شعار قسم مدونات

في داخل كل أنثى "شيرلوك هولمز" يبحث عن التفاصيل

blogs أمراة
"التفاصيل الصغيرة هي التي تقودك إلى الحقيقة" هذا ما ظل يردده محقق الروايات الشهير "شيرلوك هولمز" على مدار أربع روايات وستة وخمسين قصة قصيرة، من شدةِ هوسهِ كان يعلمُ بأن أحدهم في إجازة من عمله في المطبعةِ بناءً على آثار الحبر الجاف باهت اللون العالق بين أصابعه.

‎لك أن تتخيلَ أنَّ في قلب الأنثى شيرلوك هولمز من النوع الرقيق، يجعلُ من التفاصيل محورَ حياتها، مُحرِّكا لمزاجها ومثيراً لعواطفها.. عندما تخبركَ بأنها حزينة لأنك لم تتصل بها وأنت في عملك لتخبرها بأنك اشتقت لها فعليك أن تصدقها، إن هذا أسوأ عندها من أن تنسى شراءَ طعامها المفضل من السوق، إنها لا تنتظرُ منك أن تطلب منها التوقف عن البكاء وتخبرها بما عليها فعله، يكفي أن تربت على كتفها وتقول لها: أنا معك، أنا معك.. حسناً، هي لا تهتم لنوع السيارة أو "ماركة" الساعة التي تهديها إياها، سترضى بغمرةٍ عاطفية بين ذراعيك تتبعها بكلمة "أحبك" وتخبرها كم أن حياتك ستكون فارغة قاتمة من دونها.

‎ماذا لو جاءتك تبكي لأن إظفرها كُسر؟
ملامح خيبة الظن ونظرة البؤس وكسرة الخاطر، ستراها في كل مرة تغيب عنها دون رسالة حب قصيرة، في كل مرة تشعرها بأنها ليست ذات أهمية لديك بكلمة أو نظرة أو تنهيدة

إنها كائن بسيط أكثر مما نتخيل، ليست معقدة الفهم ولا صعبة المراس، ولا أظن بأن عليك أن تغضبَ عندما تراها تحاول افتعال مشكلة على أمر صغير، هي فقط تخبركَ بأنها تريدُك لها، معها، بكل مشاعرك وتركيزك وأنفاسك.. تريد كتفاً تستند عليه، وروحاً تُنقذها من كوابيسها في المساء..

 

لقد فقدت أعصابها لأنني لم أتذكر يوم ميلادها!

الأرقام والمناسبات والذكريات، إهمالها جريمة كبرى في نظر الأنثى، ليس لنقص في عقلها أو سذاجة في الفكر، وإنما لبساطة احتياجاتها وسلامة قلبها ونقاء فطرتها، عندما تنسى يوم ميلادها مثلا عليك أن تعرف بأن حزنها ومقتها خارج عن إرادتها، هل تظن حقا بأن أحدا في هذا العالم يحب أن يرتدي ثوب الحزن والغضب بمليء إرادته؟

إياك وخيبة ظنها!

هل رأيت مرة وجه طفل صغير عندما تأخذ منه لعبته المفضلة عنوة؟ هل رأيت وجهه عندما تنسى أن تشتري له الشوكولاتة عند عودتك للمنزل؟ ملامح خيبة الظن ونظرة البؤس تلك وكسرة الخاطر، ستراها في كل مرة تغيب عنها دون رسالة حب قصيرة، في كل مرة تشعرها بأنها ليست ذات أهمية لديك بكلمة أو نظرة أو تنهيدة، في كل مرة لا تخبرها فيها بأنك تخافُ عليها من أن يأكل الحزن وقتها وقلبها، من المياه الباردة وعيون الناس.

دون على مذكرة الهاتف جميع تواريخ مناسباتكما وذكرياتكما السنوية، اجعل لها نصيباً من وقتك فيي قمة انشغالك بالعمل لتشعرها بأنه رغم كل شيء ستبقى هي أولى أولوياتك
دون على مذكرة الهاتف جميع تواريخ مناسباتكما وذكرياتكما السنوية، اجعل لها نصيباً من وقتك فيي قمة انشغالك بالعمل لتشعرها بأنه رغم كل شيء ستبقى هي أولى أولوياتك
 

اهتمامها بالتفاصيل، نعمة أم نقمة؟

مخطئ من يقول بأن اهتمام الأنثى بالتفاصيل يسبب المشاكل ويطردُ الراحة من المنزل، فلولاه لما لاحظت بأنك مهمومٌ من نظرة بؤس في عينيك، ولما رضيت بكلمة صغيرة منك عندما تقوم بإزعاجها أو جرحها، ولم تكن لتعلم أيضاً بأنك حزينٌ لأنك لم تشرب قهوتك كما العادة، إن أزعجتك مرة فإنها تريح قلبك مئات المرات، لنكن واقعيين ياصديقي علينا أن نكون ممتنين لهذه الهبة الربانية الملازمة للأنثى، وأن نحتويها كما يحتوي الإناء الكبيرُ إناء صغيراً، دقيقة واحدة من الفهم الصحيح لها يكفي أن يجعل يومكما لطيفا جداً.

ماذا أفعل إذا؟

دون على مذكرة الهاتف جميع تواريخ مناسباتكما وذكرياتكما السنوية، اجعل لها نصيباً من وقتك في قمة انشغالك بالعمل لتشعرها بأنه رغم كل شيء ستبقى هي أولى أولوياتك، لا تتردد أن تخبرها كم تحبها وتشتاق لها في كل يوم أكثر من سابقه، أنظر لعينيها واكتشف الحزن، أضحكها بنكاتٍ سخيفة أو قصة من بطولاتك المحرجة، ببساطة عليك أن تتفاعل معها مهما كان ما تقوله بلا معنى بالنسبة إليك، أقبل إلى قلبها ودع عنك رداء الغلظة والكبرياء المصطنع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.