوج إليها عند الحروب، وعند الرياضة، وعند كل شيء يتحقق عبر النجاح، ولا شيء يتحقق بلا النجاح غير الفشل، ومصدر الفشل فقدان الثقة، والأشياء الفاشلة فمحققوها كانوا يفتقرون إلى شيء يسمى الثقة بالنفس.
  
وبما أن الثقة بالنفس هي أهم ما يخطو بك إلى النجاح، فالأمثل لك أن تبحث عن الثقة لكي تحصل على النجاح، وهذا باعتقادي ما جعل الكثير ينجحون من خلال استخدامهم مفتاح الثقة، وبها ستكون مغامراً بشكل يحسد عليه. الحاسدون يمارسون حسدهم عندما يرون شخصاً ينجح ويتفوق عليهم، فيقعون بالحسد، وهذا كفيل لكي يشعرك بأنك إنسان ناجح، فخذ المزيد من القوة وانظر إلى ما تحققه، فستجدك الأفضل لأنك تبحث عن النجاح وتعمل لأجله لا لشيء غيره.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.