شعار قسم مدونات

معاناة الطالب اليمني في الخارج

مدونات - طالب مكتبة لابتوب

هناك العديد من الطلاب اليمنيين المتواجدين في الخارج الدراسون في عدة مستويات فتجد منهم البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في عدة تخصصات فتجد من يدرس الطب والهندسة والعلوم الإدارية وغيرها وقد كثر عددهم في الآونة الأخيرة لاسيما بعد دخول الحوثيين الى العاصمة صنعاء وسيطرتهم على جميع المرافق الحكومية في ديسمبر عام 2014. وهم موزعين على عدة دول أهم هذه الدول تركيا وماليزيا وألمانيا ومصر وغيرها من الدول سواء العربية أو الأجنبية.. إن الطالب اليمني الموجود في الخارج هو بصيص أمل وإشعاع لين إن لم نقويه ونسانده لن يستطيع اختراق ذلك الظلام الحالك الذي أورثه لنا الساسة المتصارعون.

 

إذا أردنا ان نتكلم عن الطلاب اليمنيين في الخارج على وجه العموم فهما صنفان:
1-الصنف الأول هم الذين ابتعثتهم الدولة كمنحة الى الخارج بسبب تفوقهم في الثانوية العامة. بعد تضييع حاضر الطالب اليمني الموجود في الداخل بتدهور المستوى التعليمي واستخدامه لأغراض سياسيه من قبل الحوثيين في اليمن وتدنيه وانعدام أبسط مقومات التعليم من راتب للدكتور أو الموظف في الجامعات والمدراس بسبب الحرب يأبى أولئك إلا أن يضيعوا مستقبل اليمن بعدم صرف المستحقات الشهرية للطلاب الموجودين في الخارج وتمكينهم من مواصلة دراستهم وهذا يدفع بعض الطلاب الى العمل وترك الدراسة والبعض الآخر يسعى جاهداً ليوافق بين الدراسة والعمل -Part time – من أجل توفير مصاريف المعيشة والرسوم الجامعي في حين أنه صعب جداً مثلاً أنا طالب هندسة معظم دراستي من الساعة الثامنة صباحاً الى الخامسة مساءً خصوصاً في السنوات الأولى من الدراسة .فلم أجد متسع من الوقت لكي أدرس وأذاكر دروسي اليومية في نفس الوقت بسبب صعوبة الدراسة ناهيك عن العمل.

 

كفى عبثاً يا هؤلاء! واصرفوا مستحقات الطالب اليمني في الخارج. ألا يكفيكم ما تنهبون؟! ألا تكفيكم الملايين التي تسرقونها كل يوم من ثروات وخيرات بلدي لتطول يدكم الى مقدرات الطلاب البسطاء؟!

2- الصنف الآخر هم الطلاب الذين قدموا الى الخارج للدراسة على حسابهم الخاص قبل بدء الحرب حيث كانت عائلاتهم تكفلهم وبعد أن شدت الحرب أوزارها في اليمن لم تستطع عائلاتهم توفير لهم ما كانوا يستطيعون عليه قبل الحرب فلجؤوا الى ما لجأ اليه أصحاب الصنف الأول.

 

هنا نجد ان كلا الصنفين يعاونون تقريباً من المشكلة نفسها وهي ضعف الجانب المادي وعدم توفر الامكانات فتجدهم غارقين في بحور من هموم الدراسة وصعوباتها الى جانب هموم المصاريف وكيفية توفيرها بالإضافة الى التفكير في بلادهم الغارقة في المشاكل والحروب التي أكلت الأخضر واليابس وكذلك التفكير في عائلاتهم التي لا تستطيع ان توفر لقمة عيشها ناهيك عن إرسال مصاريف لابنهم المغترب في الخارج من أجل إكمال دراسته.

إن الحكومة اليمنية لا تدرك ولا تريد أن ترك مدى خطورة ضياع الطالب اليمني الموجود في الخارج ولا يلقون لذلك بال، لأنهم هم وعائلاتهم في الخارج -يحكموننا عن طريق الواتساب- فتجد أبنائهم يدرسون في أرقى الجامعات الخاصة وأغلاها سعراً، وعلى الرغم من ذلك تجدهم أعظم فشلاً من آبائهم وأقربائهم، على عكس ذلك تجد الطالب البسيط الذي يفتقر لأبسط الأساسيات حتى وهو في الخارج بسبب حالته المادية يعاني ويحاول ان يكمل دراسته على أفضل المستويات.

 
وفي الأخير كطالب في الخارج أريد أن اوجه رسالة الى من يهمه أمر الطالب اليمني-سواء أولئك الكابحون في فنادق الرياض منذ بداية الحرب لا تهمهم سوى بطونهم أو الموجودين في صنعاء مستمرون في ابتزاز وقهم المواطن اليمني – وأقول لهم كفى عبثاً يا هؤلاء! واصرفوا مستحقات الطالب اليمني في الخارج. ألا يكفيكم ما تنهبون؟! ألا تكفيكم الملايين التي تسرقونها كل يوم من ثروات وخيرات بلدي لتطول يدكم الى مقدرات الطلاب البسطاء؟! نعم إن لم تستح فاصنع ما شئت، فأنتم لم يعد فيكم حياء، بئس الحكام أنتم!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.