شعار قسم مدونات

هل ستحل انتخابات 2020 أزمات السودان؟

مدونات - البشير
المراقب للوضع الراهن في السودان يشهد أنه يمر بأزمة حقيقة أزمة تمكنت من مفاصل الدولة ومنعتها من اتخاذ العديد من الخطوات التي تساعد في إدارة البلد بصورة سلسة أو سهلة، فكل الأزمات التي ضربت الاقتصاد ومعاقل بعض المؤسسات مؤخرا تمت معالجتها بصورة مؤقتة وآنية ولازالت قابلة للانفجار مرة أخرى في ظل غياب أي حلول سواء كانت مؤقتة أو غيرها، وفي ظل هذا كله تنتظر الدولة انتخابات قادمة أجمعت الكثير من القوى الوطنية فيها علي إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة والذي بدوره أعلن لأول مرة عن دعمه لأحد قادة حزبه الحاكم لمنصب رئاسة الجمهورية في انتخابات 2020، حيث قال في خطاب أمام حشد جماهيري بولاية الجزيرة وسط البلاد نقلته قنوات تلفزيونية محلية سأدعم ترشيح والي الجزيرة محمد طاهر أيلا لمنصب الرئيس إذا رشحه مواطنو الولاية في الانتخابات المقبلة وأكد البشير على عدم رغبته في عزل والي الجزيرة الحالي وتعيين بديل له.

  
وتابع البشير قائلا وفق تصريح له والذي تناقلته وكالات يبقى أيلا واليا إلى أن يأخذ الله أمانته أو ترفضوه أنتم، وفي تصريح له في بداية العام الحالي أبدى الرئيس زهده في الترشح مرة أخرى للانتخابات القادمة، كما كان قد صرح قبل ذلك للشعب السوداني أنه لن يترشح في انتخابات 2015، ولكن في أكتوبر 2014 قرر حزب المؤتمر الوطني أن يعيد ترشيحه للانتخابات في 2015. ووفق العديد من التصريحات الصادرة من أعضاء المؤتمر الوطني الحزب الحاكم أن ترشيح البشير للانتخابات لا زال قائما.

  

هل ستحل الانتخابات القادمة الأزمات الحالية وتصل بالسودان إلى بر الأمان أم ستزيد الوضع تأزما في وجود أزمات مالية ونقدية متكدسة أصلا لم تعالج بعد؟

ويعتبر الرئيس السوداني عمر البشير الأطول حكما من ضمن قائمة الرؤساء السودانيين إذ بلغت فترة حكمه 28 عام حتى عام 2017، وبهذا يصبح الرئيس الأطول حكما في الشرق الأوسط من الذين حكموا بانقلاب حيث تسلم الحكم في عام 1989 عبر انقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة ولم تقم انتخابات رئاسية حتى العام 2010 كنتيجة اتفاقية نيفاشا وفاز فيها البشير ووصفت السلطات الحاكمة الانتخابات بالنزيهة بينما انسحبت المعارضة من الانتخابات ووصفتها بغير النزيهة. ويعتبر البشير أول رئيس دولة يتم ملاحقته دوليا لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عن حربه في دارفور. وحتى يومنا هذا ما زال الرئيس البشير يزور البلدان العربية والأفريقية كتحد واضح لقرار المحكمة الدولية.

  

هذا وقد قدم حتي الآن طلب الترشح للرئاسة مجموعة من المرشحين المحتملين المنافسين لعمر البشير منهم اثنان هما الأشهر علي الساحة حيث أعلن زعيم كتلة المستقلين في البرلمان السوداني أبو القاسم برطم نيته خوض معركة انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2020 المقبل بعد أن سبقه في ذلك القيادي في التيار الليبرالي عادل عبد العاطي ليكون الرجلان من أوائل من يعلنون تحدياً انتخابياً لمنازلة الرئيس الحالي عمر البشير الذي بات ترشحه لدورة رئاسية جديدة مؤكداً، ويبدو أن الهزيمة التي ألحقها برطم بأحد قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في دائرة دنقلا الانتخابية عام 2015. وبرطم من مواليد شمال السودان عام 1965 حاصل على ماجستير في الفيزياء لم يكن حتى عام 2015 معروفاً لا في الأوساط السياسية ولا في وسط رجال الأعمال، بحكم أن أغلب استثماراته في بلدان أفريقية.

  

أمّا المرشح الثاني المحتمل لمنافسة البشير، فهو عادل عبد العاطي وهو أول من أعلن عن نفسه مرشحاً لانتخابات الرئاسة، ينشط عبد العاطي المولود في مدينة عطبرة شمال السودان في مجال الكتابة الصحافية خصوصاً في المواقع الإلكترونية، درس الصحافة والعلوم السياسية في جامعة وارسو حيث أقام لسنوات طويلة كما حصل على دبلوم عال في الصحافة، تقلّب في حياته السياسية ما بين الحزب الشيوعي وقوات التحالف السودانية قبل أن يؤسس مع آخرين الحزب الليبرالي السوداني في عام 2003، والذي توحَّد مع تنظيمات أخرى ليشكلوا الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي يرأسه الآن. 

 

فهل انتخابات 2020 في كف عفريت فهي ما بين من يؤيد إقامتها في وقتها وبين معارض لها؟ وهل ستحل الانتخابات القادمة الأزمات الحالية وتصل بالبلاد إلى بر الأمان أم ستزيد الوضع تأزما في وجود أزمات مالية ونقدية متكدسة أصلا لم تعالج بعد، وقد اعتبرها الكثيرين أنها إهدار لمزيد من الأموال ليس إلا؟ وهل ما طرحه المرشحون من برامج حتى الآن ستجدي نفعا وتحل كل ما استعصى على الحكومة الحالية في فترة زمنية قصيرة الأمد؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.