شعار قسم مدونات

إليكِ يا ملاكاً ساكنا بالجمالِ

مدونات - أم

أكتب إليكِ يا ملاكاً ساكناَ بالجمالِ، يا من أرسلكِ الله رسول حبٍ ومشكاة نور وسراج عطاءٍ ينير درب الرجال، إلى كل أم أنيقة بخُلُقِها، جميلة بروحها، متبسمة لحياتها، مشرقة بنور ربها، إلى تلك الأنوثة الرقيقة المخبؤة بجُؤنة العطّار، إلى تلك الدرة المكنونة التي عطست فتناثر الياسمين، وإذا تعرقت رشحت مسكًا، وإذا أطلت بوجهها غار القمر.

 

إلى حاملات لواء الأمومة، المقاتلات في دروب الحياة، إلى تلك الماهرة الساحرة التي تمسح دموع ولدها في عتمة الليل البهيم، إلى كل الصابرات القابضات على الجمر في عصر التكنولوجيا والإنترنت والمغريات. إلى ذلك القلب الرؤوم الرحيم، إلى من غرسن الأرض، فأنببت أولادًا وبنات، إلى كل أم تحشد جيوش الأمل في صدور أولادها.
 

من أجمل منكنَ وأنتنَ تنشدنَ لحن الحياة..!! أم وابنة وحفيدة وطفلة، أنتن من تزينَ الحياة فلولاكنَ لما أبصرن الحياة إلا بلونين. إلى تلك الروح الراحلة في دروب الزمان، فربت وصبرت واحدودب الظهر حتى يستقيم ظهر الرجال، رفقاً يتلك الأم التي تنزف دموعًا من عينيها في أول يوم لطفلها في الدراسة .
تحية إكبار وإجلال لتلك الوجنتين المرشوشتين بورد الخجل الذي فاح عبيره على أكمام الزمان .

 

شواهد الأمومة تفيض بالبركة فما زال بعض دموعك على كتفها، ولم يزل طعم حليب الأمومة في فمك، بل بفضلها بعد الله تكونت عظامك، بصمات الأم على كل جزء من جسمك

من أجمل منكنَ وأنتن تطبخن في وضح الظهيرة أطايب الطعام..!! كما أن وراء كل رجل عظيم امرأة؛ وراء كل رائحة طهي لذيذة عابقة بالسماء امرأة، أعشق تلك الأيادي البيضاء التي ما كلت من الغسل والشطف والجلي ومسح الغبار، إلى القائدات الرائدات برتبة أم تحية من القلب لا تنضب.
 

الأم زينة الحياة، في إطلالتها تهب نسائم الحنان والرحمة، في وجهها التَعِب قصة أمومة ما فترت، وفي جبينها تعرجات قد سطرها التاريخ لتحكي قصة السهر في الليالي الحالكات وفي حضنها الدافئ أريج الحب المتدفق بالحنان. ترتجف يداها المباركتان عند تناول الطعام، تلك اليدان اللتان كانتا تحملك وأنت طفل صغير تبكي إذا ما حاصرتك الخطوب، تئن من قلبها إذا أعياك مرض أو داهمك سقم .
 

الأم تلك الهامة الشماء التي ما انحنت إلى صروف الدهر، في داخل كل وردة لم تتفتح بعد وجه أم تشرق الشمس على وجنتيها ليتبسم الكون لها، في كفها شربة الماء النمير، وفي صوتها المُتَهَدِّج تَشدُ العصافير رحالها لتُنشِد أجمل الألحان، وفي عينيها جمال الكون، تنساب الكلمات من شفتيها كالعسل عند قولها "الله يرضى عليك يمه" هي غيث القلوب وشفاء للقلب المكروب .هي ذلك الكائن الملائكي الذي يغفر زلتك، في قلبها مأواك وإن أشحت بوجهك تبقى تهواك، وحينما يشبعك الزمان وَخْزًا تضمك إلى صدرها الحاني.

 undefined

 

شواهد الأمومة تفيض بالبركة فما زال بعض دموعك على كتفها، ولم يزل طعم حليب الأمومة في فمك، بل بفضلها بعد الله تكونت عظامك، بصمات الأم على كل جزء من جسمك، في الصغر كانت تدلك جسدك الغض بزيت الزيتون ليشرق وجهك الطفولي ليتبسم قلبك فتنفرج أسارير روحك، الجنة تحت قدميها، فقُم وقبلهما لعلك تظفر بغبار الجنة العالق على قدميها.

 

لله در الأنثى تأتي على الدنيا مؤنسة غالية، تكبر في بيت أهلها، تزرع في كل يوم وردة وزنبقة، توزع الطمأنينة في أركان البيت، رقيقة اليد في الصغر حنونة عطوفة عند الكبر.

 

ما أجمل الأمهات..!!
تنام كل العيون في المنزل وقلبها الحنون يرقب أولادها حتى تغفو آخر عين في البيت. الويل من كسر قلب أمه، وهي التي حوته في بطنها صغيرًا، وغذته من حبلها السُري كي يتنفس الحياة، من كان له أم على قيد الحياة فليقبل يديها وقدميها وليحتفل بها كل يوم .حينما تمارس طقوس العشق مع زوجتك، لا تنس نبض الحنان ورائحة الجنان هي معلمة الحب الأولى، لا تنس أول بيت احتواك وآواك حتى تخرج إلى الحياة، حينما تشعر بالشبع لا تنس من ألقمتك ثديها ليكون لك سقاء، وحضنتك بيمينها لتكون لك غطاء وسترًا، حينما تشعر بالدفىء، لا تنس تلك الروح التي ضمتك صغيراً، أمك ثم أمك ثم أمك..

 

سلام من صبى قلبي إلى كل الأمهات في هذا الكون …

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.