شعار قسم مدونات

ماذا الذي سيحدث للعالم إذا ما أصبحت عانساًُ؟!

blogs زواج

بمجرد تخطي الخامسة والعشرون يصبح الأمر كابوساً لأهل الفتاة العربية في مجتمعاتنا الشرقية خوفاً من وقوعها في براثن بئر العنوسة التي ستأكل عمرها وجمال جسدها في الندم والوحدة لفوت قطار الزواج من أمامها دون أن يقف في محطتها، الكل يا عزيزتي يملك لكِ جميع السيناريوهات المتوقعة لعذاباتك لحياتك في الوحدة والعنوسة ولكن هل يملك أحدهما إجابة على هذا السؤال الصغير والبسيط وهو ما الذي سيحدث بالعالم إذا ما أصبحت عانساً؟ هل يملكون الجرأة للإجابة عليه وعلى طموحاتك وحقوقك وأحلامك أمام مجتمعات تعقد حياة الشاب قبل الفتاة؟ ما الذي يجعل من العنوسة ذاك الكابوس المخيف والمرعب؟

بالتأكيد ليس نظرات أبي الحزينة الذي ترتسم علي وجهه كلما رأي فتاة ترتدي الأبيض بجانب عريسها وأبنته حبيبته وفلذة كبده لم يأتي وقتها بعد لتطل بذاك الفستان الأبيض وبالتأكيد أيضاً ليس شكوى أمي إلي خالتي وأخوتي ولا هروبها من سؤال جارتنا سعاد وهي تحكي لها عن عريس ابنة جارتنا الأخرى المراهقة والتي كنت أحملها بين يدي، هو ليس نظرات كل الذين يحبونني ويخشون علي من العنوسة والشيخوخة وحيدة والدعاء لي في كل مناسبة نجتمع بها وكأنني مصابة بأحد الأمراض التي يصعب شفاؤها، حتماً ليس صديقاتي المتزوجات ولا فضولهن النساء بمعرفة أخبار كل جديد من زواج وطلاق علي طاولة نميمتهم الذي يصطحبه أحساس بالرضا والنشوة كونها تملك أطفال يهونون عليها تقلبات هذه الحياة حتى وإن كان زوجها غول لا يبث سوي الحزن والنكد فهي في كل الأحوال لديها ما ليس لدي العانس.

ولكن هل يمكن أن يكون السبب هو نظرة المجتمع للمرأة عند الزوج فالسن والجمال هما أهم القواعد الذي تبني عليها الكثير من الزيجات في مجتمعنا فما الذي يجبر شاب عمل لسنوات طوال لجمع المال من أجل الحلال وتكوين أسرة من الزواج من فتاة تخطت الثلاثين فرصة إنجابها وحملها صعبة ومتعبة وجسدها ليس أمامه سوي القليل من السنوات لتغزوه التجاعيد بينما الفتيات الصغيرات والجميلات ما أكثرهن فبعض الزيجات سوق للشراء يقوم على العرض والطلب والأموال التي يملكها ذاك الشاب.

حياتك وحدها من ستتغير في هذا العالم الكبير لذلك لا تفكري في شيئاً سوي نفسك وما ترينه صواباً وابحثي دوماً عما يسعدك أنت قبل أي أحد أخر

قد تكون القصص الخيالية التي تجعل الفتاة توقف حياتها على الرجل وفارس الأحلام فتظل تنتظر ذاك الفارس القادم من هذا المسلسل أو هذا الفيلم على حافة جرف عالي هاو. إذا يجب أن يكون للكابوس سبباً أخر يشبعه ويكبره ليأكل أيامنا
وعمرنا في الخوف أكثر من المجهول والرزق الذي بين يدي الله ولا يملكه سواه.

ما الذي سيحدث في العالم إذا ما أصبحت عانساً؟

ستظل الشمس تشرق كل يوم وسيظل القمر ينير ليلنا ستظل أمريكا تحارب النووي في البلدان الأخرى بينما هي تملكه وستظل روسيا تناطح أمريكا في كل مكان وشعوب بريئة تدفع الثمن ستظل الصين تسعي لأن تصبح القوي الاقتصادية الأولي في العالم وسيظل العرب يخذلون فلسطين في كل مرة تحتاجهم هناك الكثير والكثير من الأشياء التي لن تتغير في العالم بعنوستك يا صديقتي، حتى جارتنا سعاد ستبحث لها عن فتاة أخري تشفق عليها وتصب إنسانيتها لأجلها وتظل صديقتك تبني الرضا وتجاوز الأيام في زواجها علي عانس أخري غيرك.

 

حياتك وحدها من ستتغير في هذا العالم الكبير لذلك لا تفكري في شيئاً سوي نفسك وما ترينه صواباً وابحثي دوماً عما يسعدك أنت قبل أي أحد أخر أبني لأجلك حياة بوجود رجلك يحترمك ويحبك ويبني معك عائلة رائعة يستحقها كليكما أو حتى أبنيها من دونه ولكن لا تبنيها هرباً من الخوف من العنوسة أو من نظرات شفقة أو كلمات تؤلم فكل الأشياء ستمضي وحدك من يبقي.

وأخيراً عليك قبل كل شيء مواجهة تلك الكلمة التي ابتكرها المجتمع لأجلنا لكون التأخر في الزواج عيباً في أعينهم ألا وهي كلمة عانس صدقيني تلك الكلمة لا تنقص من شأنك أو ترفعه وحدها نظرتك لها هي من تفعل ذلك، فيلقبونني بذلك فهو لن يسرق سعادتي أو تقدري لنفسي فمثلها مثل كل كلمات التنمر التي لا يمتلكها سوي ضعاف النفوس ومثيرو الشفقة والتي ليس لها أي معني سوي أننا نسمح لها بسرقة أعمارنا في الخوف والحزن الذي لا مبرر له، فالزواج كما الموت والطلاق والحوادث أقدار ورزق مهما سعينا إليه لن يأتي سوي في ميعاده المناسب الذي يقدره الله لنا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.