شعار قسم مدونات

إستراتيجية أم موسى عليهما السلام

BLOGS عمل

خلال مُعايشَتِنا كثيرٍ من الموظَّفين في بيئاتِ أعمالِهِم، خلال العَقْدَيْن الماضِيَيْن، اعترَضَتْنا ظاهرَةٌ، تمثَّلت في حالات مُتعدِّدةٍ، وأشكالٍ مختلفة، قاسِمُها المشتَرَك: قِلَّةُ مَنسُوبِ الإنتاجِيَّة.. واستِشْراءُ الرُّوحِ السَّلبِيَّة.. عند قطاعٍ مُعتَبَرٍ منهم. من أمثلتها الحَيَّة؛ على سبيلِ التَّمثيلِ لا الحَصْر:

 

قولُ أحَدِهِم عبر وسيلَةِ تَواصُلٍ اجتماعيّ: "عندما أَمُرُّ بظروفٍ صعبة، لا أرغب بسببها في المجيء إلى العمل، وعلى الرغم من ذلك أذهب؛ لأنَّ هناك مَهامًّا بعضها عاجل، ولا أُحِبُّ جَعلَ مديري أو فريقي يتحملها. ولكني أعلمُ أنَّ حضوري لا يعطي نسبة المائة بالمائة (100%) مما ينبغي عمله من طَرَفي.. هل، والحال كذلك، ينبغي عَلَيَّ المجيء للعمل؟ أم الأفضل لُزومِي البيت؟ حتى تتحَسَّن نَفسِيَّتي، وأحافظ على مستوى نظرة مديري وفريقي، لجَودَة عملي المعتادَة". وقولُ آخَرٍ شاكِيًا: "دائمًا ما يَتَمَلَّكني شعورٌ سلبيٌّ في بيئة عملي فَحواهُ؛ أَنِّي وجِهازِ حاسوبي في الأهميَّةِ والقِيمَةِ سِيَّــان"! وأَخَذَ الإحباطُ واليأسُ بأحدِهِم مَأخَذًا بعيدًا! واصِفًا حالَهُ بالقَولِ: "عندما أذهبُ إلى عملي في الصباح الباكِر تَجِدُني كَمَن يذهبُ إلى القَبْر"!!

 

هذه الأمثلة وغيرها الكثير، تَتَمَظهَر بِصِيَغٍ مختلفةٍ، وأشكالٍ مُتنوِّعة، مُؤدَّاها جميعًا إهدارٌ للمَوارِدِ بَيِّــن، وضَربٌ للهِمَّةِ والمَعنَوِيَّةِ (Morale) في مَقْتَــل، لا بل وحُصولُ حالَةِ التآكُلِ (ضِدّ التكامُل) والانحدارِ المزدَوَجِ للقِيَـم (Values) بِمَدلُولَيْها: السِّعْرِيّ المِقْدارِيّ! وَالمَبْدَئِيّ القِيمِيّ! وبشكلٍ تَبادُلـِيٍّ مُتَسارِع، فيما بين طَرفَيِ المعادَلَة؛ شخصُ المُوَظَّــفِ وبيئَتُهُ المُوَظِّفَــةِ. والحالَةُ الأخيرة؛ هي الأَشَدُّ قَتامَةً وضَرَرًا، حيثُ تَتَجاوَزُ في آثارِها السلبِيَّةِ المستوى الفَردِيِّ والمُنَظَّمِـيِّ، إلى المستوى المجتَمَعِيّ الشعبيّ.. فمِمَّا هو معلومٌ، بالضَّرُورةِ من فَنِّ التَّسويقِ، حقيقةٌ فَحْواها أنَّ: سُرعَةَ استِشْراءِ أثَرِ الخَبَرِ السَّلبيِّ! تَفوقُ سرعةَ استشراءِ أثرِ الخبرِ الإيجابيّ! والحالُ كذلك؛ فما هو الحلُّ الجذريّ! لهذه الظاهرة السلبية؟ ومِن أين يُبدَأُ به؟ وما هي ضمانَةُ استدامَتِهِ؟

 

صاحِبَ الاستراتِيجِيَّةِ الناجِحَةِ يُنَمِّي ويُطَوِّرُ استراتيجيَّتَه (رَضِيعَــهُ) في بيئة عمله! ومن خلالها! وفي الوقت ذاته يأخُذُ الأجْرَ على ذلك! ويُقَدِّمُ المنتَجَ أو الخدمة أو النتيجة المتوقّعة بإنتاجية وإتقانٍ عالِيَيْن

إنَّ الحلَّ الجذريَّ لهذه الظاهرة السلبية هو بالفَهمِ والتَّصَوُّرِ، فالتَّطْبيقِ، لـما أسمَيتُهُ في بحثي الاستراتيجيّ "الإرادَةُ روحُ الإدارَة" (أرا) بـ"استْراتِيجِـَّيــةِ أُمِّ مُوسـى عَلَيْهِما السَّلام" (Moses Mother’s Strategy). قال مُنشِـئُ هذه الاستراتيجيَّة ومُوحِيهـا -عزّ وجل- في تَبيِينِ أهمِّ مَعالمِها (Milestones) لأُمِّ موسى عَلَيهِما السَّلام، وبالتالي للعالَمِين: "إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ. أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي. إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ.." طه:38-40.

