مع عجز القطاع العام في دولنا على توفير فرص عمل للشباب، فإن التوجه إلى القطاع الخاص من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يعتبر طوق نجاة من مشكلات كثيرة تواجه الشباب |
العاصمة الماليزية استضافت في الفترة ما بين 12-13 ديسمبر الماضي المؤتمر العالمي لريادة الأعمال، وكانت المناسبة فرصة لجذب الفاعلين في ريادة الأعمال من جميع أنحاء العالم، وبمشاركة رواد أعمال دوليين وإقليميين ومحليين، حيث شهد مركز كوالالمبور للمؤتمرات العديد من الفعاليات التي شارك فيها خمسون متحدثا دوليا ومحليا بجانب ثلاث وثلاثين معرضا يروج لريادة الأعمال. هذا ما أوضحه رئيس المؤتمر الدولي لريادة الأعمال تان سيري الدكتور نورال عينور محمد نور خلال ندوة عن ريادة الأعمال بمركز كوالالمبور للمؤتمرات في وقت سابق، إضافة إلى أن القمة تهدف إلى جمع 100 مليون رنغيت لدعم وتحويل المشاريع الرائدة، لأن ريادة الأعمال أداة فاعلة في تصميم مستقبل الصناعة بماليزيا للدخول في سوق الأعمال الماليزية التي تعتبر إحدى الأسواق الواعدة في جنوب شرق آسيا، وليس ذلك فحسب، بل كان المؤتمر فرصة جيدة ومنصة ثرية لتقديم العديد من الفعاليات والبرامج التي تعالج موضوع ريادة الأعمال.
عقدت أكثر من 20 حلقة نقاش و100 دورة في مجال الأعمال وصناعة ريادة الأعمال، بالإضافة إلى مشاركة 330 معرضا دوليا ومحليا للترويج لثقافة ريادة الأعمال ونقل الخبرات والتجارب لخلق بيئة جاذبة ومحفزة لصغار رجال الأعمال والرواد، سواء الماليزيين أو الأجانب، ذلك أن المناسبة شكلت فرصة قيمة لتعزيز ريادة الأعمال من أجل الابتكار وخلق المزيد من المشاريع والبرامج الريادية، لا سيما وأن ماليزيا مركز عالمي لصناعة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد ماليزيا.
نستنج من هذه المبادرات والفعاليات، أن الحكومة الماليزية والمؤسسسات الاجتماعية والاقتصادية وحتى الشركاء الدوليين لها، يتجهون بشكل قوي إلى صناعة ريادة الأعمال التي تعتبر حقلا مهما لتقوية وتعزيز الاقتصادات وخلق بيئات منتجة ذات نتائج مستدامة.
مع عجز القطاع العام في دولنا العربية والأفريقية على توفير فرص عمل للشباب، فإن التوجه إلى القطاع الخاص من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يعتبر طوق نجاة من مشكلات كثيرة تواجه شريحة الشباب التي تشكل الأغلبية العظمى من الشعب.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.