شعار قسم مدونات

بين قطر ونظيراتها الخليجية.. أيهم الأفضل سياحيا؟

blogs - qatar tourism

مؤخرا زرت قطر لغرض الراحة والاستجمام وكان اختيار قطر على دبي والبحرين وجهتي المعتادتين لهذه الإجازات نوع من التغيير ورغبة في معاينة قطر من الداخل خصوصا بعد الربكة السياسية في المنطقة، وصلت إلى مطار حمد في الدوحة عن طريق طيران القطرية من مطار الكويت.

من ناحية الشوارع وسهول الوصول للوجهة والتفاصيل في اللوحات الإرشادية فأستطيع أن أقول أن شوارع الكويت هي الأفضل على الرغم من الزحام

منذ وصولي بدأت في تحليل ما أشاهد فكانت ملاحظتي ومقارنتي في استقبال موظفي الجوازات مع مطار دبي والكويت وهي المطارات التي جربتها في المنطقة، الأفضل كان دائماً في الترتيب والتنظيم والاستقبال والترحيب مطار دبي، الموظفون دائما بشوشون ويعطونك إحساس الراحة والأمان خصوصا وإن هذه الاماكن تكون مربكة للبعض، يأتي مطار الدوحة في المرتبة الثانية فهو منظم و هادئ والاجراءات كانت طبيعية لكن يظل ترحيب موظفي الجوازات في دبي أجمل وألطف، ثم يأتي مطار الكويت ثالثاً بزحام عادة وشبه فوضى وموظفين جوازات ليسوا على احترافية مطار دبي أو حتى الدوحة.

هذه كانت ملاحظات المطار والاستقبال وغيرها من التفاصيل بعدها كان موضوع تأجير السيارة والذي كان في مبنى خارجي قريب من مبنى الوصول وكانت الإجراءات والأسعار مقاربة لدبي. هنا سأقارن الشوارع وسهولة القيادة والوصول للوجهة المطلوبة وجودة اللوحات الإرشادية بين دبي والإمارات بشكل عام وقطر والبحرين والكويت.

 من ناحية الشوارع وسهول الوصول للوجهة والتفاصيل في اللوحات الإرشادية فأستطيع أن أقول أن شوارع الكويت هي الأفضل على الرغم من الزحام، فشوارع الكويت تحتوي على أسماء و أرقام وتجد اللوحات في كل مكان وتنظيم الشوارع والمداخل والمخارج سهل جداً وهذا بشهادة أشخاص من ألمانيا والبوسنة وقطر كمثال.

ثانيا شوارع البحرين، فهي سهلة وواسعة في الخطوط الرئيسية واللافتات جيدة وبسهولة استعداد عليها، تأتي ثالثاً شوارع دبي والإمارات الواسعة والمنظمة لكنها ليست ببساطة وسهولة شوارع الكويت، وتحتاج أن تعرف طريقك أولا لأنه إن تعديت مرحلة معينة لا تستطيع العودة إلى بعد عدة كيلو مترات وهذه عيوب شوارع دبي بالأخص، أما موضوع اللوحات فصراحةً لا أذكر التفاصيل.

رابعا تأتي شوارع قطر ولكن لنكن منصفين فهناك تحديثات كبيرة في قطر وربما نحتاج بضع سنوات حتى تنتهي لنرى جودة التنظيم وسهولة الوصول في شوارع قطر، فلكثرة الإنشاءات الجديدة يصعب الوصول لأي وجهة إلى بعد تغيير في خط السير عدة مرات، أما موضوع اللوحات وسهولته فلاحظت أنها في قطر أسماء بدون أرقام ولم تكن سهلة الفهم دائماً.

ننتقل بعدها لموضوع الأمن والأمان، وهنا أقارن بين الكويت والبحرين والإمارات وقطر، من ناحية تواجد رجال الشرطة وكثرة نقاط التفتيش والأمان بشكل عام والأهم الأمان أثناء قيادة السيارة،  قطر كانت أفضل الدول الخمسة فخلال تواجدي لأربعة أيام و قيادتي يوميا لساعتين تقريبا لم أرى أي حادث مروري أو أي سيارات الشرطة والمرور إلا مرتين، الأولى عند مجمع ڤيلاجيو مساء الخميس لتنظيم زحام بسيط وعند المطار قبل مغادرتي وشاهدت سيارة إطفاء أو إسعاف مرة واحدة ربما وكان تعامل بقية السيارات وطريقة إفساح الطريق لها مثالية، ولم أجد أي نقطة تفتيش أو أثر لأي شرطي على عكس الادعاءات الغبية لبعض وسائل الاعلام.

وهنا أستخلص أن الأمن في قطر مستتب والشوارع منظمة والحوادث شبه معدومة والناس تسير على نظام وتنظيم واضح فلا حاجة للشرطة إلا في ما ندر، لكن لاحظت في الفندقين الذين سكنت بهما وجود جهاز تفتيش الأمتعة وجهاز كشف المعادن والتفتيش الذاتي أحيانا، و هذا كان مزعجاً لي فالفنادق تبالغ في موضوع الأمن الذي أراه عرض ليس أكثر، بينما المجمعات يدخلها الجميع دون تفتيش أو تدقيق.

