شعار قسم مدونات

كيف دمرت العادات والتقاليد الشباب العربي؟

blogs شباب

في هذا المقال الذي لأكتبه بتجربة صادقة بعيدة عن العاطفة المندفعة والعنفوان الشبابي الجامح.. ماذا فعلنا بأنفسنا! سؤال يخترق سنوات الزمن الماضية ويدق على أبواب أغلقها المجيبون لأنهم لم يجدوا في الفطرة ولا في الدين الذي يتبعه العرب ولا في الأمم السابقة.. جواب! سأجلس بنفسي بعيدا في منتصف الطريق لأنظر لحال العربي أو بالأخص الشاب العربي الذي على أقل التقدير مثلي أنهى مراحل الدراسة كافة ووجد مكتب يعمل به بروتين قاتل! يصل الطفل العربي لسن السادسة ليلتحق في مقاعد الدراسة حتى عمر الـ 22 أو 24 في الجامعة ومن ثم يجد نفسه أمام البحث عن وظيفة وزوجة فان وفق في الأولى جاءت له الثانية وان لم يوفق في الأولى وصل إلى الثانية بطرق ظالمه من ديون وقروض! ومن ثم إن أتم الاثنين عاش لهم.. للأولى والثانية أي الوظيفة والزوجة والأولاد حتى إلى أن يموت!

فنخسر شاب كان له أن يبدع أو يطور أو ينجح في اكتشاف أو وجد سبيلا للبحث والسفر في خارج بلده مثلا! لكي أكون واقعي علينا أن نعود للوراء خطوة لنرى ما المشكلة في الكلام الذي ذكرته؟ من حدد أن العمر الجيد للطفل لكي يلتحق بالمدرسة هو 5 أو 6 لماذا لم يكن 8 سنوات.. من حدد أن الإنسان إن أكمل المدرسة لا يجب عليه إلا الالتحاق بالجامعة أين المعاهد؟ أين مراكز الأبحاث؟ أين المصانع؟ أين المعاهد المهنية؟ أليست كلها عادات وتقاليد الابتعاد عنها يحمل علامة الاستفهام في نظر المجتمعات العربية!

المعضلة القاتلة من قهر العقل العربي الشاب في إقحامه إن طلب الزواج بتكاليفه! من يريد أن يجعل ابنته تكمل طريق حياتها مع شخص تحبه بهذه التكاليف!؟ ومن وضع هذه العادات هكذا! من دعا أن من العرب أن أفضل شيء للفتاة سترتها والشيوخ كذلك وبهذه الطريقة المقرفة أنهم ينافقون أنفسهم! ألم يفكر كم قتل من وقت لدى الطرفين كان هذا الوقت في أفضل مراحل العمر للطرفين لكي يبدع أو يسافر ويبحث عن التطوير! أهكذا الأمم!؟ تعظم تكاليف الزواج والمناسبات وتقلل من المصاريف التي تنفق في التعليم والتطوير يا للعار.. بكل حرقة هذه العادات بهذا الشكل آداة خفية قاتلة تنخر في عماد الأمة ألا وهم الشباب!

كن أنت مبادرا بنفسك بأن تنسلخ عن تلك العادات ولتجعل ضميرك المرتاح وطموحك العالي هو دليلك ومقيمك ودعك من ترهات وحماقات العادات الزائفة

ولكن سأكون أكثر دقة في طرحي هذا لأسال نفسي من هو الذي وضع هذه العادات التي تحيي الأموات وتميت الأحياء؟ نعم إن الجواب وبكل صدق هو كالتالي: إن العرب معروف عنهم أنهم يحكمون ويقتدون بالجبابرة والنفس لئيمة في طبعها الفطري فكان كبار الأقوام عند العرب يمارسون في طقوسهم ومناسباتهم البذخ والمباهاة والتبذير فأصبح الفقير يحاول تقليدهم فأصبح المجتمع سواء الغني لا يستطيع إلا أن يقلد أقرانه ولا يستطيع الفقير أن يظهر بمستوى أقل فيظل يحاول الوصول لتلك المرحلة وهنا باب آخر كبير سواء في كيفية الحصول على ذلك المستوى من ديون وقروض وسرقات والحصول على المال الحرام بأي طريقة ولكن لنعود للموضوع نفسه هنا وهكذا أصبح المجتمع كله مع العادة والتقليد للأسف. وكل من يحاول الخروج عنه ينعت بأنه أقل مستوى وأقل شان فذهب عند الناس المعنى الحقيقي للمباهاة والتفاخر، فغاب العلم وغابت الأخلاق والعادات الحسنة وأصبح المقياس القشور واللباس والمظاهر الخداعة، وأنا كشاب عربي يدق في راسي سؤال عجيب هو أن كبار القوم عند العرب أقصد في مراحل انهيار الدولة العثمانية.

