شعار قسم مدونات

ما وراء انسحاب ترمب من سوريا؟!

blogs ترمب

أولا: المعطيات الواردة من المتابعة للوضع والأطروحات على الساحة الداخلية في الولايات المتحدة تشير بقوة بالغة إلى رغبة مسئولي الإدارة الأمريكية بشكل عام والرئيس دونالد ترمب على وجهة الخصوص في بدء الانسحاب من سوريا لاسيما إن كان هذا الأمر من قائمة الوعود الانتخابية لترمب قبيل الوصول لمنصب الرئيس وبعد الانتخابات الأكثر توترا وضجيجا فى التاريخي السياسي الحديث لأمريكا مع مزاعم التورط الروسي ودعم دونالد ترمب خلال الانتخابات.

ثانيا: البحث عن بديل للدور والتواجد الأمريكي هناك "أي التواجد العسكري لها في سوريا" كان أحد مهمات إدارة ترمب الأصعب والتي أوكلت مؤخرا لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون بعد أن أخفقت الإدارة في تدبير الأمر لصالح الولايات المتحدة لمدة عاما كامل منذ صعود على رأس البيت الأبيض دون دفع دولار واحد لذلك البديل فكان من المناسب جدا الاقتراح السعودي الذي جاء الإعلان عنه من قبل الأستاذ عادل الجبير وزير خارجية المملكة عن استعداد بلاده للمشاركة عسكريا من خلال قوات التحالف الإسلامي أو ما يسمي كذلك تورية.

ثالثا: مباحثات جون بولتون مستشار ترمب "المقرب" مع دول الثقل الإقليمي نسبيا أقصد هنا "مصر والأردن والمملكة العربية السعودية" للدفع بقوات عسكرية بديلة لتلك الأمريكية التي تقرب من الفي فرد في الداخل السوري يشير إلى عدة نقاط قد تجعل الأمر أكثر وضوحا منها أن واشنطن عازمة بجد فعلا على الرحيل من سوريا تاركة إلى الأمر برمته إلى روسيا الطرف الدولي الأقوى هناك وهو ما جاء صراحة في تصريحات الرئيس ترمب قائلا أن بلاده ستترك سوريا لأطراف أخري للتصرف الأمر كما تشاء ومنها أيضا أننا سنشهد تواجد عربي عسكري في سوريا بديلا للقوات الأمريكية وإن لم يكن بحد كبير خاصة مع الرفض الأكيد للجانب المصري المشاركة في مثل تلك الأعمال داخل سوريا.

السعودية ودول الخليج عامة ليست بثقل عسكري وتكتيكي يتيح لها المشاركة عسكريا في سوريا خاصة مع ما جري في الحرب اليمنية والفشل الملحوظ والممتد لثلاثة أعوام

رابعا: المستجدات الراهنة على الساحتي العالمية والأمريكية تؤكد أن الجانب الأمريكي يرى أن الوقت هو الأنسب لمغادرة سوريا خاصة إن كانت واشنطن ذاتها تري الوضع قد راح إلى الحكومة الشرعية والرئيس السوري ناهيك من سعي إدارة ترمب إثارة الأمر على رأي العام الأمريكي لا شغالة عن القضايا الداخلية الملتهبة فيما يتعلق بتحقيقات التواطؤ الروسي في الانتخابات وأصداء الإجراءات الاقتصادية الأخيرة ضد حلفاء وأعداء واشنطن.

خامسا: الانسحاب الأمريكي من سوريا والدفع بقوات عربية يعني خسارة فادحة للعديد من الأطراف على الساحة السورية منها الجانب خاصة مع التوتر الساد بين إسرائيل من جهة والحكومة السورية وإيران وقوات حزب الله اللبناني من جهة أخري وهو الأمر الذي باتا واضحا أما ثاني الأطراف تضررا هي القوات الكردية ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة بشكل معلن من الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي الانسحاب الأمريكي يهون من قوة تلك المليشيات بعد أن تفقد الداعم الرئيسي لها في سوريا.

سادسا: على حال لا يمكن للجانب الأمريكي أن يعول في أي ظرف على المشاركة العربية عسكريا في سوريا.. السعودية ودول الخليج عامة ليست بثقل عسكري وتكتيكي يتيح لها المشاركة عسكريا في سوريا خاصة مع ما جري في الحرب اليمنية والفشل الملحوظ والممتد لثلاثة أعوام هي عمر التحالف العسكري في اليمن.. كذلك الحال مصر التي ترفض دائما المشاركة في أي عمل عسكري خريج حدودها والتي سبق لها أن رفضت مطالبات خليجية بإرسال قوات برية لدعمهم في اليمن.

سابعا: الانسحاب الأمريكي من سوريا سيؤدي بكل الأحوال إلى عدة تقلبات داخل الساحة السورية خاصة فيما يتعلق بالصراع الإيراني الإسرائيلي هناك وتراجع القوي الغربية التي باتت في أشدتها خاصة بعد الغارات الجوية والقصف العنيف من جانب واشنطن وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع وقوات الجيش السوري بعد الهجوم الكيمائي الذي نفذه النظام ببلدة دوما في الغوطة الشرقية عندما كانت خاضعة لسيطرة فصيل جيش الإسلام قبل عملية الانسحاب التي جرت باتفاق مع الجانب الروسي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.