شعار قسم مدونات

فهرنهايت 451.. هل تصبح الرواية واقعاً؟

blogs رواية فهرنهايت

هذا سؤال بدا لي وخيماً عندما كنت اقرا رواية الفهرنايت التي تتحدث عن قصة نظام شمولي يقوم بغزو العالم في المستقبل ويجعل التلفزيون دعاية سياسية له ويقوم بحرق الكتب على درجة 451 فهرنهايت، وبطل هذه الرواية "مونتاغ" يعمل كرجلِ إطفاء، ولكنَّ لرجلِ الإطفاءِ في هذهِ الدولة مهمةٌ غير المَهمةِ التي نعرفُها نحنُ في حياتنا، فوظيفتُه هي إحراقُ الكتبِ وملاحقةُ أصحابها، علماً أنَّ البيوت لا تحترقُ منذُ أن عمَ نظامُ إطفاءِ الحرائقِ الأوتوماتيكي في كلِّ بيوتِ الدولة.

 

يقوم هذا النظامُ الشمولي بالسيطرةِ على عقولِ مواطنيه من خلالِ وسيلةِ المعرفةِ الوحيدةِ ألا وهي التلفاز، حيثُ تُبَثُ البرامجَ التفاعلية مع جميعِ المواطنين الذّينَ فَقدوا كلّ معنى للحياةِ منذُ فقدانِهم المعرفة، وأصبحوا آلاتٍ جامدةً بليدةً يَزرع النظام بعقولها ما يريد زرعه، ويسلبُ مِنهم ما يريد سلبه، ويبدأُ رحلةَ البحث عن المعرفة من خلالِ سرقتِه للكتب التي يقوم هو وباقي رجالِ الإطفاءِ بإحراقِها فيحتفظُ بنسخةٍ مِنْ كلِّ بيتٍ يتمُ اقتحامه لحرقِ ما فيه مِنْ كتب.

 

أيها القراء لاتكفوا عن المطالبه بحقهم بالقراءة فالمعرفة هي للجميع وليس من واجب الدولة ان تمنعها فحق كل إنسان أن يختار بنفسه الكتاب الذي يريد قراءته

فإحراقُ الكتبِ والمعرفة هي أولُ وسيلةٌ لقمعِ العقولِ والسيطرةِ عليها. أما الثاني فهو حدثٌ تخيليٌّ يوتوبيٌّ لا يتحقق إلّا في أحلامِ عشاقِ القراءةِ والمعرفةِ وهو تحوّلُ القارئُ إلى كتاب، فكنت أظن أن هذه رواية شيئاً خيالي لا يمكن أن توجد بالواقع ولكنني انصدمت عندما رأيت دول تمنع بعض الكتب من تداول في بلدانها منها الكويت و السعودية وقليلاً في مصر، ولكن الاكثر منعاً وقمعاً للمعرفة هي الكويت التي منعت أكثر من أربعة آلاف كتاب ممنوع منها السياسية ومنها الإسلامية ومنها كتب الأطفال والكتب الأجنبية.

 

هذا الأمر يتناقض مع دستور الكويت، الذى كفل للمواطن الكويتي حرية الاعتقاد والتعدد الفكري والديني والمذهبي حتى وصل بها الأمر لمنع الأعمال التى تنبذ الإرهاب والتطرف والفتن الطائفية، وهنا نجد اوجد تشابة بين رواية والواقع الذي مثل بمنع كتب هو احرقها بطريقة ثانية وقتلها تحت مسمى مقبرة الكتب.

 

هذا ما أراد توصيله الفنان الكويتي محمد رضا بفكرته التي أنشأها خلال معرض الكويت الدولي للكتاب وهي مقبرة الكتب. كان الموقع مهماً نظراً لأن إقامتها بجوار معرض الكتاب كانت تعني أن الأشخاص الذين يتوجهون إليه يمكنهم رؤيتها، والتعرف على عناوين الكتب التي تم حظرها، كل قبر يمثل أحد الكتب الممنوعة والذي كتب اسمه بخط اليد على الشاهد، بالإضافة إلى سنة المنع لـ 4300 كتاب خلال الفترة من 2013 إلى 2018. وعلى الجزء العلوي «من الشاهد» وُضع ختم «مُنِعَ في الكويت» باللون الأحمر

  

أهم الكتب التي منعت في الكويت:

منع رواية كاليسكا للكاتب ناصر الظفيري، كذلك رفضت وزارة الإعلام السماح لرواية "كاليسكا" للكاتب ناصر الظفيرى، الصادرة عن منشورات ضفاف، وذلك لما تضمنته من مشاهد رأت أنها تعد خدشا للحياء العام.

