شعار قسم مدونات

الزواج.. قرار العقل لا القلب

مدونات - زواج

ترددت كثيرا قبل أن أخطو بقلمي إلى هذا المنحى ولكن ما يشاؤه القدر.. يفعله!

 

ألم يحن الوقت لتحكيم العدل لنعيش بسعادة؟ لذا حينما تقرر أن تقوم بقفزة الموت "الزواج" حكم عقلك قبل أي شيء، وأقصد بشيء هنا، كل ما هو متعلق بمشاعر وأحاسيس القلب "البلهاء" أحيانا، لذلك عليك بالعقل ثم العقل ثم العقل وبعدها من الممكن أن نقول القلب، فسالف ذكره يستوجب البر أكثر من الجميع، ولا تنسى أنت لازلت لا تعلم ما تخطو إليه إلى الآن، لذا فأنت بحاجة لتفكير أعمق مما يكون قد فعلت من قبل وتذكر أن القلب لن يسعفك هنا، فربما الشخص الذي يريه لك على أنه متنفسك، فرحك وسعادتك، حياتك وأملك، يكون هو سبب تعاستك لمدى الحياة هذا إن لم تفارقها قبل الآوان، وبه تكون قد أنهيت حياتك وأملك لا بدأتهم، وهذا جاري به العمل، رأيناه جميعنا على الأرض الواقع.

 

هذا ليس تشاؤما مني أو لعيب بك أو به، ولكنه عيب القدر وعيب الاختيار، حينما تركز على اندماج الحب قبل توافق الفكر تجد نفسك في حائط من حديد، لا أنت تستطيع كسره ولا أنت قادر على العبور من خلاله، فاستمع وأنصت، ألم يقولوا في القديم "مرآة الحب عمياء"؟ مثل لم يستوعبه إلا قائله ومن قام بخوض تجربته، ولكن هي أليست بالفعل عمياء؟ إنها كذلك فهي لا تريك إلا ما تسعى الى رؤيته وكذا تقنعك بأنك على رؤية السليمة، ومهما تكلمنا لا نجدي نفعا بأقوالنا أمام العاشق أو هل نحن بحمقى لنرى عيوب أحبائنا في قمة توهج شعلة الحب؟ في حين أننا عندما نفترق أو يظهر كل طرف عاري الأكاذيب ولا يبقى إلا الصادق الصدوق، نلوم كل من حولنا لما تأخرتم عن إنقاذنا من هذا "الوحل"! ماذا عسانا نرد؟

 

إن سعيت للحب والجمال والرشاقة مع ميزة الأناقة، أبشرك وإن طالت المدة، مكانك محجوز في أقرب محكمة أسرة أو مستشفى الأمراض النفسية

لذا ومن منبري هذا جوابي لك قبل أن تخوض به وإن خضت فانجوا بجلدك إن تبقى منك! عند الاختيار انظر إلى مرآة الفكر والدين، سترى ما أنت عليه لا ما تسعى إليه، حتى أنها لا تذبذب رؤية ولا تشوش الصفات ولا حتى تخفي شروخات أفعالك، فأنت فيها على مآلين واضحين، يا إما جاهل أو عالم ليس هناك ما يسمى ب جالم لا في الحياة ولا في الأدب، أي ما نقول عنه "نصف، نصف" في وقتنا الحالي لا أساس له من الصحة، فهوا إلا جهل نجهله أو علم نخشى السطوع به..

 
نعود لنقطتنا الثانية ألا وهي الدين، به يظهر أصل ومعدن المرء، وهي أيضا ذو وجهان، يأنت مبيض الوجه مع الخالق والخلق، أو.. أنتم على علم بالباقي.. والآن يبقى الاختيار والقرار لمن أراد خوض المغامرة، ف كما سبق وقلت، أما إذا اتخذت قرار أنك تبحث عن كل ما هو مبني على المودة والرحمة مع زينة الفكر والدين، أبشرك أيضا، أن حياتك ستكون في مشيئة الله فإن اتبعتها في الاختيار سترضيك لا محال فمن كان مع الله ما خسر قط..

 
وفي الختام أقول لمن لم يتخذ قراره بعد أو من لايزال يفتقد شجاعة الدخول لمثل هذه المتاهات والتي يكون مصيرها بين أمرين يا جنة الدنيا أو نار الآخرة، لك مني كل الود والاحترام، فضعف شجاعتك تلك نجاة وهروبك من هذه التهلكة قوة..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.