شعار قسم مدونات

إسرائيل وسياسة محاربة العقول..

مدونات - فادي البطش
في البداية
ألا بعدا لمن يحارب العلم بالجهل ويسكت الفكرة بالرصاصة.
ألا سحقا لإسرائيل ولمن والاها إلى يوم الدين.
ولمن يحارب قوة العقل بجبروت الجسد.
 
أما بعد
قد لا تحتاج حادثة اغتيال المفكر الفلسطيني الشهيد فادي البطش في ماليزيا وهو قائم يصلي الفجر برصاصة في رأسه إلى تحليلات عديدة وإن دلت على شيء فهو ما وصلت إليه إسرائيل من جبن ونذالة إجرامية ضعيفة، ويحق لي أن أقول إسرائيل هنا لأن الإقرار بأن موسادها الفاشل وراء هذه الحادثة لا يحتاج منا إلى شواهد وبرهنة فتاريخهم القصير حافل بسجلات طويلة من اغتيالات العلماء العرب في غير دولة من العالم. شل العقول العربية إما بإذعانها لإتباع سياسة إسرائيل التآمرية عن غير هدى أو إسكاتها إلى الأبد استراتيجية خبيثة معمول بها منذ سنين من جانب هذا الكيان المهدد بالزوال في ظل وجود أدمغة قادرة على تهديد بقائه.
 

الولايات المتحدة أمدت أمريكا بخبرتها النووية عن طريق علماء ذرة أمريكيين أبرزهم "اوبنهايمر" وهو الذي أشرف على برنامج النووي لصنع قنبلة نووية أمريكية

فمن يريد أن يفهم القصة من بداياتها سيجد أن إسرائيل كانت تضغط وحاضنتها أمريكا على مجلس الأمن لمحاربة كل من يمثل تهديدا مباشرا لوجودها على خارطة الشرق الأوسط باعتبارها الحامي الأبرز للمصالح الأمريكية في هذه المنطقة، ومن ذا الذي يمثل تهديدا لها غير العقول القادرة على سبقها في بناء قوة متطورة في أي دولة عربية أو إسلامية إلى تمثل عدوا مباشرا لها.

 

لقد بدأ مخطط مشترك بين إسرائيل وربيبتها أمريكا في إزاحة كل من يتجه إلى فكرة تطوير الأدمغة والأسلحة الحديثة بغية إبقائها في دائرة الأسلحة التقليدية التي لا تهددها. فما دامت أمريكا لا تمنع تسويق أسلحة تقليدية في السوق العربية وفي ذات الوقت تسعى لمحاربة الدول التي تطور من أسلحتها بصفة مطردة وامتلاك القدرة النووية مثل إيران، ومادامت تغض الطرف عن إسرائيل التي تسعى لبناء قوة ردع تستقوي بها على من يهددها غير أبهة بالقانون الدولي واتفاقات حظر أسلحة الدمار الشامل.
 
زد على ذلك أن الولايات المتحدة أمدتها بخبرتها النووية عن طريق علماء ذرة أمريكيين أبرزهم "اوبنهايمر" وهو الذي أشرف على برنامج النووي لصنع قنبلة نووية أمريكية، وكذلك "إدوارد تيللر" المعروف بأبي القنبلة الهيدروجينية الذي زود إسرائيل في بناء مفاعلها النووي بقدرات ضخمة. من العدل ألا نغفل أيضا عن ما أمدنا به التاريخ من شواهد تقر بضرب هذه الأخيرة مفاعل أوزيراك العراقي في حزيران 1981 واستهداف قدرات العرب وملاحقة العلماء واغتيالهم في أكثر من دولة من العالم.

 
لذلك لابد لنا أن نفهم أن هذه أسلحتهم فليكن العقل سلاحنا، ولنؤمن بمبد أ المقاومة بالفكرة التي لا يموت صداها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.