وطبعاً كان تبرير الفندق بأن الوضع الإقليمي يستدعي هذه الإجراءات واختلافي معهم أني لم أجد هذه الإجراءات لا في المطار ولا في الشارع ولا في المجمعات المكتظة بالناس، كما أن قضية الأمن تحتاج أحياناً لمهارة إيصال رسالة للمخرب المحتمل بأن المكان محمي ومراقب دون التأثير على الضيوف وأهل المكان وهنا كانت الفنادق ليست على القدر المطلوب من هذا الوعي الأمني فلوحات منتشرة في كل مكان دون مبالغة تفيد بأن المكان مراقب وأيضا تحكم صحيح في المداخل والمخارج في كل أرجاء المكان ورجال أمن متواجدون بشكل ظاهر دون مبالغة أيضاً تعطي الثمار المطلوبة وبشكل أكثر سلاسة أما موضوع التفتيش الدقيق مثل الحاصل فيكون عند وجود معلومات عن تهديد محتمل وليس بشكل دائم على فترات طويلة والله أعلم.

تأتي الكويت بلد الأمن والأمان لكن إذا ما نظرنا للشارع وقيادة السيارات فلا أمان في شوارع الكويت، ففي شوارع الكويت كأنك في ساحة حرب، الكل مستعجل والكل يرى أن الأولوية له دائماً
تأتي الكويت بلد الأمن والأمان لكن إذا ما نظرنا للشارع وقيادة السيارات فلا أمان في شوارع الكويت، ففي شوارع الكويت كأنك في ساحة حرب، الكل مستعجل والكل يرى أن الأولوية له دائماً

الإمارات تأتي في المرتبة الثانية، فخلال أكثر من زيارة واجهت حوادث مرور وزحام شديد لكن يظل بالمستوى المقبول، الدخول والخروج من الفنادق والمجمعات دائماً كان سلساً والاحساس بالأمن والامان يعم الامارات كلها ولله الحمد والمنة، تأتي البحرين ثالثاً فعلى الرغم من الحالة الحرجة في البحرين فالأمن أثناء القيادة يعتبر مقبول بشكل عام، نلاحظ سيارات الشرطة خارج المنامة يغطي زجاجها وإضاءتها شبك حديدي ويلاحظ انتشارها بشكل كثيف، لكن مجرد أن تكون داخل المنامة فالوضع طبيعي ولا مشاكل تذكر، الدخول والخروج من الفنادق والمجمعات سلس ولم أصادف حوادث تذكر.  

 رابعاً تأتي الكويت بلد الأمن والأمان لكن إذا ما نظرنا للشارع وقيادة السيارات فلا أمان في شوارع الكويت، ففي شوارع الكويت كأنك في ساحة حرب، الكل مستعجل والكل يرى أن الأولوية له دائماً وإياك أن تستخدم الإشارة الضوئية فهذا يعني أنك ستجد السيارات الأخرى تسابقك كي لا تدخل في حارتها، الزحام شبه دائم والثقافة المرورية غير سائدة والالتزام بقوانين المرور ضعيف جداً، بالنسبة للحوادث فطبيعي أن تصادف حادث أو اثنين وأنت ذاهب للعمل وحادث أو اثنين وأنت راجع للبيت، وإحصائيات الوفيات سنوياً خير دليل على ما أقول، أما موضوع الفنادق فلا مشاكل تذكر، أما المجمعات فتحصل أحيانا شجارات بين الحين والآخر خصوصاً في الأماكن المكتظة.

قد أكون غير منصف أو سلبي عند وصفي للقيادة في شوارع الكويت فأنا ابن الكويت أرى منها ما لا يرى غيري ولكن هذا ما أشاهده وألاحظه والله أعلم.

ننتقل للحديث عن المجمعات وأماكن الترفيه وهنا الإمارات تأتي في المرتبة الأولى فهي تضم عدد من المجمعات الكبيرة والمتنوعة وتتفوق بالمرافق الترفيهية الضخمة كدبي سكي وعالم فيراري وغيرهما من أماكن الترفيه الرائعة والجميلة وبشكل عام تعتبر أماكن الترفيه في الإمارات أكثر وأجود من جميع دول الخليج ولكن أيضاً لا يستهان بمجمعات الكويت التي تحل ثانياً فالمجمعات العديدة والكبيرة كمجمع الأڤينيوز الضخم والجميل، وأماكن الترفيه على الرغم من قدمها إلا أنها مميزة، تأتي قطر بعدهما وهي في توسع مستمر ثم البحرين الصغيرة الجميلة.

أما موضوع المطاعم وتنوعها وجودتها فلا بلد يتفوق على الكويت وتأتي الإمارات ثم قطر فالبحرين أما بالنسبة لأسعار الأكل فالكويت هي الأرخص ثم البحرين فقطر فالإمارات. 

طبعاً هذه المقارنات حسب السنوات الخمس الأخيرة وهي حسب وجهة نظري، قد تتفقون معي وقد تختلفون وقد يكون ما صادفت مختلف عنكم حتى وإن زرنا نفس البلد وأقمنا في نفس المكان فالتوفيق من الله فقد أمدح مكاناً وغيري يذمه وكلانا على صواب، في الختام أقول لكم أني قد استمتعت في تذكر رحلاتي الجميلة لهذه الدول الشقيقة على قدر سعادتي لمشاركة هذه اللحظات والخبرات معكم، و أسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين وأن يعيدنا نحن دول الخليج متحابين مترابطين متآخين في الله أهل وإخوان وأصدقاء.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.