شعار قسم مدونات

لعبة الكراسي الموسيقية الجديدة في الدوري الإسباني

blogs الليغا الإسبانية

يشهد الدوري الإسباني لهذا الموسم تنافسا شرسا على مقاعد المقدمة في تحدي ملحوظ ومخالف عن المواسم السابقة، فعادة ما كانت المراكز الأربعة الأولى حكرا على أندية بعينها مثل نادي برشلونة أو ريال مدريد في صراع أزلي على لقب الدوري الإسباني بالإضافة إلى فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني منذ توليه لقيادة أتليتكو مدريد عام 2011 ونادي إقليم الأندلس العنيد إشبيلية، لكن ما يميز هذا الموسم دخول أندية جديدة على صراع المقدمة ولما لا صدارة الدوري الإسباني حيث أن الفارق بين صاحب الصدارة حاليا برشلونة وصاحب المركز العاشر خيتافي هو ثمان نقاط فقط بعد انتهاء الجولة الرابعة عشر ويبتعد نادي ريال مدريد عن الصدارة بفارق خمس نقاط في المركز السادس.

وتقدم أندية الدوري الاسباني بشكل عام أداء مميز لهذا العام ومن أبرز هذه الأندية نادي ديبورتيفو ألافيس الذي يحتل المركز الرابع ليقدم النادي أفضل مستوياته منذ صعوده إلى دوري الدرجة الأولى قبل موسمين ليصبح النادي مثالا رائعا للمثابرة والعمل الجيد في ظل تواضع الإمكانيات وهيمنة أندية محدودة على المراكز الأوروبية ومراكز متقدمة في الدوري الإسباني لسنوات عديدة، بالإضافة إلى أندية مثل ليفانتي، اسبانيول، جيرونا هذه الأندية تقدم الأداء الطيب والرائع هذا العالم وتتقدم بشكل مميز في ترتيب الدوري.

من دوري توم وجيري إلى ليغا إسبانية مشتعلة
يرى المتابع للدوري الإسباني هذا العام تطورا ملحوظا لكثير من الأندية وتحسن نتائجها ربما طمعا في مقعد مؤهل لإحدى البطولات الأوروبية

أطلق متابعين كرة القدم دوري توم وجيري على الليغا الإسبانية بسبب احتكار برشلونة وريال مدريد التنافس على لقب الدوري طلية السنوات السابقة باستثناء عام 2014 عندما حقق ناي أتليتكو مدريد اللقب ليكسر الهيمنة المطلقة لقطبي إسبانيا في ذلك الوقت، لكن عدوى الاحتكار والهيمنة انتقلت إلى دوريات أوروبية أخرى مثل الكالشيو الإيطالي وهيمنة يوفنتوس والبريمرليغ وهيمنة مانشستر سيتي الحالية والدوري الفرنسي وابتعاد باريس سان جريمان عن أقرب ملاحقيه حاليا بأربعة عشر نقطة ليصبح الدوري الإسباني الأكثر تنافسا هذا العام ويشهد نتائج مدوية لكبار الليغا بين هزيمة وتعادل من فرق متواضعة بالأداء والإمكانيات كسقوط برشلونة على أرضه بالأربعة من فريق بيتيس في أكبر مفاجئات الدوري هذا الموسم.

إسقاط قطبي إسبانيا أصبح متاحا للجميع

فقد المتصدر برشلونة هذا الموسم أربعة عشر نقطة في موسم متواضع لرفاق ليو ميسي في ظل أداء متذبذب ونتائج غير متوقعة حيث تعرض للخسارة مرتين ووقع في فخ التعادل في أربعة مباريات كانت سببا في تنازل برشلونة عن الصدارة أكثر من مرة لأشبيلية صاحب المركز الثاني حاليا، النادي الكتالوني يعاني هذا الموسم من مشاكل دفاعية وضعف هجومي مكن الكثير من الفرق من زيارة شباكه مرات عديدة وتحقيق نتائج إيجابية على بطل الدوري الإسباني فلم يعد برشلونة يضرب خصومه بخمسة أو ستة أهداف ولا حتى المحافظة على شباكه نظيفة إلا في مباريات نادرة بالإضافة إلى انخفاض مستوى ميسي التهديفي بالمقارنة مع المواسم السابقة وخاصة أن ميسي قد حصل على جائزة الحذاء الذهبي للعام الماضي.

 

أما قطب إسبانيا الآخر ومنذ رحيل نجم الفريق الأول وهدافه كريستيانو رونالدو يقدم نادي ريال مدريد أسوء مواسمه منذ سنوات حيث أقال مدربه السابق لوبيتيجي بعد سوء النتائج والتعاقد رسميا مع سولاري مدرب الفريق الرديف المدرب الأرجنتيني الجديد لديه مهمة صعبة في تحسين وضع الفريق على سلم الترتيب واختيار التشكيل المثالي مع فريق شاب وتحديد وضعية بعض اللاعبين خلال فترة الانتقالات القادمة مثل ايسكو وجارث بيل والتفكير في أسماء جديدة للفريق، بعد سلسلة الهزائم والأداء الباهت الذي يقدمه فريق العاصمة.

ثورة الأندية الإسبانية

يرى المتابع للدوري الإسباني هذا العام تطورا ملحوظا لكثير من الأندية وتحسن نتائجها ربما طمعا في مقعد مؤهل لإحدى البطولات الأوروبية، ويتوقع بعض المتابعين أن هذه الطفرة في النتائج هي فترة مؤقتة بسبب تراجع مستوى برشلونة وريال مدريد، ولكن ما هو مؤكد أن هذه الأندية قد كسرت الرهبة عند مواجهة إحدى الفرق الكبيرة في البطولة وأصبحت تلعب ندا قويا يصعب هزيمته بعد اعتماد أغلب فرق الدوري على مدربين أصحاب خبرة يمتلكون قراءة جيدة للمباريات والاعتماد على مواهب شابة ساعدت في رفع التحدي في الدوري واحتلال مراكز متقدمة على سلم الترتيب لذلك الجميع مدعو لمشاهدة مباريات الدوري الإسباني دون استثناء، مباريات نارية لا يمكن التوقع بنتائجها ومليئة بالتشويق الكروي وربما الاحتفال ببطل جديد للدوري نهاية الموسم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.