 

بِتَفَكُّرِنا في كلام اللطيف الخبير هذا.. وبِفَهمِنا وتَصَوُّرِنا لدَلالَتِهِ الإدارية الاستراتيجية (وغيرِها الكثير؛ ممَّا لا ندَّعي إحصاءَهُ جميعًا واستيعابَهُ!) ندرك حقيقة الحلّ، والبَدءَ به، والمتمثِّل بِبَلوَرَةِ وَوَضْعِ الشخص الاستراتيجيَّةِ الفَردِيَّةِ المُستَدامَة (Sustainable) لنفسه، حيث الاستمرارية والعطاء والتطوُّر مُجتَمِعِين. نعم! إنَّ جوهَرَ الحلِّ وقِوامَهُ يُتَصَوَّرُ بإنشاءِ الموظَّف الناجح استراتيجيةً ذاتِيَّةً، تُقادُ برؤيتِهِ هو (وليس مجرَّد حُلْمِهِ)، وبهذه البَلوَرَةِ والوَضعِ يكون مَثَلُهُ كَمَثَلِ أُمّ مُوسَى مع رَضيعِها موسى عليهما السلام؛ أرضَعَتهُ، ورَبَّتهُ في قَصرِ فِرْعَون (المُوَظِّــف)، وفي نفس الوقت أخذَت الأَجْرَ على إِرضاعِهِ (بِوَصفِها المُوَظَّــف) من فرعون!

 

هذا هو جوهَرُ الحلِّ الجذريِّ ومَربِطُ فَرَسِه، لمن أعجَزَتْهُ معادلات الحياة وتَعقِيداتِها؛ بإيجاد استراتيجيَّةٍ ذاتيَّةٍ قِوامُها تبادُلِيَّةُ الرِّعايَةِ والتَّعزيز، وبالتالي المَنْفَعَة، فيما بين ما يُريدُ الموظَّفُ لنفسه.. وما يُرادُ منه.. هذا هو الجواب الصحيح لمن أراد التَّوفِيق (وليس التَّلَهِّي! والتَّمادِي! في التَّلفِيق!) فيما بين فُرَصِهِ وإمكاناتِهِ هو في نفسه.. وفُرَصِ الآخَرين وإمكاناتِهِم فيه.. هذا هو المَلْجَأ والمَنْجى -بعد الله عز وجل- لمن وَهَنَ في عَزيمَتِهِ، وَشَكا خُذلانَ مُحِيطِهِ.. حتى لو كان التَّوافُـقُ نسبِيًّا! في عمليَّةِ التّوفِيـقِ بين استراتِيجِيَّتَي الموظَّف ومُنظَّمَتِهِ الموظِّفة، فإنَّ المكاسِبَ المُتَحَصَّلَة ستَتَحَقَّقُ -بإذن الله- بمقدار هذه النسبة.

 

إنَّ صاحِبَ الاستراتِيجِيَّةِ الناجِحَةِ يُنَمِّي ويُطَوِّرُ استراتيجيَّتَه (رَضِيعَــهُ) في بيئة عمله! ومن خلالها! وفي الوقت ذاته يأخُذُ الأجْرَ على ذلك! ويُقَدِّمُ المنتَجَ أو الخدمة أو النتيجة المتوقّعة بإنتاجية وإتقانٍ عالِيَيْن.. وهذا ما يُعَبَّرُ عنه في الإدارة الحديثة بـ"الكَسْبِ المُشتَرَك" (Win-Win Situation). مع ملاحظةِ أنَّ الكاسِبَ الأعظَم نسبيًّا هو الموظَّف الناجح صاحب الاستراتيجية؛ حيث يكسِب:

 

أوَّلًا: خَلْقَ الحافِز، وإيجادَ الدافِع، وبناءَ "حِــسِّ المِلْكِيَّــة" (Sense of Ownership) والإرادة؛ والتي بِدَوْرِها تُمَثِّل رُوحَ الإدارة..

ثانيًا: الأجرَ والمَثوبةَ الإلهيَّة إن أخلَص النِّيَّة، وأردَفَها بالنصيحة لصاحب العمل.. والإتقان (وهو الشكل الأرقى والأنقى للجَودَة) فيما يُنجِزُ من عمل، ويُقَدِّمُ من منتج أو خدمة أو نتيجة.

