شعار قسم مدونات

التحفيز الذاتي.. طريق نجاحك الأبدي

مدونات - نجاح
يولد الإنسان وفي مرسومه المستقبلي لوحات من النجاح ومخططات عدة يحلم من أن يرمو إلى تحصليها ونيل مبتغاها، لكن هل الرغبة والتخيل هو كاف للوصول إلى ما يبتغيه؟ بالتأكيد لا، إذا لم يقترن بالعمل والجد والمثابرة والتخطيط وتجاوز كل العراقيل والوقوف على آلام موجعة وشفى هاوية يتجنب السقوط بها.
 

فالتحفيز الذاتي هو شحن المعنويات الإيجابية والإصرار على أنك تمتلك من القوة ما لا يمتلكها غيرك والوقوف عليها واستخدامها وهو سابق لكل هذه العمليات وبغيره سوف يكون فشلا ذريعا، هو مصير كل مخطط وإن نجحت في وسط الطريق إلا أنه بدونه سوف تسقط.

 
فينبغي أن يكون تحفيزا ذاتيا مستمرا بدون توقف وليس شرطا أن يكون مستمدا من عامل خارجي يؤثر عليك بل ينبغي عليك أن تصنعه من الذات نفسها والاستكشاف عن أي عملية تشجيعية تبرمجها بنفسك وجعل عقلك الباطن مبرمج على أساس النجاح والاستطاعة بتحكم أزرار لوحة التحكم الذاتية بشكل صحيح.

أما أهم الخطوات التي يجب العمل عليها للحصول على تحفيز صحيح فهي:

عود نفسك على الجلوس لدقائق معدودة وبهدوء والنظر إلى مستقبل مشرق، وتصور الأحلام المبتغاة وهي في كامل هيئتها الكاملة، الأمر الذي سيحفز الذات بشكل صحيح

– اجعل من فشلك أول خطوات نجاحك، فكثير منا عند أول مرحلة تفشل تسقط العزيمة على الوقوف مرة ثانية وهذا فهم خاطئ، ينبغي أن تحول هذه الخطوة بجعلها استكشاف إلى أن هذه المرحلة هي ليست الصحيحة للنجاح فعلينا البحث عن خطوة غيرها تجعل هدفنا يسير بمساره الصحيح.
 
– صمم لك أرشيفا خاص بك تلجأ إليه مباشرة، إذا شعرت بفشل معين تستعيد بها هممك القوية قد يكون تكريما حصلت عليه، وإن كان بسيطا أو شهادة شكر أو صورة تذكارية لفعل معين فرحت به وحققت به سعادة معينة أو الذهاب إلى موقع تركت فيه أثر معين استفاد منه غيرك ونفعت به الآخرين، فإن كل هذا بمقدوره أن يكون حافزا قويا ذاتيا.

 

– ردد أقوالا وأمثالا تشعرك بأنها مصدر قوة لك أو اقتبسها من أقوال علماء أو حكماء أو فلاسفة نجحوا في حياتهم أو تركوا لهم بصمة معينة في سبيل الإنسانية.

 

– عدم التأثر بأقوال الآخرين السلبية، فإن لكل نجاح أعداء يحاولون أن يثبطوه، فينبغي أن لا تعطى لهم الأذن الصماء، وعلم نفسك على الاستماع بعناية وذكاء فبدون ذلك لن تستطيع الحصول على الحقائق التي تبحث عنها.

 

– حول هدفك ومهامك التي تريد تحقيقها إلى شيء ممتع ومفرح وأشبه ما يكون إلى رحلة سعيدة ترسم بها حياة أجمل وبذلك تستطيع الحصول على أفضل نتيجة وبشكل أسرع وبأثر أجمل.

 

– تعويد النفس على الجلوس لدقائق معدودة وبهدوء والنظر إلى مستقبل مشرق، وتصور الأحلام المبتغاة وهي في كامل هيئتها الكاملة، الأمر الذي سيحفز الذات بشكل صحيح.

   undefined
 
وقد يأتي التحفيز بسبب عوامل خارجية تؤثر في النفس وتدفع بها إلى قارب النجاة، إلا ان هذه العوامل قد تكون وقتيه سرعان ما تختفي ومحتمل تشكل انهيار كبير لما كان مرسوم له وتشكل بذلك آثارا سلبية إذا لم تستخدم بالشكل السليم -فقد تتأثر بشخص معين تتخذه قدوة لك وتسير على مسراه، وما إن توفى انهارت قواك وانهارت أهدافك المرسومة أو قد تفقد ثقة شخص معين وتكون له نفس التأثيرات.

 

أما المحفزات الداخلية فهي تبقى أصل التحفيز الذاتي والتي تتمثل بإنهاض القوة الكامنة الداخلية عن طريق اتخاذ قرارات صارمة تؤدي إلى تحقيق المستحيل. ومن أهم إيجابيات هذه المحفزات الداخليه: تأمين النفس بالطمانينة والشعور بالقوة واحترام النفس. وعليه فإن تحفيزك الذاتي هو واجب عليك، ويذكرني هنا قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا" فقد بين الله عز وجل في هذه الآية الكريمة الشيء الداخلي وهو أن الإيمان يجب أن يقترن بشيء خارجي وهو العمل الصالح لينتج عنه شيئا معنويا وهو محبة الناس للعبد الذي سيكون بذاته تحفيزا ذاتيا له الكثير من الأثر العميق في النجاح.

 

كذلك أيضا أوصانا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث عدة على ذلك "المؤمنُ القويُّ أحَبُّ إلى اللهِ مِن المؤمنِ الضَّعيفِ وكلٌّ على خيرٍ احرِصْ على ما ينفَعُك ولا تعجِزْ فإنْ غلَبك شيءٌ فقُلْ: قدَرُ اللهِ وما شاء وإيَّاك واللَّوَّ فإنَّ اللَّوَّ تفتَحُ عملَ الشَّيطانِ) فإن أخفقت أو فشلت في شيء ما فعليك أن لا تيأس وتعجز من النهوض مرة أخرى بنشاط أعلى ومقدرة أكبر وهمة وخبرة أفضل.

 

مما سبق وأخيرا وليس آخرا، فإن أي عمل أو هدف خطط له بدون أن يقترن بتحفيز ذاتي مبني على خطوات صحيحة فإنه سوف يكون معرض إلى الفشل. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.