شعار قسم مدونات

مكتبات الجامعات لا تعرف سوق العمل!

blogs - education
"التجارة للربح السريع أو خيانة العهد "، أظن أن رسالة التعليم مهمة جدا لبناء جيل مثقف وواع بمسؤولياته، لذا يجب التركيز عليه أولا لمستقبل أكثر إشراقا، سيعطينا سياسيين ومهندسين ثم حكاما، وصولا إلى المهن البسيطة، فإن أضفنا العلم إلى أي عمل، سنخدم وطننا.

للأسف، التعليم هو أول مدمر للحاضر ثم المستقبل، كأن نصنع شبابا ينجح مدرسيا بشراء النقط، إذن فالمؤسسة لا تصنع عباقرة بل أغبياء، على حساب مثقفين، فأهل التعليم هم من وضعوا منهجا للتربية قبل التعليم ثم الشخص المناسب في المكان المناسب غيرة على الوطن، الذي يحتاج من يخدمه بصدق.

أصبح من يملك رأسمال مهم، يتجه لبناء مؤسسة تعليمية، ليسميها كيفما يشاء، بناء على رغبته، شخص رأسمالي حقير وصولي، انتهازي أناني، تركيزه على الربح المادي، دون إعطاء الاعتبار للربح المعنوي، الذي يتجلى في تكوين أساتذة تخدم وطنها في قسمها، ليعمل على أكتاف شباب قهرته البطالة، بأقل ثمن حتى يلبي حاجياته اليومية.

 

فالتعليم يحتاج لعقول تفهم، فاقد الشيء لا يعطيه، تخيلوا معي، أن بعض الحراس العامين لم يكملوا تعليمهم، ينهجون الحرفة دون تكوين مسبق في المجال، كذلك الحال بالنسبة لبعض المدراء الرأسماليين، فالتعليم يحتاج منهجا متكاملا، يتكون من سلسلة تعليمة تنبني على تمرير رسائل ايجابية للمتلقي، تدريسه المادة حتى يعجب بها، ثم معرفة كيفية التعامل مع الموهبة، لبناء شبابا متوازن عقليا و جسديا، يجمع بين الواقع و الخيال المعرفي، في منهج متكامل ليس سطحيا.

  

اذا عم الجهل و الفقر ثم الفساد فانتظر الأسوأ، فنحن أمة عربية وخصوصا مغربية، فالعلم ركيزة لتطوير أجيال المستقبل
اذا عم الجهل و الفقر ثم الفساد فانتظر الأسوأ، فنحن أمة عربية وخصوصا مغربية، فالعلم ركيزة لتطوير أجيال المستقبل
  

أغلب المدارس تدرس مثلا الفيزياء دون مختبر، حتى يحس التلميذ بالتفاعلات الكيميائية، وما يحدث فيزيائيا، للأسف النيابة لا تقوم بدورها، المساءلة ثم إرسال مفتشين يدركون مسؤوليتهم التربوية أولا ثم التعليمية، دون أن يأخذوا بعض الرشاوي على شكل هدايا أو مساعدات، ليسكتوا على خروقات التعليم الخصوصي غير الممنهج، نبدأ بمقرر واقعي يخدمنا إلى المفتشين، مرورا بالمدير التربوي والحارس العام ثم الأستاذ الضحية، كل ما تكلمت عنه، سيعمل على إنتاج أجيال جاهزة لخدمة الوطن في مهنتها التي تحبها.

إذا عم الجهل و الفقر ثم الفساد فانتظر الأسوأ، فنحن أمة عربية وخصوصا مغربية، يجب أن نمتاز بالعلم، هذا الأخير ركيزة لتطوير أجيال المستقبل، فهو أساس تفوق الشعوب، هنا يبدأ السؤال الذي يحيرني، ما هي الحلول للمشاكل التي تعاني منها المنظومة التعليمية للتعليم العمومي في دولتنا؟ كيف يمكن وضع حل للاكتظاظ ونقص الأطر؟ ما هو دور المدارس العليا للأساتذة إذا كانت لم تلبي حاجيات القطاع بالموارد البشرية والمادة خمسة تتيح الفرصة لوزارة التعليم بتوظيف خريجي هذه المدرسة؟ 

ما مصير كل خريجي هذه المدرسة الذين يناضلون في الشارع من أجل سد ولو جزء قليل من الخصاصة والمنطويين تحت " التنسيقية الوطنية لخريجي المدارس العليا للأساتذة والمسالك الجامعية للتربية "؟ يجب إنهاء هذه المشاكل بحلول جذرية، فنحن نحتاج بل في أمس الحاجة لأمة مثقفة، فيها مخترعين ومبدعين وأساتذة ثم فنانين، سأحاول وضع بعض الحلول التي أجدها بسيطة وسهلة.

مشكل الاكتظاظ بدلا من تخصيص الدعم للحملات الانتخابية، التي لن تفيدنا بشيء سوى بالأمل المزيف، نبني مدارس للتخلص من الاكتظاظ، فالمدارس تحتاج إلى أطر، والأطر شباب، لأن الشباب أمل ينير عقل التلميذ والطالب بل كلما صغر عمر الأستاذ كانت مدة عطائه أكبر، فبعد التخبط ونقص الأطر لأن بعضهم قرر المغادرة، إما بسبب التقاعد العادي أو النسبي، ليصبح عدد التلاميذ مقسم على الباقين، لأن هناك أسباب تجعلهم يستعجلون المغادرة، منها المال والراحة البدنية أو العقلية.

يعني أن الحل أصبح بين يدي المسؤولين عن هذا القطاع المهم، يمكنهم توظيف الأطر المكونة التي أصبحت تناضل في الشارع تحت "زروطات" بعض الجهل، فهم للأسف خريجو المدارس العليا للأساتذة و المسالك الجامعية للتربية، بعد التكوين يجب التشغيل حتى لا يتم هدر مجهود الأساتذة المكونين و المتكونين، بل عدم تضييع حماس الشباب في التدريس، رغم أن وزارة التعليم يجب أن تستفيد منهم و سد الثغرة الكبيرة التي تركها فائض التقاعد النسبي أو العادي، هنا يأتي ضرب عصفورين بحجر واحد، تقليل نسبة البطالة و فك الاكتظاظ، يجب أن تزيد المناصب المالية لكي يتم توظيف الأساتذة المتخرجين و فك مشكل قلة الأطر، من هنا يجب التدخل العاجل و ليس التوصيات الفارغة من التطبيق، للتوظيف المباشر، لإصلاح المنظومة التعليمة، ولهم واسع النظر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.