شعار قسم مدونات

ماليزيا.. بيئة محفزة تجذب رواد الأعمال

مدونات - ريادة أعمال
تعتبر ماليزيا من النمور الآسوية الصاعدة في مجال الاقتصاد والمال والأعمال، فقد انطلقت مع خطة 2020 النهضوية التي أطلقتها الحكومة الماليزية عام 1990، للوصول إلى مجتمع الرفاهية والصناعة والتحول الصناعي، لتكون إحدى القوى الصناعية العشرة الكبرى في العالم، ولا تزال تتقدم نحو هذا الهدف رغم بعض التحديات التي تواجهها في السنوات الأخيرة. وبفضل اتباع سياسة منفتحة وداعمة للإنتاج والاستثمار، فقد ظلت ماليزيا وجهة عالمية للتجارة والمال والأعمال.
مدينة كوالالمبور إحدى العواصم والمراكز العالمية لجذب الاستثمارات والأعمال، وذلك نتيجة للخطط الاقتصادية والبيئية المحفزة  للأعمال الريادية التي تتوفر فيها. إضافة إلى الاقتصاديات القائمة على المشاريع التي تنطوي على عنصر المخاطرة والخروج من دائرة التقليد إلى فضاء الإبداع، من خلال تطبيق الأفكار الجديدة والعمل على تحويلها إلى مشاريع استثمارية خلاّقة ذات قيمة مضافة وربحية عالية، وفي نفس الوقت تسهم في خلق الفرص بتوفير وظائف للشباب، بغية الإسهام في المسؤولية الاجتماعية ضمن ما يسمى بالريادة الاجتماعية.
 

مع عجز القطاع العام في دولنا على توفير فرص عمل للشباب، فإن التوجه إلى القطاع الخاص من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يعتبر طوق نجاة من مشكلات كثيرة تواجه الشباب

العاصمة الماليزية استضافت في الفترة ما بين 12-13 ديسمبر الماضي المؤتمر العالمي لريادة الأعمال، وكانت المناسبة فرصة لجذب الفاعلين في ريادة الأعمال من جميع أنحاء العالم، وبمشاركة رواد أعمال دوليين وإقليميين ومحليين، حيث شهد مركز كوالالمبور للمؤتمرات العديد من الفعاليات التي شارك فيها خمسون متحدثا دوليا ومحليا بجانب ثلاث وثلاثين معرضا يروج لريادة الأعمال. هذا ما أوضحه رئيس المؤتمر الدولي لريادة الأعمال تان  سيري الدكتور نورال عينور محمد نور خلال ندوة عن ريادة الأعمال بمركز كوالالمبور للمؤتمرات في وقت سابق، إضافة إلى أن القمة تهدف إلى جمع 100 مليون رنغيت لدعم وتحويل المشاريع الرائدة، لأن ريادة الأعمال أداة فاعلة في تصميم مستقبل الصناعة  بماليزيا للدخول في سوق الأعمال الماليزية التي تعتبر إحدى الأسواق الواعدة في جنوب شرق آسيا، وليس ذلك فحسب، بل كان المؤتمر فرصة جيدة ومنصة ثرية لتقديم العديد من الفعاليات والبرامج التي تعالج موضوع ريادة الأعمال.

 
عقدت أكثر من 20 حلقة نقاش و100 دورة في مجال الأعمال وصناعة ريادة الأعمال، بالإضافة إلى مشاركة 330 معرضا دوليا ومحليا  للترويج لثقافة ريادة الأعمال ونقل الخبرات والتجارب لخلق بيئة جاذبة ومحفزة لصغار رجال الأعمال والرواد، سواء الماليزيين أو الأجانب، ذلك أن المناسبة شكلت فرصة قيمة  لتعزيز ريادة الأعمال من أجل الابتكار وخلق المزيد من المشاريع والبرامج الريادية، لا سيما وأن ماليزيا مركز عالمي لصناعة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد ماليزيا.
  
undefined
 
دأبت ماليزيا على تنظيم مسابقات وفعاليات داعمة ومشجعة على زرع ثقافة ريادة الأعمال، لا سيما في الأوساط الشبابية. في وقت سابق من العام الماضي، تم إطلاق مسابقة ريادة أعمال الشباب بمشاركة 885 طالبا من 28 معهدا فنيا و19 كلية مجتمعية، وكانت المسابقة تركز على ثلاثة جوانب وهي: ريادة الأعمال، ريادة الأعمال الاجتماعية، والمسؤولية الاجتماعية. وتهدف المبادرة إلى خلق بيئة مشجعة على الإبداع والريادة في الأعمال وخدمة المجتمع، وتطوير روح المبادرة بين الفئة الطلابية لخلق حياة مستدامة. هذا البرنامج يهدف أيضا إلى تعظيم الأرباح من خلال تمويل المشاريع المختارة بهدف توزيع العائد على الأعمال الخيرية.
 
نستنج من هذه المبادرات والفعاليات، أن الحكومة الماليزية والمؤسسسات الاجتماعية والاقتصادية وحتى الشركاء الدوليين لها، يتجهون بشكل قوي إلى صناعة ريادة الأعمال التي تعتبر حقلا مهما لتقوية وتعزيز الاقتصادات وخلق بيئات منتجة ذات نتائج مستدامة.
 
مع عجز القطاع العام في دولنا العربية والأفريقية على توفير فرص عمل للشباب، فإن التوجه إلى القطاع الخاص من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يعتبر طوق نجاة من مشكلات كثيرة تواجه شريحة الشباب التي تشكل الأغلبية العظمى من الشعب.                                       

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.