حسب موقع خريطة التحرش الإلكتروني المصري، فإن التحرش، يعني أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها، وأي أفعال ذات طابع جنسي، والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما، وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.
أي دولة يطغى فيها النظام الرأسمالي إلا وستجدون فيها نظاما يقدس قانون منع التحرش، لأنهم بكل بساطة، يخافون من رجوع المجتمعات إلى أنظمة تقليدية في الحماية، أساسها الدين والأخلاق والعرف |
الغرب ونظمه التي تدور في فلك الرأسمالية، التي أضحت فيها الشركات العالمية ومؤسساتها الراعية، من بين المؤطرين والمحددين للقرارات الاستراتيجية الكبرى للدول، يتشدد في تجريم التحرش الجنسي اتجاه المرأة، ليس حبا في سواد عيونها، ولا احتراما لها، بل احتراما لجيبها، فالمرأة في الغرب، بل في العالم أضحت مساهما رئيسيا في الإنتاج، ومعروف على عقلية المرأة أنها استهلاكية مقارنة مع الرجل، لهذا نجد أن ما يسمى الموضة لدى المرأة يتجدد بالأسابيع والأشهر، فالمرأة مجبولة على التغيير، وعلى التسوق، واستهلاك المنتجات من ملابس وعطور وأحذية..، أكثر من الرجل. وكما نعلم هناك شركات عالمية كبرى تغتني من هاجس المرأة الاستهلاكي، من بينها شركات عالمية معروفة في عالم الألبسة والتجميل والأحذية..
لعل تلك الاستراتيجيات هي التي تترجم في بناء عام يسمى "مناخ الاستثمار"، فهذا المناخ يتطلب أرضية اجتماعية نشطة )حبذا استهلاكية أكثر منها إنتاجية(، وأرضية سياسية وأمنية مسقرة، وترسانة قانونية وتشريعية حامية لليبرالية والرأسمالية، وأسس مالية ونقدية سليمة، واقتصاد وطني مؤمن بالتنافسية، وبيئة خالية من الفساد والبيروقراطية والتعقيد..
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.