شعار قسم مدونات

إدمان ألعاب الفيديو.. تأثيره على الدماغ وكيفية علاجه

مدونات - ألعاب الفيديو
انتشرت ألعاب الفيديو ودخلت كل بيت، ولذا يجب معرفة تأثيرها الحقيقي على الدماغ من حيث النفع أو الضرر، خاصة وأنها أصبحت جزءً من حياتنا وحياة أبنائنا، مما يعني قدرتها على تشكيل الدماغ بسبب المداومة المستمرة عبر سنوات البناء. تؤثر ألعاب الفيديو على أهم مناطق في الدماغ، وهي ذاتها المناطق المسؤولة عن التعلم والدراسة، وهي: القشرة الجبهية Prefrontal cortex، الحصين Hippocampus، اللوزة Amygdala.

  

هناك نوعان من اللعب، الإيجابي والسلبي، من حيث التأثير على الدماغ:

أولاً.. اللعب الإيجابي

يستفيد ولدنا من ألعاب الفيديو في حالتين:
1- ألّا تحتوي اللعبة على عنف يتعلق بالناس المدنيين أو مشاهد مخلّة، وإلّا تتضرر منطقة اللوزة والحصين في الدماغ، فتتبلّد مشاعر ولدنا بالتدريج.
2- أن يلعب مرتين في الأسبوع في الحد الأعلى لا تتجاوز مدة اللعب نصف ساعة – ساعة ونصف بحسب عمره. (الأصغر تكون مدة لعبه أقل)، يمكن استخدام مؤقت.
 
وفوائد هذا اللعب أنه يساعد على التركيز في عدة مثيرات في الوقت ذاته، كما يساعد في دقة الملاحظة خاصة البصرية، ودقة استخدام أصابع اليد، ويوسع من الذاكرة البصرية، إضافة إلى المتعة وتقليل التوتر، لكن يجب الانتباه إلى أن السعادة التي تفرزها الألعاب هي سعادة قصيرة وليس عميقة، مثلها مثل سعادة تناول الطعام.

 

ثانياً.. التعلق العالي باللعب لدرجة الإدمان
يجب أن يستوعب الأهل أن إدمان ألعاب الفيديو بحاجة إلى دعم ومساندة لا إلى التوبيخ، وأن الأمر يحتاج إلى وقت وإلى تغيير نظام الحياة بالتدريج لعلاج الضرر الذي أصاب الدماغ من الداخل

وهو الأسوأ تأثيراً على الدماغ، حيث يؤثر اللعب على الدماغ كما تؤثر المخدرات، مثله مثل أي نوع من الإدمان. والسبب في هذا الإدمان أن ألعاب الفيديو تفرز هرمون الدوبامين، مما يجعل الشخص عرضة للإدمان، فيفقد القدرة على التركيز والانتباه، والتحكم بانفعالاته، كما يؤثر في قدرته على التعاطف ومرونته وسلوكه الأخلاقي، ويقتل الإبداع، ويؤثر على الصحة أيضاً من خلال اضطرابات النوم والنظام الغذائي، وضعف النظر، وتضرر العمود الفقري والرجلين والأصابع، والسمنة، كما أن له أثر في تدمير الكثير من العلاقات الشخصية، فيصبح الإنسان عرضة لاضطرابات نفسية مثل العزلة والاكتئاب.

 

لماذا ندمن؟

ندمن عادة بسبب الشعور بالوحدة، أو الفراغ، أو الملل، أو بسبب مشاكل اجتماعية أو أسرية أو مادية نريد أن نتناساها، أو بسبب جوٍّ يفرضه الأصدقاء لا ننتبه إلى عواقبه.

علامات الإدمان

– الشعور بالقلق والتوتر إذا لم يتمكن من اللعب.
– كثرة التفكير بما تم تحقيقه في اللعبة، أو بما سيفعله في المرة القادمة التي سيلعب بها.
– الكذب ومحاولة إخفاء الحقيقة في الوقت الذي يقضيه في العاب الفيديو خاصة على الأهل والأصدقاء.
– العزلة والانطوائية وتفضيل اللعب على الحياة الاجتماعية والعائلية.
– فقدان الاهتمام بممارسة الهوايات.
– الإرهاق والتعب العام والصداع.
– ألم متزايد في رسغ وأصابع اليد.
– إهمال الصحة والنظافة الشخصية.

  undefined

 

إن لم يكن الشخص مدمناً ولكن متعلقاً باللعب بدرجة عالية، فإنه أيضاً سيواجه بعض الأخطار الشبيهة بالإدمان وهي عدم تركيزه في الدراسة والشعور بأنها مملة وغير جاذبة، كما يؤثر اللعب بساعات كثيرة على صلاته، صحته وحركته، أولويات حياته، وسيكون أسيراً في قفص اللعب مما يجعل تطوره يتجمد في ميادين أخرى مثل التطور الجسدي، الإيماني، العلمي، الثقافي، والاجتماعي.

علاج الإدمان

يحتاج العلاج إلى دعم من الأسرة والمحيطين، والحوار الإيجابي مع الشخص من خلال مناقشة ضرر الإدمان صحياً، نفسياً، اجتماعياً، وإيمانياً، وأن عقلنا وجسدنا أمانة لدينا من الله سبحانه، وعلينا أن نحافظ عليهما، وإلا نحاسب ونأثم. يجب أن يستوعب الأهل أن الإدمان بحاجة إلى دعم ومساندة لا إلى التوبيخ، وأن الأمر يحتاج إلى وقت وإلى تغيير نظام الحياة بالتدريج لعلاج الضرر الذي أصاب الدماغ من الداخل، وربما يحتاج إلى تدخّل من طبيب نفسي، وإليك خطوات العلاج:
 
1- ضَعْ خطة بمشاركة الشخص المدمن لتقليل اللعب بالتدريج.
2- التسجيل في نشاط رياضي (وهو أمر في غاية الأهمية).
3- خروج العائلة في نزهات ومزاولة أنشطة ترفيهية معاً (خاصة فترة العلاج).
4- إشغال وقت الفراغ بهوايات يختارها الشخص المدمن.
5- البحث عن صديق داعم والابتعاد عن الأصدقاء المشجعين على الإدمان.
6- التحكم بعدم توفير الانترنت بشكل مستمر، حيث يمكن قطع الانترنت في أوقات مدروسة. (وذلك للألعاب التي تمارس أون لاين).
7- استشارة طبيب نفسي إذا لزم الأمر وعدم التهاون في الإدمان لأنه كلما زاد الإدمان ازدادت المشكلة تعقيداً وتسببت في ضرر بالغ في جوف الدماغ.
 
علينا نحن كأهل الانتباه إلى درجة التوتر التي نسببها لأبنائنا في البيت، فكثير من الأبناء هم ضحية مشاكلهم الأسرية ونقد الأهل المستمر، وذلك يجعلهم عرضة للبحث عن مهرب من الواقع، وهم لا يعلمون خطورة هذا المهرب على عقولهم وأجسادهم.

فلنتقِ الله في أبنائنا، فأخطاؤهم -عادة- مرآة لأخطائنا. ولنغيّر من سلوكنا أولاً ليغيروا من سلوكهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.