شعار قسم مدونات

بالحب أولاً.. يعالج طفلك المضطرب

مدونات - طفل

ليس من السهل وضع حد فاصل بين السوي والشاذ، ولكن كبديهة نقول: أن الطفل المضطرب أو المشاكس هو الطفل الذي يحتاج إلى مساعدة خاصة من أجل التوافق مع الناس والوسط الذي يعيش فيه، أو بمعنى آخر هو الطفل الذي قد لا يستطيع أن يعيش مستقلا! هؤلاء الأطفال المضطربون أو سمهم الأطفال غير الصالحين والذين يكابد منهم الآباء والأمهات والمعلمون والكبار، ويقلقون حول ما يجب أن يعملوه.. علما أن التشخيص والعلاج قلما يركز على مؤشر مرضي واحد، وقلما يكون السبب واحداً. فما هي أسباب هذا الاضطراب؟

 

على العموم فإن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاضطراب هي: عوامل محلية، تكمن في المحيط الذي يعيش فيه الطفل، أو الوسط الانفعالي للطفل. أو ظروف جعلت من المستحيل أن يعيش الطفل بسلام! هذا ويجب أن نكون صريحين فغالبا ما نكون غير قادرين من الوقوف على ضبط وتطور الاضطراب السلوكي، حتى ولو كانت الأسباب الجسمية واضحة، فغالبا ما ترتبط بأسباب نفسية، وبيئية، ومن الصعب تحديد ما يلعبه كل منهما، ويمكن ملاحظة ذلك في مراحل النمو المختلفة.

 

في أي عمر يحدث؟
لا بد من تحديد قدرات الطفل المضطرب لنعرف ماذا يستطيع أن يعمل ليشجعه على ما يستطيع بأناة وصبر، ونقدم له التربية المقصودة الممكنة بشكل مكثف، ليشعر بالقيمة وأن يتقبل حدوده بواقعية لأنه يعرف قابلياته

مرحلة المشي وقبل المدرسة. إن بعض الأطفال يعيشون في حالة من الضغط الانفعالي الذي يؤدي إلى الاضطراب المزمن ويمكن أن يكون نذير اضطراب أكثر تعقيدا ويتميز بخصائص أهمها: أن بعض الأطفال يعيشون في حالة من الضغط الانفعالي الذي يؤدي إلى الاضطراب المزمن ويمكن أن يكون نذير اضطراب أكثر تعقيدا ويتميز بخصائص أهمها: المؤشر الحسي الواضح هو نوعية الصوت والتي تتميز بالصيحة الحادة، الصوت الأجش، الصوت عديم النبرة، نقص في السمع، يحصر شعوره، يحس بأن الشعور الانفعالي قوي ويصعب عليه تدبره، تغير في لون جلد الطفل. التشنج، النطق المتقطع، الكسل، الاضطراب في النوم كالكابوس والمخاوف عند النوم، صعوبات انفعالية تظهر بالخمول أو الحركة أكثر من الحد اللازم، ويحتاج الطفل إلى العطف بل العطف الكثير، والحرية، والتخفيف من بلوغ المستوى المطلوب بالمقابل مع قرينه السوي، وعلى العموم إنه في حاجة إلى المساعدة ليعبر عن مشاعره، وفَقْد الثقة في نفسه وفي هذه الحالة لابد من العلاج النفسي.

 

ومن الاضطرابات الأخرى في هذه المرحلة هي: نوبة الغضب، السلبية، التخريب، مص الأصابع، الأنانية، القساوة ..

 

الطفولة المتوسطة

إن الصعوبات المشهورة تدور حول المدرسة وقدرة الطفل على التعلم، وإن صعوبات التعلم تنشأ عادة من التخلف العقلي، فهو ليس شديدا ولكنه يتداخل مع العمل المدرسي كعامل أساسي في التخلف فيتطور لديه الشعور بالخيبة نتيجة الاختبارات التي حددت قابلياته، حيث يشعر بعدم الأهمية، ويعامله أقرانه على أنه مختلف، ويمكن أن تكون ردود الفعل لذلك كالنكران والثورة والجنوح. 

  undefined

 

ومع ذلك فلا بد من تحديد قدراته لنعرف ماذا يستطيع أن يعمل ليشجعه على ما يستطيع بأناة وصبر، ونقدم له التربية المقصودة الممكنة بشكل مكثف، ليشعر بالقيمة وأن يتقبل حدوده بواقعية لأنه يعرف قابلياته، ويحصل على فرصة للتمتع بالحياة، وليعمل قيمه الخاصة وحساباته للمجتمع. هذا ويجب أن لا يغرب عن البال بأن صعوبات التعلم كلها تعود إلى: الذكاء المحدود، سوء التغذية، وضعف المستوى الاقتصادي – الاجتماعي، النقص في السمع، الصمم الجزئي، العمى الجزئي، ازدواج النظر.

 

وقد يؤدي التداخل الانفعالي مع التعلم بسبب مستوى طموح الأبوين لأكثر مما يستطيعه الطفل لأن الضغط على الطفل يحوله من عمليات التعلم إلى تنمية الرغبات الخاصة وكل فشل لتحقيق ما يريده الأبوان يعقبه إنتاج للقلق وهذا ليس في صالح العملية التعليمية، ولا بد من القول بأن عدم التحصيل المدرسي يؤدي إلى قنبلة في اللاشعور تثور وتنفجر ضد ضغط الأبوين.

  
أيضا ضعف القدرات الخاصة مثل القراءة والفصاحة والحساب وهذه طبعا مستقلة عن الذكاء فمثلا ضعف القدرة على القراءة يفسر وفق نظريات تعوزها أسباب عصبية، انفعالية، نفسية وهي عدم النضج في الإدراك الحسي ..وإذا كان لا بد من توجيهات تقدم للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والتي يمكن أن تساعد الطفل المضطرب لتعينه على ما يواجهه لأن المحيط أحيانا هو من يحتاج الانتباه أكثر من الطفل فهي: الحب شريطة أن لا يعمى ولا يصم، الدفء الانفعالي، الثقة بالنفس والثقة بالطفل، الحزم بلا قسوة، الاستمتاع بالحياة، التشجيع للنمو والاستقلال، ضرورة العلاج النفسي وأعني العلاج النفسي للعائلة أحيانا، المدرسة الجيدة، التسامح، المساهمة في العمل الجماعي المبدع، وضرورة الأخذ برأي المختص.. فالمجتمع المدرسة، البيت، الأقران، الآباء والأمهات هم الركيزة الهامة للحصول على طفل سوي من هذا النوع إذا ما قصروا في فهم شخصه وحقيقته.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.