كان عند المستعمرين سواء فرنسا أو بريطانيا وغيرها سياسة قاتلة في أنها كانت تجند كبار الأقوام والحارات والقرى لكي تكسب إمساك الارض عن طريق معاونيها.. لكن المفاجئ أن معاونيها هم كانوا أمام جمهورهم هم من يضعون العادات والتقاليد ويلحق بهم البقية! لذلك هنا وبربط الأمور اكتشف أن العادات التي تثقل كاهل الشاب العربي وتجعل تفكيره قائما في زواج وانهاء مراحل تعليم وتلقين هي مخطط لها عن طريق اللعب على وتر العادات والتقاليد التي بالأساس عمل بها عن طريق أيادي خفية كانت سببا في وجود كبار الأقوام الذين وبقراءة التاريخ لا يجود لهم أي أثر علمي أو فكري ولا أي إرث ثقافي فقط مواقف يحكيها التاريخ ولو أني كنت كاتب التاريخ لتركت سيرتهم على هوامش تاريخنا الذي كان يحتاج في ذلك الوقت إلى العلم والاهتمام بالمبادئ مثل اليابان بعد الحرب أو مصر في نهضتها التي أجهضت.

لذلك لكل من يقرأ مقالتي كن أنت مبادرا بنفسك بأن تنسلخ عن تلك العادات ولتجعل ضميرك المرتاح وطموحك العالي هو دليلك ومقيمك ومراتك ودعك من ترهات وحماقات وقذارات العادات الزائفة التي تكيل المشاعر بالمال وتكيل تقدم الأمم بالفجل.. علينا أن نقرأ تاريخنا من لسان حال شبابها لا من حال كتاب تاريخها فكتاب التاريخ منافقون وهم يكتبون ما يقال لهم.. علينا الرجوع لتاريخ العرب الإسلامي هناك 1000 عام ضاع من المناهج التعليمية للدول العربية وليس التاريخ الإسلامي مقتصر فقط على معركة بدر وأحد ولا السياسة والحنكة مقتصرة بالتفاف خالد بن الوليد حول الجبل والتي لا يعرف شيوخ العصر غيرها. وكانت تلك العادات وبشكل محزن يمارس التغني بها والحديث عنها بكثرة هم شيوخ الوظائف لا شيوخ الفكر. فشيوخ اليوم يتفصلون ويتحدثون ويثرثرون كثيرا في الزواج مثلا دون التطرق لممارسة القول الإسلامي في الأمر. ويعتبرون العلم والتطوير هو آداة تخجلهم لأنها تكشف قدرة الإنسان فيقلل ذلك من كلامه بأن الدعاء ينجي والدعاء يشفي والدعاء يجزي ولكنه للأسف فكره معيوب بطريقة جهنمية مخزية.

فيقولون هذا جرح ولكن يعالجونه بطريقة مضحكة يقولون إن الحال صعب ويصعبون الطرق يقولون إن الإسلام حل ولا يطبقون الحلول التي يضعها الإسلام! فمثلا يخجلهم صنع أسطول بحري على يد محمد الفاتح لفتح القسطنطينية ولكن يركبون مركبات فارة صناعة أجنبية ويقولون في قيادتها دعاء السفر! وكان العرب فقط خلقوا في تاريخ سيدنا محمد للحمير والخيل والجمال وغيرها بدعة. وفي الختام استذكر كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال بما معناه لن أخشى عليكم سوء أنفسكم.. وللأسف أخشى على نفسي منا وليس من عدوي. ملاحظة: تطرقت لموضوع الزواج على سبيل المثال لا للحصر فالعادات كثيرة وفيها عجائب لا تتواكب مع مسؤوليات الشاب العربي ولا حال العرب.. مثل المثل المشهور الذي يقول مات جارنا من الجوع فذبحنا في عزائه خراف القرية للمعزيين!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.