شعار قسم مدونات

اللثام.. مصدر رعب للمدنيين في إدلب

مدونات - ملثم

إحدى الطرق المتبعة قديما وظهرت بشكل علني في الأيام الأخيرة (اللثام): قيل إن الحرب خدعة ولكن يجب أن نكشف خدعهم ولا نستسلم لها.. ظاهرة اللثام ليست بجديدة في الثورة السورية والمناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية بل ظهر وتم استخدامه في بداية الحراك الثوري، حيث استخدمه ناشطون ومتظاهرون في غالبية المناطق التي شهدت حركاً سلمياً ضد نظام الأسد، ليخفوا وجوههم عن أعين المخابرات الأمنية، وعن المخبرين الذين يتجولون بين المتظاهرين ويقومون بالإبلاغ عنهم للقوى الأمنية لاعتقالهم، حيث شاع استخدامه بشكل كبير في المناطق الرئيسية أبرزها مدينة دمشق وحمص وكذلك إدلب وحلب.. ومع تنامي الحراك الثوري، استخدم اللثام من قبل الثوار الذين حملوا السلاح لحماية المتظاهرين.. لكن سرعان ما انتشرت لاحقاً بشكل كبير وأمام أعين الناس مع ظهور الفصائل الإسلامية بدايات 2013 م. بشكل جدي وواضح للعلن.

 

نعم لقد تحوّل اللثام تلقائياً إلى عنصر سلبي في مجمل مضامينه وتجلياته. وعندما أصبحت مظاهر الـمقاومة والثورة منحصرة في اللثام والملثمين تصبح الخطورة مزدوجة على القضية والـمواطن عموما ً، ولكن خطورتها للأسف تسقط على الـمناضل والمجاهد الشريف تحديداً.. في المعارك وفي الأكل والشرب والحياة اليومية حتى بات اللثام جزء أساسي من اللباس العام لأي فصيل عسكري الإسلامي والغير إسلامي منه، وكذلك عملاء النظام ضمن صفوف المعارضة والفصائل الثور.

 

بات على الجميع اليوم التحرك بشكل جاد وسريع وحقيقي إعلامياً وشعبياً وفصائلياً لإنهاء هذه الظاهرة والحد منها في المدن والبلدات المحررة.. ونحن الآن نطالب الفصائل بضرورة وضع حد لاستخدام اللثام

وهنالك صنف آخر من يدّعي أن اللثام لا يزال مطلوباً حتى أيامنا هذه على الرغم من أن غالبية الـمقاتلين في صفوف الفصائل العسكرية قد أصبحوا معروفين للمواطن وللنظام، وأحياناً نتعرف عليهم من خلال نشرات قوات النظام التي تحدد أسماءهم وتفاصيل عملهم وأدوارهم في الـثورة.. وأيضا لاحقاً تحول اللثام لوسيلة للتخفي من قبل اللصوص وقطاع الطرق والخلايا الأمنية التي تنفذ عمليات الاغتيال والتصفية والخطف في المناطق المحررة وخصوصًا الذين لم يستطع قتلهم النظام في الغوطة أصبح من السهل لديه زج بعض العملاء الملثمين وقتلهم في مدينة إدلب التي سوف تنفجر براكين دم كثيرة فيها والأيام القادمة كفيلة بذلك، مجرد أن يكون لديك مشكلة مع أحد الناس أو خصومة تكفي قطعة قماش صغيرة للآخذ بالثأر المزعوم..!

  

من الذي يقف وراء الاغتيالات ؟ ومن له مصلحة بإشعال المنطقة!؟ قائد تلو القائد ومدني تلو المدني يسقط أمام مرأى الناس وفي عز النهار.. بات شبح اللثام يلحق الصغير والكبير فينا.. لكن إلى متى؟ إلى متى سنظل ألعوبة بأيدي الغرب والداعم؟ إلى متى سنبقى نمجد الاشخاص والقواد!؟ جميع أصابع الاتهام تدور حول النظام واعوانه المتواجدين في المناطق المحررة وبين مجاهدينا..

 

للأسف الشديد غدى اللثام مصدر رعب للمدنيين بشكل عام.. من لم تستطع طائرات وقذائف النظام قتل,. قتله اللثام..! هذا اللثام لثام القتل والإجرام.. من شأن ذلك أن يُدخل الفوضى إلى صفوف الـمواطنين والشك إلى عقولهم والخوف من الـملثمين دون استثناء، بالإضافة إلى خلق ردود فعل خطيرة على مستوى تلك الـمجموعات العاملة فيما بينها إذا لم تتوضح حقيقة هذه العمليات من قبل أولئك الملثمين، وقد ينتج عنها التناحر والاقتتال والتصفيات وقد حدث منذ فترة قصيرة الزمن، وبالتالي نكون فريسة سهلة بأيدي النظام وأعوانه المجوس والروس..

 

وبالتالي بات على الجميع اليوم التحرك بشكل جاد وسريع وحقيقي إعلامياً وشعبياً وفصائلياً لإنهاء هذه الظاهرة والحد منها في المدن والبلدات المحررة.. ونحن الآن نطالب الفصائل بضرورة وضع حد لاستخدام اللثام، ووقف التعامل به من قبل الجميع، لكشف المجرمين وقطاع الطرق والعملاء فماهي دواعي اللثام إلا للتخفي عن عيون الناس ولماذا تتخفى عن عيونهم طالما أنت جندي لحمايتهم إلا إذا كنت لا تريد لأحد أن يعلم من أنت وماذا تفعل..

انزع لثامك لنرى طلتك البهية لا يُخفي وجهه من يدافع عن قضية.. لا للثام في المناطق المحررة

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.