شعار قسم مدونات

أصل الحكاية في خرجة ابن كيران الأخيرة

blogs بنكيران
بعد خرجته الأخيرة في الجلسة العامة للمؤتمر الوطني السادس لشبيبة العدالة والتنمية، حمّلت بعض أحزاب الأغلبية مسؤولية زعزعة التحالف الحكومي المنسجم، لرئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، وكأن الحكاية كلها مختزلة في شخص اسمه ابن كيران.
 
لكن أصل الحكاية أنه في انتخابات 2011 تصدر حزب اسمه العدالة والتنمية نتائج الانتخابات، وحقق نتائج لم يحققها من قبل أي حزب سياسي على مدار التاريخ، ثم بعد ذلك تم تعيين رجل اسمه عبد الإله ابن كيران رئيسا للحكومة، وهو بالمناسبة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المتصدر لنتائج الانتخابات، وشكل حكومة من أربعة أحزاب بما فيها الحزب الذي يترأسه.
 
تناسلت الأقاويل بأن ابن كيران ليست له القدرة على تسيير شؤون الحكومة وليست له الحنكة وسوف يغادر الحكومة بعد شهرين أو ثلاثة أو ستة على الأكثر، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، ثم أرادوا نسف الحكومة من الداخل بعدما لم يتيسر لهم ذلك من الخارج، لكنهم فشلوا.
 
بعد الفشل الذريع في الإطاحة بالرجل وحكومته، هرع إليه كبار المسؤولين وقالوا له إن ميزانية الدولة مهددة والمقاصة تستنزفها فصدقهم، واتخذ قرارات حاسمة وصفت باللاشعبية، واستغلوها مناسبة واشتد السعار والضرب تحت الحزام على جميع الجبهات لتشويه رئيس الحكومة والحزب الذي ينتمي إليه.
 

تم تشكيل حكومة ما بعد السابع من أكتوبر بالشروط التي رفضها ابن كيران وهي الشروط التي رفضها الحزب قيادة وقواعد آنذاك، فكانت حكومة بلا سند شعبي ولا دعم حزبي، وكانت هذه الضربة الثانية للحزب

بعناده قاوم الرجل كل ذلك، وصارح الشعب بما يملك من حقيقة، وأوضح لهم الإيجابيات والسلبيات فاكتسب سندا شعبيا وسند حزبه قيادة وقواعد، وبذلك تفوق على كل المخططات ونجح في صد كل المناورات والشعب كان معه على العهد، فبوأه الرتبة الأولى انتخابيا سنة 2015 وترأس عددا من الجماعات الحضرية والقروية والمدن الكبرى وجهتين من أصل 12 جهة.

 
استمر الرجل في انتصاراته الانتخابية بفضل الله أولا ثم بفضل صدقه وحسن نيته ووضوحه مع حزبه ومع عموم الناس، وفي السابع من أكتوبر 2016 تفوقت إرادة المواطن على الإرادة السلطوية، وبوأ الشعب حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى، بالرغم من كل الماكينات الانتخابية والإغراءات والتهديدات حتى حقق نتائج غير مسبوقة للمرة الثالثة. 
  
وحيث إن العدالة والتنمية أثبت جدارته الانتخابية وتفوق على كل الحيل وصار متصدرا للشأن الانتخابي والسياسي، فإنه من غير المعقول أن يتركوه وعناصر قوته تزداد قوة يوما بعد يوم، فكان أول قرار بعد نتائج السابع من أكتوبر هو عرقلة ما يمكن عرقلته في إطار العرقلة الشاملة.
   
undefined
  
تعرقل تشكيل الحكومة وحملوا المسؤولية لأحد أهم عناصر قوة العدالة والتنمية وهو عبد الإله ابن كيران لتتم إزالته وبالتالي فقدان الحزب لأحد روافده وأهم عناصر قوته، أحس حينها المناضلون بخيبة أمل وإن قبلوا بالإعفاء، لكن المواطنين لم يتقبلوه وكان ظنهم أخيب بكثير.
  
تم تشكيل حكومة ما بعد السابع من أكتوبر بالشروط التي رفضها ابن كيران وهي الشروط التي رفضها الحزب قيادة وقواعد آنذاك، فكانت حكومة بلا سند شعبي ولا دعم حزبي، وكانت هذه الضربة الثانية للحزب وهي إبعاد سند القواعد وعموم الشعب عنه. إلى هنا كل ما تمنوه قد حصل، وكل ما خططوا له كان كما أريد له إلى أن ظهر ابن كيران وكعادته وعفويته وصدقه ووضوحه، أربك الحسابات وشتت المخططات وخطف منهم المبادرة، وطبعا في إطار عملهم لاستعادة المبادرة سيحملونه مسؤولية أي شيء لن يعجبهم. فالحكاية في الأصل حكاية سياسية وليست شخصية، هي حكاية تدمير حزب وفصله عن القواعد وعن عموم الشعب وجعله معزولا داخل الحكومة التي يترأسها وداخل البرلمان الذي يملك فيه أكبر كتلة برلمانية..
 
الحكاية هي تشتيت ومحو لكل الآثار الإيجابية التي رسمها هذا الحزب في نفوس مناضليه وعموم الشعب، ومحاربة أي محاولة لبث الوعي السياسي في عقول المغاربة. الحكاية هي وأد لحلم ديمقراطي مازال في المهد، وقتل الأمل في نفوس المغاربة بغد أفضل، ولذلك وبعد صمت دام طويلا خرج ابن كيران من جديد، ليضع النقاط على الحروف، ويسمي الأشياء بمسمياتها منتفضا على كل من يعمل على هذه الحكاية ولصالح أن تحقق أهدافها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.