ثالثًا: الأجرَ الوافي، والرَّاتِبَ المكافئ، للعمل والإنجاز..

رابعًا: شُعورَ المُتعَةِ في أدائهِ العمل، وإحساسَ البَهْجَةِ في إنجازِه..

خامسًا: ميزةَ مَن يُضِيفُ المكانَةَ، ويُضْفِي القِيمَةَ، على مَوقِعِهِ الوَظِيفِيِّ؛ وَلا يَنْتَظِرهُما مِنْه.

سادسًا: التَّطْوِيرَ والتَّطَوُّرَ، اللَّذَيْنِ يَؤُولانِ بِدَورِهِما إلى امتِلاكِ الموظَّـــفِ الحُرِّيَّة في قرارِهِ الذَّاتِيّ، والاستقلالِيَّة في التَّقريرِ.

 

وإذا جازَ لنا التَّعبيرُ؛ عَبَّرنا بِمَجازِ النَّبْتَــةِ النَّامِيَــةِ في زَهْرِيَّــةِ (Vase)، والنبتةُ في هذا المقامِ كِنايَةٌ عن شخص الموظَّف، والزهريةُ بِدَوْرِها كنايةٌ عن الموَظِّـفِ وبيئة العمل. ففي عَلاقَتِها مع زهريتها تَؤُولُ النبتةُ فطريًّا إلى أحدِ المَــآلاتِ والنَّتائِجِ الآتية: استمرارُها في النموِّ، وبالتالي مِن مَصلَحَةِ صاحِبِ الزَّهرِيَّةِ تَوسِيع حَجمَ زَهرِيَّتِه، بما يُجارِي ويُواكِبُ حَجمَ وسرعة نُموِّ النبتة؛ وهذا حالٌ يُطلقُ عليه في عالم المال والاستثمار بـ"الكَسْـبِ المُشتَرَك" فيما بين المُوَظَّفِ والمُوَظِّف.. أو أن تَكسِرَ النبتةُ الناميةُ الزَّهرِيَّةَ، وتَنْفُذُ منها لفِضاءٍ أَوْسَع، وتجرِبَةٍ أعمَق؛ وفي هذا المآل "الكَسْـبُ المُتَفَرِّد" (Win-Lose Situation) للموظَّف دون الموظِّف.. أو أن تَتَوَقَّفَ النبتَةُ عن النمو، وتَتَحَجَّمَ بِحَجْمِ زهريتها؛ وفي هذا المآل "الخَسـارَةُ المشتَرَكَة" (Lose-Lose Situation) للمُوَظَّفِ والمُوَظِّفِ معًا.. والحالُ الأخير سَبَبُهُ/مَرَدُّهُ إلى أنَّ عالَمَ المالِ والاستثمار بدوره يتحرك وينمو بِسُرعَةٍ مُتَّجِهَةٍ (Velocity) عالِيةٍ! غير ناظِرةٍ أو مُنتَظِرَةٍ أحدًا!

 

المَرءَ الذي لا يملِكُ استراتيجِيَّةً واضِحَةً لنَفْسِه، تُسَيِّرُ حياتَه، وتَقُودُ إمكاناتِهُ، تِجاهَ رُؤيَةٍ مُصَدَّقَةٍ عندهُ، كان بالضَّرُورَةِ جُزءًا من استراتيجية غيره
المَرءَ الذي لا يملِكُ استراتيجِيَّةً واضِحَةً لنَفْسِه، تُسَيِّرُ حياتَه، وتَقُودُ إمكاناتِهُ، تِجاهَ رُؤيَةٍ مُصَدَّقَةٍ عندهُ، كان بالضَّرُورَةِ جُزءًا من استراتيجية غيره
 

