شعار قسم مدونات

نحو توحيد الدول الإسبانية!

blogs علم إسبانيا

علمت متأخرا، وقبل سنوات قليلة، أن إطلاق اسم الكولومبيين على سكان كولومبيا خاطئ! وتسمية شعب البيرو بالبيروفي مخالف للحقيقة! إنها معلومة استفدتها من تسمية المغاربة بالعرب، لأن كثير منهم يتحدثون العربية، رغم أني نشأت وسط عائلة، عدد قليل منها من يتكلم هذه اللغة، وهذا حال كثير من سكان البلد، ولكن هذا ليس موضوعنا هنا، ما أهدف إليه في سطوري هو تصحيح المعلومات المغلوطة، وتفنيد حجج من يعتقد أن الفنزويليين ليسوا إسبانا والسنغاليين ليسوا فرنسيين!

يجب أن يفهم سكان أمريكا الجنوبية والوسطى، أن سبب انتشار المخدرات، وتنامي حضور العصابات، واستمرار القتل والإجرام، وتدهور مستوى الاقتصاد وما يترتب عن ذلك من آثار سلبية على الوضع المعيشي للسكان، هو إنكارهم لأصلهم الإسباني، وجحدهم بقوميتهم ولغة لسانهم..! السبيل الوحيد للوقوف على الأقدام واللحاق بركب الأمم المتطورة هو في توحيد الدول الإسبانية في كتلة واحدة!

إن تشرذم هذه الدول في مقابل توحد غيرها! سيوسع الفجوة بينها وبين نظيراتها المتقدمة..! ولا يجب أن نستمع للأصوات التي تقول: إن الهوية تحدد بالأرض التي تسكنها، وأن الشعوب اللاتينية فيها الأرجنتينية والبرازيلية وغيرها، بالرغم من حديث جلها بالإسبانية وبعضها بالبرتغالية.. إن أصحاب هذا الكلام لا يعلمون شيئا!

يجب أن تصبح كل الدول التي تتحدث الإسبانية، إسبانية، فإن إنكارها لذلك سيزيدها سوء، لابد من الاستسلام للأمر الواقع، والاعتراف بالهوية، فقد سئمت الشعوب من الخطوات المتثاقلة للتنمية، لابد من تحقيق قفزة سريعة، ولا جدوى من المحاولة بسبل غير توحيد البلدان لغويا.. تماما مثل العرب، الذين صاروا قوميين منذ الزمن، وضموا كامل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودولا من شرق القارة السمراء، وقد حققوا الكثير!

الدعوة لتوحيد هذه البلدان ليست مبنية على رابطة الدم أو العرق ولا حتى الدين، ولكنها سعي حثيث لتصبح الدول المتكلمة بالإسبانية كتلة واحدة!

ألديك شك بأن تحدثك بلغة ما، يعني بالضرورة أنك من أصلها! إن الشعب البرازيلي برتغالي، وثلث البلجيكيين من فرنسا، وكل النيجيريين إنجليز، وربع السويسريين ألمان، وكل المغاربة عرب! هذا أمر واقع، شاء من شاء وأبى من أبى! إنه الأصل والعودة إليه أصل وفضل! الشعب الأرجنتيني غبي لأنه لا يعترف بأنه "إسباني".. لم يصل الكنديون لمستوى الفهم السديد ليعرفوا أن جلهم إنجليزيون، ولابد من الانضواء تحت الراية البريطانية! لجعل التحضر بنكهته الحقيقية!

لابد من الثناء على ذكاء غالبية الجزائريين والتونسيين والمصريين ومعهم المغاربة وآخرون كثر، الذين عرفوا أنهم عرب وأقروا بذلك! وهم يفكرون في توحيد هذه الأمة للمضي قدما في سلم التقدم! عكس شعوب القارة الأمريكية ذوا الفهم الثقيل..! ولكن ما لا يستوعب هو كيفية تفكير الفئة القليلة التي تقول أن تحدث العربية لا يعني أن القوم والدولة من العرب! أغبياء! إن الاعتراف بوابة الارتقاء والاصطفاء!

إن الإسبان شعب واحد، ولابد من الإيمان بأنهم كذلك، وتجمعهم اللغة! والثقافة! والتاريخ! والجغرافيا! والمصالح! وإن دولتهم ستقوم من جنوب المحيط الأطلنطي وتضم إلى جانبهم دولة المملكة الإسبانية في أوروبا ودولتان من إفريقيا.. إن الإسبانية يجب أن تكون عقيدة يؤمن بها الشعب ولا مجال لنكران الذات.. يجب أن تسود فيها حرية الأديان.. ولا حرج في دين واحد!

يجب أن يتشكل اتحاد يضم الدول الناطقة باللغة الإسبانية، وهذا لا يعني محو الخصوصيات الثقافية للمناطق، فالشعب في أمريكا الجنوبية والوسطى سيظل محافظا على "تاريخه" و"عرقه" ولكنه "إسباني"! فالدعوة لتوحيد هذه البلدان ليست مبنية على رابطة الدم أو العرق ولا حتى الدين، ولكنها سعي حثيث لتصبح الدول المتكلمة بالإسبانية كتلة واحدة!

أما زلت تشك في كل ما سبق، دعني أذكرك بما عليه "أكابرنا"، إن الجنس الإسباني أفضل من كل الأجناس الأخرى في هذا العالم، ومن المعلوم أيضا أن الإسبان مفضلون على غيرهم عند الله، وهذا الأمر لا ينكره إلا جاحد بالحق! إن حبهم إيمان وبغضهم نفاق! ولا يصدر إلا عن جاهل اتبع هوى نفسه واستدرجه الشيطان لبيته! فنطق بما لا يفقه فيه، وظلم بذلك خير من أخرج للناس!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.