شعار قسم مدونات

آقشنر.. والعزف على وتر اللاجئين السوريين

BLOGS ميرال أقشنر

ولدت السياسية والمؤرخة التركية ميرال آقشنر في 18 تموز سنة 1956 في قرية كون دغدو التابعة لناحية ازميت لعائلة هاجرت من سالونيك إلى قوجالي. أبوها السيد طاهر عمر وأمها السيدة صديقة، وزوجها تونجر آقشنر، ولها ولد اسمه فاتح. بعد أن أتمت تعليمها الثانوي في عام 1974 في ثانوية بورصة للمعلمات البنات، دخلت قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة إسطنبول حيث تخرجت فيه عام 1979. عملت في التعليم ما قبل الجامعي بين عامي 1979-1982، ثم أصبحت في عام 1982 معيدة في جامعة يلدز التقنية في كلية قوجالي للهندسة.

انهت الماجستير والدكتوراه في جامعة مرمرة في معهد العلوم الاجتماعية للدراسات، ثم عملت كرئيس لقسم تاريخ الانقلاب في جامعة قوجالي. بعد ذلك أسست آقشنر وقف زبيدة خانم لأسر الشهداء، وعملت كمديرة فيه. في عام 1995 أصبحت رئيسة لفرع المرأة في حزب الطريق القويم (DYP)، وفي نفس العام دخلت البرلمان ممثلة للحزب كنائب عن قوجالي في الانتخابات العامة التي جرت.

في عام 1996 أصبحت آقشنر أول امرأة في تركيا تتولى حقيبة وزارة الداخلية في الحكومة 54 التي شكلها حزب الرفاه برئاسة نجم الدين أربكان وحزب الطريق القويم بدلا من محمد أغار الذي استقال إثر أحداث سوسورلوق. انتهت مهمة آقشنر كوزيرة في 30 حزيران عام 1997 بعد تفرق الحكومة 54 بعد أحداث 28 شباط. دخلت البرلمان مرة أخرى في الانتخابات العامة التي جرت بعد ذلك ممثلة لحزب الطريق القويم كنائب عن إسطنبول. في عام 2002 لم يستطع حزب آقشنر حزب الطريق القويم دخول البرلمان لأنه لم يحصل على الأصوات الكافية لذلك. في المرحلة التي شهدت بدايات تشكيل حزب العدالة والتنمية أعلنت آقشنر استقالتها من حزب الطريق القويم وانضمامها لحركة التجديد التي مثلها آنذاك عبدالله غول ورجب طيب أردوغان، لكن بعد فترة وجيزة استقالت من حركت التجديد وانضمت بتاريخ 3 تشرين الثاني لحزب الحركة القومية.

قامت آقشنر بترشيح نفسها لرئاسة الجمهورية وبدأت حملتها الانتخابية بزيارة عدة ولايات لم يغب فيها ملف اللاجئين السوريين الذي تحاول آقشنر استغلاله لصالحها
قامت آقشنر بترشيح نفسها لرئاسة الجمهورية وبدأت حملتها الانتخابية بزيارة عدة ولايات لم يغب فيها ملف اللاجئين السوريين الذي تحاول آقشنر استغلاله لصالحها
 

في عام 2007 دخلت البرلمان كنائب لإسطنبول ممثلة عن حزب الحركة القومية، واختيرت في نفس العام مع غول دال مومجو لرئاسة مجلس الأمة التركي، وعملت ضمن المجلس أيضا كعضو في مجموعة الصداقة بين البرلمان الصيني والتركي. دخلت البرلمان مجددا كنائب لإسطنبول عن حزب الحركة القومية في انتخابات عام 2011 و2015، ولكن لم يتم اختيارها كمرشح من قبل الحزب في الانتخابات الثانية التي جرت في تشرين من عام 2015.

بعد أن فقد حزب الحركة القومية الكثير من الأصوات في انتخابات عام 2015 طلبت آقشنر عقد مؤتمر عام للحزب وأصبحت مرشحة لرئاسته العامة، كان المؤتمر يحتاج لقرار محكمة لعقده، وتم تحديد 15 أيار موعدا لانعقاد المؤتمر، لكن المركز العام لحزب الحركة القومية لم يعترف بهذا القرار، وفي 8 أيلول عام 2016 قام بإخراج آقشنر من الحزب، ورفضت كل طلبات آقشنر إلى المحكمة لاتخاذ تدابير احتياطية، وتم البت نهائيا بإخراجها. أسست آقشنر بعد إخراجها من حزب الحركة القومية حزبا جديدا في 22 تشرين الأول عام 2017 تحت اسم حزب الخير أو الحزب الصالح (iyi parti). ما أن أعلنت الحكومة التركية عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة، حتى بدأت الأحزاب المعارضة بتحركاتها وقدم حزب الشعب الجمهوري 15 من أعضائه لحزب آقشنر ليزيد من فرصتها في دخول البرلمان.

قامت آقشنر بترشيح نفسها أيضا لرئاسة الجمهورية وبدأت حملتها الانتخابية بزيارة عدة ولايات لم يغب فيها ملف اللاجئين السوريين الذي تحاول آقشنر استغلاله لصالحها وكسب أصوات المناوئين لوجود اللاجئين، فقد صرحت من مرسين أمام أنصارها أنها إذما نجحت بالانتخابات الرئاسية فستفطر مع السوريين في سوريا، بعد أن هاجمت سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، واعتبرت وجود اللاجئين سببا لتدني مستوى المعيشة. في المقابل كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح أنه سيتم منح الجنسية للاجئين السوريين لإتاحة الفرصة لهم للعمل بطرق قانونية في الأسواق التركية، والاستفادة من خبراتهم المتنوعة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.