أما بِمَن، ومِن أين، يكون بَدْءُ الحلِّ؛ فَنُؤكِّدُ جازِمِين أنَّ البَدءَ دائمًا ما يكون بِمُستوى ومِحوَرِيَّةِ الفَرد؛ من نفسه هو تجاه نفسه؛ ذاتيًّا.. ومِن ثَمَّ (نعم؛ مِن ثَمَّ!) لَدُن إدارتِهِ وقيادتِهِ تجاهه؛ خارجيًّا.. قال تعالى: ".. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّــرُ مَا بِقَـوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّـــرُوا مَا بِأَنفُسِهِــمْ.." الرَّعد:11. والأمثِلَةُ الواقعِيَّةُ على هذا التَّراتُبِ التسلسليِّ لا تُعَدُّ ولا تُحصى.. والبرهان القاطع على صحتها يُثْبَتُ بأنَّ الإداريِّين والقائِدِين، أو حتى الأنبياء والمرسَلين -عَلَيهِم السَّلام- لا يمكنهم تغييرَ من لا يملك إرادَةَ التغيير. فمِمَّا هو معلومٌ واقِعيًّا ألَّا "إِدارَة" دُونَما "إِرادَة".. هذه الحقيقةُ الفطريةُ يُصدِّقُها أيضًا المثل الإنكليزيّ الشهير: "إنك تستطيعُ جَلْبَ الفَرَس إلى الماء، لكنك لا تستطيعُ جَبْرَها على الشُّرب". وأقصى ما يُمكِنُنا عمله، نحن المُستَشارِينَ والمُدَرِّبِين، مع مُستَهدَفي استشاراتنا وتدريبنا هو جَلْبُ الموظَّفين للماء! أو جَلْبُ الماء إليهم! ولا يمكننا بحال جَبْرَهُم على الشرب!! ومن هنا نشأ الأساس المنطقيّ (Rationale) لِبَحثِنا الاستراتيجيّ: "الإرادَةُ روحُ الإدارَة" (أرا).

 

نحن ندركُ حقيقةَ أنَّ اللهَ تعالى يَــزَعُ (أي: يَرْدَعُ وَيَمْنَعُ ويَكُفّ) النَّاسَ بِسُلطانِ السِّياسَةِ مَا لا يَزَعْهُمْ بِقُرآنِ الإِدارَة! وأنَّ كثيرًا من مَظاهِرِ الإحباط واليأس الإداريّ القائم مَرَدُّها إلى حالِ الواقِعِ السياسيِّ المُتَرَدِّي، وما آلَ إليه في مجتمعاتِ شعبنا العربي.. ونعلمُ أيضًا حقيقة إن كان القِيادِيُّ السِّياسِيُّ مُحدَّدًا وَمُقيَّدًا بِثقافةِ مُجْتمَعِهِ.. فإنَّ القِيادِيَّ الإِدارِيَّ مُحدَّدٌ وَمُقيَّدٌ بِالعامِلَيْنِ مَعًا: الثَّقافِيِّ وَالسِّياسِيِّ؛ مُجْتَمِعَيْن.. لكن؛ على الرغم من ذلك كله، نعتقدُ مُتَيَقِّنين أنَّ بَدْءَ الحل يكون دائمًا بِمُستوى وبِمِحوريَّة الفرد؛ من نفسه هو تجاه نفسه؛ ذاتيًّا.. ومِن ثَمَّ.. دوائِرِ ومَجامِيعِ مُحِيطِه!!

 

ومِمَّا يجبُ التَّسليمُ بِه، ولَه، من حقائِقِ الوُجودِ الفِطريَّةِ والعَقلِيَّة؛ أنَّ المَرءَ الذي لا يملِكُ استراتيجِيَّةً واضِحَةً لنَفْسِه، تُسَيِّرُ حياتَه، وتَقُودُ إمكاناتِهُ، تِجاهَ رُؤيَةٍ مُصَدَّقَةٍ عندهُ، كان بالضَّرُورَةِ جُزءًا من استراتيجية غيره، سائِرًا في فَلَكِها، مُنقادًا إِلَيها.. فإنَّ أصغَرَ مَوادِّ الكَوْن؛ من جُزَيئاتٍ وَذَرَّات.. وأكبَرَها، من كَواكِب وأَقْمار.. تَسِيرُ/تَسْبَحُ في أَفْلاكٍ ومَدارات؛ تَنقادُ فيها للأثقَلِ وَزْنًا! وَالأكبَرِ حَجْمًا!

 

أما كيف نُنشِئُ/نَصنَعُ (Craft) استراتيجيتنا الفردية؛ فهذا جوابه في مَقالٍ ومَقامٍ آخَر، غير مَقامِنا ومَقالِنا هذا. مع ضرورة التأكيد أنَّ الإنشاء للاستراتيجية الفردية هو أيضًا مرهونٌ بِهِمَّةِ وعَزيمَةِ شخص الموظَّف المَعنِي؛ فمِمَّا هو قَطْعِيٌّ ومَعلُومٌ من الشرع بالضرورة أنّ النِّيَّــةَ (الإِرادَة) أَهَمُّ وأَعظَمُ من العَمَــل (الإِدارَة).. ومن العقل الصَّريح ما نَصَّ عليه المثلُ العربيّ الفصيح: "إذا صَحَّ العَزْمُ وَضُحَ الطَّريق"، والمَثَلُ الإنكليزيّ البَليغ: (Where There’s a Will There’s a Way) أي: حيثُما وُجِدَت الإرادَةُ فَثَـمَّةَ سَبيل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.