– كتاب "تحفة السهران" للكاتب محسن الرملى، الصادر عن دار المدى للنشر.

– كتاب مختارات بول فاليرى، الصادر عن المركز القومى للترجمة، فى القاهرة، وذلك لورود كلمة "نهد" ضمن نصوص الكتاب، وهى من الكلمات التى تدفع الوزارة إلى منع الكتاب.

– كتاب ذرات غبار فى ضوء الشمس حكم وأقوال وأمثال مولانا جلال الدين الرومي.

– رواية الأصل للكاتب دان براون.

– كتاب "خرائط التيه" لبثينة العيسى، الذي تدور أحداثه حول رحلة حج زوجين كويتيين يضيع ابنهما الوحيد في بيت الله.

– رواية "رائحة التانغو" للكاتبة دلع المفتي والتي تناقش قضية الظلم ضد المرأة.

– رواية "طعم الذئب" للكاتب الكويتي عبد الله البصيص والتي فازت بجائزة "أفضل رواية عربية"، في معرض الشارقة للكتاب.

– أحدب نوتردام" لفكتور هوغو.

– و"مئة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز.

 

أهم الكتب التي منعت في سعودية:

– خواطر مصرحة، 1926 محمد حسن عواد، سعودية منعتها أهمية هذا الكتاب أنه يحتوي على مكاشفات مع رموز التيار الديني في السعودية، أثناء وبعد حرب الخليج.

– أطياف الأزقة المهجورة، ثلاثية للروائي السعودي تركي الحمد، تحكي الثلاثية قصة هشام العابر الذي انتهى به الأمر سجيناً بعد انضمامه إلى تنظيمات سياسية. منعت الرواية من التداول في السعودية، باعتبار أنها "تتجاوز الخطوط الحمراء سياسياً ودينياً".

– بنات الرياض، هي الرواية الأولى والوحيدة للكاتبة رجاء الصانع. صدرت في العام 2005، ومنعت من النشر في السعودية بتهمة "تشويه صورة المجتمع السعودي". تحكي الرواية أحداثاً وتفاصيل سريّة عن الحب والحريّة في حياة أربع فتيات سعوديات هنّ قمرة، سديم، لميس، مشاعل.

– مدن الملح للروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف.

– حكاية الحداثة، 2004 لعبد الله الغذامي.

– الكتابة خارج الأقواس، 1986 لسعيد السريحي.

 

أهم الكتب التي منعت في مصر:

-نقد الخطاب الديني، ليس كتاب "نقد الخطاب الديني" هو الكتاب الوحيد الذي منع من النشر للمفكر الإسلامي المصري نصر حامد أبو زيد. فقد اتهم أبو زيد بالإلحاد والكفر بسبب معارضته لسلطة النص المطلقة في الدين الاسلامي، ومطالبته بالتحرر من القرآن.

-رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ.

 

وقد اجتمعت أسباب المنع أغلبها لأن تتطوق إلى الدين أو السياسة أو تخدش الحياء، فهنا أعود لأسل المراقب هل أنت سعيد بمنعك للكتب؟ هل تفعل ما فعله مونتاغ بسرقة كتب ووضعها في منزله ليقراها؟  أيها القراء لاتكفوا عن المطالبه بحقهم بالقراءة  فالمعرفة هي للجميع وليس من واجب الدولة ان تمنعها فحق كل إنسان أن يختار بنفسه الكتاب الذي يريد قراءته. إذا الحكومة تعتقد أن الكتاب ليس مناسباً أو لا يتوافق مع قيمك ومعتقداتك، فلا تشتره أنت ولكن اجعله متاحاً وحق للجميع اذا كان يريد شراءه أو لا. انتفض وحارب من أجل الصديق الوفي .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.