شعار قسم مدونات

إرهاب الطرقات بين غياب الوعي والعامل البشري

مدونات - حادث سير
إرهاب الطرقات بين غياب الوعي والعامل البشري.. من المسؤول؟
تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كل يوم أخبارا عن حوادث السير وجرائم ترتكب تحت مسمى "حوادث المرور"، كل دول العالم المتقدمة تحسب لهكذا قضايا ألف حساب وتوضع لها مخططات عاجلة تتكفل بها الحكومات وتدق نواقيس الخطر وتتجمع المكونات الفاعلة والمسؤولة لدراسة الظاهرة والعمل الجاد والصارم للقضاء على المشكلة والخروج بأفكار استباقية استشرافية لعدم حدوثها أو على الأقل للحد من وقوعها.. ولكن يا للأسف الأمر يختلف تماما عندنا نحن البلدان المتخلفة وبخاصة العالم العربي نرى الأمر وكأنه قضية عادية وربما سياسيو بلادنا العربية والإسلامية لا يرونها قضية من أولوياتهم! أيعقل؟ أكيد لا يعقل أبدا.
 
بل ووصلت بنا الدرجة أننا كل يوم وكل ساعة نسمع عن كوارث طرقية تحصد الناس كالنار في الهشيم، وأرواح تزهق وأعمار تسرق، ونفقد فلذات أكبادنا وتنهب منا أطفالنا ونحن لا نشعر.. شيء جدا مؤسف جدا محزن جدا مؤلم ولا يشعر بذلك إلا من عاش لوعة الحادثة وكانت لديه تجارب مع فقدان حبيب أو عزيز أو فرد من العائلة والأقارب..
 

اليوم فقط جاءني خبر صاعق عن عائلة بأكملها ذهبت في غياهب الموت أربعة أشخاص من أم وأب ومعهم أطفال صغار !!أمر لا يوصف بكلمات.. قد لا نختلف مع من يقول بأن الأمر يحتاج لدراسات وأبحاث علمية وأكاديمية تشرح وتدقق في هذه المسألة الخطيرة التي إن لم نهتم بها فسنظل نسمع ونسمع عن إرهاب الطرقات بدون توقف وبدون صوت ضمير..

  

لكن لو شرحنا الوضعية بكثير من الصراحة والجدية، ترى من المسؤول عن هذه الكوارث المهولة التي أصبحت ترافق يومياتنا؟ هل سببه نقص وغياب ثقافة المرور أم سوء الأحوال الجوية لها دور ولو جزئي فيما يحدث أم العامل البشري والتهور في السياقة أم في تساهل السلطات في منح جوازات ورخص السياقة؟ أم أن الأمر يفوق إدراكنا ويصعب شرحه في كلمات بسيطة..

 

وجب علينا الاستفادة من خبرات وتجارب الأمم والدول المتقدمة وبخاصة تلك الدول التي حدثت فيها مشاكل حوادث المرور بحيث يستفاد من مخططاتهم الميدانية في ذلك
وجب علينا الاستفادة من خبرات وتجارب الأمم والدول المتقدمة وبخاصة تلك الدول التي حدثت فيها مشاكل حوادث المرور بحيث يستفاد من مخططاتهم الميدانية في ذلك

 
قد لا نتخلف مع من يقول الأمر يحتاج لدراسات وأبحاث أكاديمية تشرح وتدقق في هذه المسألة الخطيرة التي إن لم نهتم بها فسنظل نسمع ونسمع عن إرهاب الطرقات بدون توقف وبدون صوت ضمير.. في اعتقادي يجب تطبيق صرامة في قانون المرور وعقوبات رادعة جازرة لكل مخالف أولا، والسعي لنشر ثقافة السياقة وتوسيعها على كل شرائح المجتمع بدءًا بالمدرسة وصولا إلى الجامعة ومؤسسات التعليم كلها وبمختلف أشكالها بل وحتى وضع تشريع مدرسي أو إدراج مادة في المراحل التعليمية الأولى كمثل التربية المدنية، لم لا نضع حصة بتسمية الثقافة المرورية..

 

كذا التعويل على الإعلام بأنواعه خاصة منه الثقيل، وبدل أن ننتظر من وسائل الإعلام الإتيان بأخبار جرائم الطرقات تسعى بدله لنشر أخبار وإعلانات للحد من الظاهرة. ولا ننسى دور المنوط بالسلطات المحلية والإدارية في وضع مخططات في الدفع لتحسين الطرقات وتعبيدها بمعايير دولية ذات جودة عالية ووضع إشارات المرور في أماكنها الصحيحة، ومراقبة لافتات المرور التي بسببها أحيانا تقع أخطاء مرورية في المدن الكبرى وبخاصة في المناطق النائية والمعزولة كحال المدن الصحراوية وكذلك في الطرق والطرق السيارة، والحرص على نشر علامات تدعو السائقين للاستراحة في حالة التعب والإرهاق وتوفير أماكن الراحة للمرتحلين والمسافرين..

 

والاستفادة من خبرات وتجارب الأمم والدول المتقدمة وبخاصة تلك الدول التي حدثت فيها مشاكل حوادث المرور بحيث يستفاد من مخططاتهم الميدانية والاستفادة من برامج المسطرة المستعجلة، ولم لا حتى جلب الخبراء لهاته البلدان التي تعاني من خطر إرهاب الطرقات والتعاون الثنائي المتبادل في نفس المجال وفتح قنوات علمية وعملية..

 

ولن تكلل الجهود بالنجاح إلا إذا تكتلت الأيدي ونهضت مجتمعة بكل وعي وصرامة ومسؤولية في هذا التحدي الذي أضحى يهدد استقرار المجتمع وحياة الأفراد والجماعات والإنسانية جمعاء..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.