شعار قسم مدونات

ارحموا النساء.. يرحمكم الله

blogs - 97-2-main

المرأة العربية رمز من رموز النضال والقوة والصمود العنوان الرئيسي لتضحية هي الأم والأخت والابنة المعلمة والمربية الصابرة الساهرة القائمة على أمور بيتها وعائلتها وعملها دون تهاون أو تقاعس، رغم كل هذا تجدها أكبر ضحايا المجتمع والعادات والتقاليد يقع عليها ظلمهم دون رحمة لا من قريب أو بعيد لكن ستجد من يقول المرأة في هذا العصر حصلت على جميع حقوقها بل وأكثر فهي الآن تتعلم وتعمل وتنتخب وترث مثل جميع الرجال هي الآن نائبة بالبرلمان ومستشارة قاضية ووزيرة سفيرة ومديرة وغيرها من الأعمال التي اقتصرت على الرجال لعقود في هذا العصر المرأة في بعض المجالات ترأس الرجال دون أي اعتراض.

  

نعم عزيزي القائل لكن دعني أوضح بعض الأمور عليك في البداية تذكر أننا في عصر التطور والتحديث لا عصور الجاهلية وما قبل تاريخ الآن المرأة حصلت على هذه الحقوق والمراكز والوظائف الهامة أولا بالقانون الذي جعل المرأة والرجل سواسية أمام القانون بالحقوق والواجبات وثانيا بعملها وعلمها وكفاءتها العالية فقد سهرت وتعبت لتحصل على شهاداتها دون تركها لواجباتها الأسرية والاجتماعية وحتى مسيرتها المهنية فهي أم ومربية وعاملة وطالبة جميعنا نعرف نساء كثيرات يصنفنا في هذا المجال مناضلات في جميع المجالات.

  
بالمقابل يجب أن لا ننسى أنها ضحية رغم الحقوق التي أعطاها إيها القانون فالمرأة تتعرض لأنواع شتى من العنف والظلم دون قدرتها على رده عنها لأنها اذا تعرضت لضرب أو الاغتصاب أو حتى السرقة أو تحرش أو الابتزاز فهي غالبا ما تلتزم الصمت، رغم أن القانون قد يحميها من بعض هذه الجرائم ولكن القانون العربي قد سلب المرأة حقوقً كثيرة كان يجب أن يحميها من المغتصب والمعنف والقاتل لكنه أعطى هؤلاء طرق قانونية يسلكوه لينجو من جرائمهم فالزوج يعنف زوجته بالضرب المبرح وقد يقوم بإيذائها جسديا ونفسيا ولا ننسى أن اغتصاب الزوج لزوجته بالقانون لا يعاقب ويقولون لك نحن دول متدينة تلتزم بتعاليم الدينية.

  
السؤال هنا هل الدين الاسلام أو المسيحي يعطيان الرجل حق إيذاء زوجته أو اغتصابها؟ الجواب الأكيد والوحيد سيكون لا، يحق لرجل تأديب زوجته لا ضربها وكسرها وإجبارها على ما يخالف إرادتها فقد أمر الله الرجال هجر النساء عندما يعصوهم لا فعل هذه الشنائع من الأمور، ولا ننسى الباب القانوني الذي سنه المجتمع والتقاليد والعادات الذي سلب المرأة حياتها بحجة الشرف، عندما أفكر بالأمر أشعر أن القانون أعطى أي رجل حق أن يقتل أي امرأة من عائلته أمه زوجته ابنته أخته من أجل (الشرف).

    
هذا الباب يلجأ اليه أناس لا يعرفون الشرف فقد يقتل أحدهم زوجته أو اخته أو ابنته من أجل المال أو بسبب نوبة غضب أو مشاكل نفسية أو أي سبب في هذا الكون ثم يقول للقاضي سيدي القاضي أنا كنت ادافع عن شرف عائلتي وأحمي اسمه من العار نعم هذا الباب من القانون مفتوح لكل مجرم من العائلة يكفيه صلة الدم لتحميه دون دليل على أن المرأة ارتكاب أي فاحشة أو زنى هكذا فقط بحجة جريمة شرف، أين الشرف في هذا؟

  
المرأة هي الشرف هي من صنعه وجعله مقدس بحشمتها وتضحياتها لأجل سعادة أسرتها فهي الأم التي ربت والأخت التي رعت والزوجة التي اسعدت والابنة التي جعلت من ذلك الرجل أب هؤلاء النسوة هن من صنعوك أيها الرجل هن التي جعلنك رجلاً هن من علمنك ما هو الشرف فلا تجعلهن رمز العار لتنجو من جرائمك وعنفك.

   

رغم كل المناصب والسلطة التي وصلت إليها المرأة ولكنها في أي لحظة ستصبح ضحية كثرة الظلمة والجناة حولها 
رغم كل المناصب والسلطة التي وصلت إليها المرأة ولكنها في أي لحظة ستصبح ضحية كثرة الظلمة والجناة حولها 

     
أما الباب القانوني الآخر فهو يحمي دعنا نقول ينقذ المغتصب من سجن طويل، ستقول لنفسك الأن كيف ذلك كيف يقوم القانون بإنقاذ المجرم من العقاب؟ في البداية عند تعرض أي امرأة لاغتصاب فإنها تتعرض للكثير من لانتهاكات لحقوقها دون قانون يحميها كما قلنا القانون يحمي أي رجل من عائلتها يقتلها بحجة الشرف لكن إن وصلت قضيتها للقضاء فقد يحكم القاضي بالسجن من خمسة إلى عشرة أعوام وفي بعض الدول قد يصل الحكم لخمسة عشر عام على المغتصب لكن ذلك الحكم يصبح باطل فقد تقدم المغتصب لزواج من الضحية المغتصبة فإن وافقت وغالبا ستوفق لترضي عائلتها ولتحمي نفسها من القتل هنا تصبح زوجة للمغتصب وهكذا نعود لنقطة البداية اغتصاب الزوج زوجته ليست جريمة في ووطننا العربي المؤمن.

  
رغم كل المناصب والسلطة التي وصلت إليها المرأة ولكنها في أي لحظة ستصبح ضحية كثرة الظلمة والجناة حولها حتى إن كانت وزيرة أو سفيرة بكامل سلطتها وقوتها في لحظة قد تجدها مسلوبة الحق في ابسط الامور وأعظمها مثال ان يقوم زوجها بمنعها من سفر بالقانون ولا تستطيع سلطتها ازالة ذلك المنع لأنه قانوني مئة بالمئة بنظر القانون ففي هذه الحالة يجب ان يقوم الزوج بإزالة ذلك المنع حتى تستطيع سفر لتخدم وطنها وتؤدي وظيفتها الأن أقولها لك اين حقوق المرأة التي حصلت عليها فأنا لا أراها؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.