شعار قسم مدونات

حتى لا تكون نكبة أخرى.. واجبنا الحالي تجاه فلسطين

blogs فلسطين

الكل يسأل الآن ماهي واجباتنا في ظل ما حدث من مجزرة مليونية العودة ونقل سفارة ترمب للقدس المحتلة ومحاولة شرعنة لوجود الاحتلال وقيامه منذ 70 سنة والعمل على إعادة تشكيل نفس المشهد، ماهي واجباتنا كأفراد ومجتمعات حتى لا تكون نكبة أخرى؟ توجد أدوات ووسائل متعددة تكون بتراكمها قوة وبالاكتفاء بالبعض منها فقط سذاجة وبالاستهتار بالقيام بها تولي وبالاستهزاء بها ظلم.. تتعدد واجبات الفرد والمجتمع التي وجب التحرك بها فتتمايز بين واجب الوقت أو الخيار المرحلي وواجبات استراتيجية بنائية تراكمية.

واجب الوقت:

هو الدعم المادي للمرابطين في فلسطين من خلال كفالة أسر الشهداء وتثبيتهم ورعاية الأيتام والحرص على تنميتهم وعلاج المصابين وتقديم العون لهم، والتخفيف عن الحصار لدعم المقاومة وتثبيت الحاضنة الاجتماعية المساندة لها، وليكن لك أسهم تكن لك شفيعة يوم القيامة! وعليك هنا في الجزائر بـ البركة – Elbaraka فهي وسيلتك للقيام بواجب المرحلة. لا يسقط عن أي فرد هذا الواجب وليكن سهمك على الأقل 200 دج مع أن تجمع 10 أسهم من 10 أفراد ومن تطوع خيرا فهو خير له.

واجبات خادمة

أ- التحرك الإعلامي: وهذا لا يقل عن الواجبات الأخرى فهو يصنع الآراء والتوجهات ويبني التصورات ويوصل الحقائق ويكشف الجرائم ويبني المفاهيم ويحمي حمى الإسلام في عقول المجتمع الإسلامي ويرافع على أحقيته لدى الشعوب الإنسانية في العالم. وليكن واجبك تحري الحقيقة والرد على الشبهة وعدم التسامح مع المطبعين الخونة وحصار الإشاعة وإجهاض الأكاذيب، مع العمل إلى الوصول إلى الصناعة الإعلامية الاحترافية لمواد إعلامية تبني قيم الرباط وترسخ نهج المقاومة وترفض ذل التطبيع وتفضح أهله. وأدوات ذلك: الأنترنت والراديو والتلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي.

من واجبنا الكشف عن انتهاك الكيان الصهيوني لحقوق الإنسان من خلال جمع التوقيعات وإرسالها عبر وسطاء قانونين من المحامين لرفع دعاوى قضائية ضد المحتل في المحاكم الدولية

ب- التحريك الشعبي المجتمعي: فهو يصنع كتلة ضغط رافضة للواقع، مدافعة عن الحق، مظهرة الموقف الحقيقي للشعوب التي يراد لها أن تقبل بالأمر الواقع، الاكتفاء بهذا الواجب وسرعة الانفعال فيه دون دراسة لآليات تطبيقه أفقده مكانته لدى المجتمعات لكونه ردة فعل عاطفية تنجلي بانجلاء المثير للمنعكس العاطفي، لكنه أداة واجبة بتكاملها مع الوسائل الشعبية الأخرى المشروعة للتعبير الحقيقي عن رفض الاحتلال. وأدوات ذلك: المسيرات والمظاهرات والمهرجانات والإضرابات.

ج- التحرك السياسي والنيابي: وهي أدوات راقية بأيدي الحكومات من جهة والأحزاب السياسية ونوابها من ممثلي الشعب من جهة أخرى، سواءا بالمرافعة داخل البرلمانات الوطنية أو الدولية عن الحق المشروع للفلسطينيين في العودة لأرضهم الفلسطينية المنهوبة وتفعيل كيانات سياسية ضاغطة من خلال التكتل لمحاصرة الكيان الصهيوني سياسيا. وأدوات ذلك: الرسائل السياسية والتحركات الديبلوماسية والخطابات السياسية المعبرة عن الموقف والتدافع السياسي ضد المطبعين.

د – الحركة القانونية: بالكشف عن انتهاك الكيان الصهيوني لحقوق الإنسان من خلال جمع التوقيعات وإرسالها عبر وسطاء قانونين من المحامين لرفع دعاوى قضائية ضد المحتل في المحاكم الدولية. مع جمع ملفات قانونية تكشف عن مدى بشاعة الإجرام الصهيوني الذي يرقى لجرائم حرب.

هـ – المقاطعة الاقتصادية: مقاطعة منتجات الكيان الصهيوني وداعميه ومساندة حركات المقاطعة العالمية بإنشاء فروع لها في الأوطان المتعددة وتفريغ الشباب للدعوة لها وتطوير أدواتها.

الواجبات الاستراتيجية:

أ- التأهيل الشبابي: من خلال الحرص على تجديد المجتمعات من خلال تربية النشأ واستنهاض الشباب وبناء قيادات شبابية مستقبلية حاملة للواء الدفاع عن المسجد الأقصى من خلال تكوين متوازن تربية وسلوكا ومعرفا وعلوما ومهارة وملكات وفاعلية وتأثير.

ب- البناء المعرفي: صناعة العقول وترسيخ الحقائق الصحيحة بعد تنقية الأفكار الضحلة والتخلص من الأفكار الميتة ودور البناء المعرفي صناعة الفهم الصحيح العميق الذي يحرك المجتمعات دون الحاجة للمفاعل العاطفي أو تأثيره.

ج- الإصلاح المجتمعي: من خلال المؤسسات المتعددة من خلال الدعوة والتربية والفن والثقافة التي تبني المجتمع الواعي المثقف المترابط بعلاقات اجتماعية ولائها للفكرة لا للأشخاص ودورنا الانضمام لركب المؤسسات والمشاركة عبرها في الإصلاح حسب الميول والرغبات والقدرات والكفاءات.

د- التدافع السياسي: بهدف بناء الأوطان ونهضتها للمشاركة الحقيقية في نهضة الأمة والدفاع عنها ودحر محتليها من خلال المشاركة السياسية الفاعلة ومعارضة الفساد وأهله ومحاسبته والاهتمام بشؤون المجتمع وهويته والدفاع عن قيمه وثوابته وتمثيله للحصول على حقوقه ومرافقته لممارسة واجباته.

لعلي نسيت أدوات عديدة أخرى يمكننا من خلالها الحركة والعمل لعلاج مكمن المرض والإعداد الصحيح للشهادة على الأمم من القوة المتعددة المبنية على خطط واستراتيجيات واضحة تنطلق من الواجبات المتعددة المتراكبة لتشكيل جيل التحرير المنشود دون ولوج طريق مظلمة تبدأ بسب الظلام والاهتمام بالأعراض والشلل عن الحركة والقصور عن المنطق العملي المنجز!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.