شعار قسم مدونات

هذا الشبل أحمد من ذاك النصر جرار

blogs أحمد نصر جرار
عقب وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على اغتيال جرار بالقول: أغلقنا الحساب مع أحمد جرار وسرعان ما سنصل إلى قاتل "بن غال"، حسب قوله.
 
نعم استشهد أحمد بعد مطاردة دامت أكثر من شهر، تحدى فيها أجهزة الاحتلال مُمَوّها ثلاث مرات منظومة جيش فيه أحدث التقنيات للتجسس والتتبع، ناهيك عن سلطة تنسق معه أمنيا تغدق عليه معلومات عن كل شاردة وواردة. هذا الشاب الأنيق أعاد الأمل في نفوسنا ليخضر من جديد.
إن كل أجهزة التنصت والتتبع الحديثة لن تثني شابا أراد تتبع أثر الشهادة، ولن تفلح كل أجهزة التنصت في تتبع قلب ينبض بحب الوطن، زرعوا كاميرات مراقبة في كل مكان ليقتفوا أثره، وأنا لا أعلم بالضبط من يطارد من..!!
 

هوة الصهاينة واسعة وورطتهم كبيرة؛ احتلوا أرضا شبابها جعلوا من أجسادهم قرابين يقدمونها رخيصة، لم ينتظروا لا جامعة الدول العربية ولا مجلس الأمن المتحيز إلى الطفل المدلل إسرائيل

أغلقتم صفحة مقاوم أقضَّ مضاجعكم وأشعر كيانكم بالحرج أمام العالم، لكن هل أغلقتم حسابكم مع جيش من عوائل الشهداء ومع قلوب تهفوا إلى الرجوع لموطنها..!! الأمر أكبر من فتح حساب وإغلاقه، القضية قضية شعب يرزح تحت نير الاحتلال.. وهل أغلقتم حسابكم مع جيش من الأسرى ينتظر الفرج القريب..!! أغلقتم الحساب في جنين لكن سرعان ما يمتلئ.. وهل أغلقتم الحساب مع غزة ورام الله ويافا وحيفا والمجد وصفد والكرمل..!! جروحنا لا حدود لها وما زالت تتمدد. إن أغلقتم حساب جرار فالحبل على الجرار.

 
غباء مستفحل من قادة جيش زعم أنه لا يقهر، ظنوا أنهم انتصروا، فلسطين حكاية أمة، وجهاد شعب، في قلبها ضحكات الأطفال، وكوفية تحكي تراث الأجداد، فلسطين في عيون ثوارها الميامين. نعم أغلقتم الحساب الذي لم يبدأ بعد، حسابكم لم يسوّ ما دمتم على أرضنا. فرحتم كثيرا باغتيال نصر جرار، فأنبت الأب ابنا مقاوما رفع الراية بعد أبيه وما زالت راية المقاومة وجذوتها مشتعلة.. شهيد يودع شهيدا، لم تسقط رايتنا ولم يغلق الحساب بعد.
 
لن تهنؤوا في أرض جبلت بتراب الشهداء، هي مهبط الأنبياء، فلسطين أم العرب، وقبلتهم الأولى، مهوى الأفئدة، وبوصلة المجاهدين، هي صرخة أم مكلومة، هي جنة الله في الأرض، هي خفقة الروح الأولى في أجساد أولادنا لتعطيهم حبا ليتنسموا عبير الحياة، رضعنا حبها صغارا، حتى تطلعت أرواحنا عشقا لربها، هي دمعة أم حرة حينما تودع ابنها عند اندلاع المواجهات، هي الزغاريد التي تصدح من حناجر أمهات الشهداء، حدودها مرسومة في تضاريس وجوهنا، هل بوسعكم تغير معالم وجوهنا!! 
 
أحمد جرار قاوم بكل ما أوتي من إيمان فاق شجاعة الجيوش الجرارة، اشتبك مع قوة صهيونية وحده، واستشهد وحده، في جنح الظلام ارتقى أحمد من جنة أحبها وعشق ملامح وجهها الملائكية إلى جنة أحبها فأحبته.
 
أحمد جرار.. سلام لك في الخالدين يا أول الغيث الهاطل على جنين في ذلك اليوم. ستشرق شمس الحرية على أرضنا وسنبقى نزرع الأمل في قلوب أطفالنا بالعودة إلى ديارنا واحتضان ترابها
أحمد جرار.. سلام لك في الخالدين يا أول الغيث الهاطل على جنين في ذلك اليوم. ستشرق شمس الحرية على أرضنا وسنبقى نزرع الأمل في قلوب أطفالنا بالعودة إلى ديارنا واحتضان ترابها
  

نامت الجفون وغارت العيون، لكن أحمد لم يغمض له جفن، صمتت البنادق لكن بندقيته لم تنم. نم يا ابن فلسطين قريرا يا كحيل العين يا مزيون.. يا زريف الطول أحمد يا ابن يامون.. حبك في القلوب وتفديك العيون.. ويا زريف الطول ما نامت الجفون.. ويا أبو عيون الخضر بيهابك يعلون..
 
إن استشهد أحمد سيخرج من رحم الأرض ألف أحمد، وإن أفلت شمس مقاوم فشموس فلسطين لا تنضب، وإن هدموا بيتك فبيوت فلسطين مأوى لكم والحرب سجال يوم لك ويوم عليك. أحمد على صغر سنه كبير في جهاده وإنجازه، ذكرنا ببطولات الصحابة أولياء الحق، ذكرنا بأبي عبيدة وجعفر وخالد.

 
هوة الصهاينة واسعة وورطتهم كبيرة؛ احتلوا أرضا شبابها جعلوا من أجسادهم قرابين يقدمونها رخيصة، لم ينتظروا لا جامعة الدول العربية ولا مجلس الأمن المتحيز إلى الطفل المدلل إسرائيل. الرهان على شباب أنجبتهم فلسطين يحملون الراية بعد أحمد.
 
سلام لك في الخالدين يا أول الغيث الهاطل على جنين في ذلك اليوم. ستشرق شمس الحرية على أرضنا وسنبقى نزرع الأمل في قلوب أطفالنا بالعودة إلى ديارنا واحتضان ترابها، والأمل يبلل عروق الغربة العطشى إلى فلسطين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.