شعار قسم مدونات

التغلغل الوهابي داخل الأزهر!

blogs علماء الأزهر

مصر دولة احتضنت جميع الأعراق والديانات المختلفة منذ الحضارة الفرعونية – أقدم الحضارات – إلى عصر العسكر المُظلم الذي تعيش فيه مصر الآن. كما عاشت في مصر حضارات مختلفة وثقافات متعددة بل أُحتلت أيضاً مصر من حضارات مختلفة مثل الرومان والهكسوس وغيرهم، حتى في الآونة الأخير من القرن الماضي. وفي ظل الاحتلال الإنجليزي لمصر والحزبية التعددية داخل المجتمع المصري لم ينقسم الشارع المصري والمجتمع كما انقسم في فترة السبعينيات إلى وقتنا الحالي، فقد كان يعيش في البيت الواحد الوفدي والإخواني والشيوعي كما قالت الدكتورة عليها رحمة الله زينب الغزالي.

بداية الانقسام داخل الأزهر

المسجد الأزهر هو منارة الإسلام في الشرق الأوسط، فبعد أن بناه الفاطميين لنشر المذهب الإسماعيلي الشيعي داخل القاهرة وخارجها، فشل الشيعة وأبى الجامع الأزهر أن يكون منبراً للتشيع فلم يعتنق المصريين المذهب الإسماعيلي ولم يستطيع الفاطميين أن يفرضوا المذهب على الشعب المصري. في العام 2011 اجتمع مجلس علماء الأزهر بقيادة شيخ الأزهر الشيخ الدكتور أحمد الطيب وكان الهدف من الاجتماع هو العلمانية والتكفير وسرد فضيلة الإمام الأكبر التحدث عن الوهابية، وكيفية التغلغل الوهابي داخل الأزهر. الأزهر هو أكبر مؤسسة دينية في العالم فيأتي إليه الطلاب من كافة دول العالم لدراسة الإسلام الصحيح تحت مذهب الإمام أبو الحسن الأشعري وقد أنشأ الأزهر رابطة عالمية لخريجي الأزهر التي أحصت أكثر من أربعين ألف خريجي أزهري على مستوى العالم.

الأزهر لم يُكفر أحد مطلقاً، فمنهج الأزهر واضح ودائماً ما يناشد الأمة الإسلامية إلى التجمع وتوحيد أهل القبلة تحت عباءة أهل السنة، واستغل الوهابية المؤتمر الذي أقيم في الشيشان للهجوم على شيخ الأزهر

على صعيد آخر لم تكتف الدولة السعودية في مشاهدة التوسع الأزهري واستقطاب الطلاب من أفريقيا وشرق أسيا، فدفقت الأموال لتوفير المنح الشاملة للمصاريف الدراسية والمعيشية للطلبة الأجانب، وخصوصاً من إندونيسيا وجنوب تايلاند وكامبوديا. وذلك استغلالاً لحالات الفقر الذي يعيشه أغلب الطلبة هناك، فيذهب الطالب من هؤلاء إلى السعودية لدراسة منهج محمد بن عبد الوهاب ليرجع إلى بلاده ليُعلن أولاً تكفير سيد قطب وثانياً السب في الأشاعرة وثالثاً في اعتناق مذهب المداخلة وتكفير كل من يقف أمام الحاكم الظالم – كما يؤمن الكثير من شيوخ أل سعود وتقديسهم للحاكم .أمّا عن التغلغل الوهابي داخل الأزهر فهو ما ذكره فضيلة الإمام الأكبر لشيخ الأزهر أن كثير من طلاب كلية أصول الدين يجهرون بأن الأشاعرة كلاب بالرغم من أن هذا هو منهجهم ومنهج الأزهر الذي يسيرون عليه.

الأزهر لم يُكفر أحد مطلقاً، فمنهج الأزهر واضح ودائماً ما يناشد الأمة الإسلامية إلى التجمع وتوحيد أهل القبلة تحت عباءة أهل السنة، واستغل الوهابية المؤتمر الذي أقيم في الشيشان للهجوم على شيخ الأزهر، بعد أن قال شيخ الأزهر أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.

خرجت منابر الوهابية تصيح في الهجوم على الأزهر بالرغم من أن الإمام الطيب ذكر في كلمته أيضاً أن أهل الحق وأهل الحديث تشملهم عباءة أهل السنة والجماعة، إلاّ أن السهام والبروباجندا والوهابية خرجت في الهجوم على الأزهر، وأنه يشق صفوف المسلمين ويفرق فيما بينهم. ونسوا أن الطالب الأزهري يدرس الأربع مذاهب في الأزهر الحنابلة الشافعية الحنفية والمالكية، بل أيضاً في أواخر شيخ الأزهر السابق كان الفقه الميسر هو كتاب الفقه الذي يتداوله طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية في الأزهر.

في عام 2011 دعا الإمام أحمد الطيب علماء الوهابية في السعودية للتفاهم حول النقاط المشتركة بين الأزهر والفكر الوهابي، إلاّ أن شيوخ السعودية لم يلبوا الدعوة، فالسعودية دائماً ما تُفضل الاستغلال المادي في كل الأحوال وتعتقد دائماً أن المال يمكنه أن يكون حلاً لجميع المشاكل.

الرد على الوهابية

الأزهر دائماً ما يعمل على توحيد صفوف المسلمين بالرغم من وجود الهجوم الوهابي الشرس عليه، ولكن هذا ليس جديداً على المنابر الوهابية، بل أيضاً الشيعة في إيران والعراق ينادون بأن الأزهر مُلك لهم ومن حقهم. على رغم من أن الأزهر لم يكن أبداً منبراً فعالاً للشيعة، بل كان الأزهر منارة لأهل السنة والجماعة وفخراً للمصريين.

الهجوم الوهابي على الأزهر أخذ دوراً منذ انتشار الوهابية في القرن الماضي، وبالرغم من سهولة التواصل بين الشعب المصري والأزهر واحترام المصريين لمكانة الأزهر الرفيعة لاستَغل الأزهر كل مخطوطات علمائه في الرد على الوهابية، التي وصلت بعضها إلى تكفير محمد بن عبد الوهاب وطباعة هذه المخطوطات ونشرها على أبواب المساجد. وكذلك تحذير المسلمين من الوهابية على منابر المساجد، إلاّ أن الأزهر لم يستغل أبداً هذا الطريق الذي يسلكه كثيرين من عبيد السلطان وخصوصاً من يقفون احتراماً وتفخيماً في القتلة على منبر مكة المكرمة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.