شعار قسم مدونات

أمينة أكويفا.. المرأة التي أرقت الجيش الروسي!

أمينة أكويفا

لا شك أن أغلبكم.. ستكون هذه أول مرة.. يسمع فيها صدى هذا الاسم.. أمينة أكويفا.. لا أحد منا سيتخيل أن هذا الاسم يمكن للبعض أن يضعه ضمن خانة العظماء هذا القرن في عقده الثاني. كيف لكم أن تسمعوا عن اسم كهذا وسط غابة من التعتيم الإعلامي التي تطال من مِن شأنهم أن يشكلوا رموزا.. وسط هالة البروباجندا التي تحيط بالعالم من أخبار كاذبة وتشويه متعمد ونشر للتفاهات ورفع من قيمة أشخاص في الأصل لا قيمة لهم من أجل نشر ثقافة اللاوعي وتأسيس مجتمعات ذات ضمير جمعي مخرب تحكمه العادات وتقاليد تصب في صالح من يتقيدون أمور العالم. حتى تصبح حياة مغني أكثر تتبعا ممن يحفرون في جسد ظلم ليخرجوا لهذا العالم بصيصا من أمل.

ولعل المسلمون هم أكثر من واجه هكذا وضع.. فمن غيرهم من شعوب العالم يتعرض لشتى أنواع الهجمات.. فمن إقليم شينجيانغ بالصين مرورا ببورما وكشمير وأفغانستان وصولا إلى جبال القوقاز والبوسنة وألبانيا ووصولا إلى العالم العربي المنكوب وربوع إفريقيا.

 

أمينة أكويفا.. مسلمة أوكرانية تبلغ من العمر 32 عاما، ولدت في مدينة أوديسا لأسرة شيشانية.. انضمت إلى الجيش الأوكراني رفقة عدد كبير من الشيشانيين من بينهم زوجها لمحاربة الجيش الروسي.. في شرق أوكرانيا. ضمن ما يطلق عليه كتيبة "جوهر دودايف"، ومؤسسها هو الجنرال عيسى مونايف، الذى شارك في حرب الشيشان الأولى والثانية، وقتل يوم 1 فبراير هذا العام خلال هجوم عليه، وتم ترسيخ فكرة عمل الكتيبة، وقامت السلطات الأوكرانية بدعم الفكرة ووافقت على وصول عيسى ومقاتليه إلى أوكرانيا.

 

التحقت أمينة بعدد كبير من المناضلين والمقاومين الذين طالتهم أيادي الاغتيال والاعتقال والقتل من الغرب والشرق، رافضة الخنوع والخضوع والذل الذي لحق بعدد كبير من الشعوب عبر العالم

تعرضت أمينة لعدة عمليات اغتيال رفقة زوجها آدم عثمان أو أوسماييف كما يصطلح عليه إعلاميا.. كانت أولها.. حيث ادعى المهاجم بأنه مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية وأطلق النار عليها وزوجها، ونجت أمينة من محاولة الاغتيال وتمكنت من قتل المهاجم، فيما أصيب عثمايف وقضى أكثر من شهر في المستشفى.. تعتبر أمينة من أمهر القناصة وأكثر وجه أوجع الجيش الروسي والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وخصوصا بمنطقة دونباس حيث كان تتمركز الوحدات الشيشانية الموالية لأوكرانيا.. قبل أن تتمكن الاستخبارات الروسية بعملية محكمة يوم 30/10/2017 من النجاح في اغتيال أمينة وإصابة زوجها بإصابات بليغة حيث تعرضت السيارة التي كانت تقل آكويفا مع زوجها آدم عثماييف أو أوصماييف لإطلاق النار من كمين بالقرب من بلدة هليفاخا بمحافظة العاصمة الأوكرانية كييف.

ووفقا لما نقلت وسائل إعلام محلية عن أوسماييف فإن زوجته لفظت أنفساها في مكان الحادث، وأضاف حول عملية إطلاق النار قائلا: "تطاير كل شيء حولي، وطارت لوحة القيادة بالكامل.. أصابت إحدى الرصاصات محرك السيارة التي توقفت بعد ذلك. حاولت تقديم المساعدة الطبية الأولى لزوجتي أمينة، لكن الإصابة كانت في رأسها". ويرى عثمايف أن ما حدث هو محاولة لقتله مع زوجته، مشيرا إلى أنه يرى خلف ذلك يد جماعة إرهابية معينة، كما لم يستبعد وقوف أجهزة الأمن الروسي ورائها.. ويبدو جليا أن روسيا ذات الباع الطويل في الاغتيالات ما كانت لتجلس مكتوفة الأيدي أمام مثل هكذا رمز يدق مضاجعها في الشرق الأوكراني.

 

وتقول أكويفا في حوار سابق مع أوكرانيا برس: "مشاركتي واجب ديني ووطني، فروسيا اعتدت على دولتنا الآمنة أوكرانيا، واعتدت قبلها على دول القوقاز جميعا، ولهذا سأبقى في مكاني، وسأقوم بدوري كما كانت الصحابيات يقمن بدور دعم الجيش. سأقاتل وأعالج الجرحى ما استطعت". لتلحق بعدد كبير من المناضلين والمقاومين الذين طالتهم أيادي الاغتيال والاعتقال والقتل من الغرب والشرق كعثمان باتور وعز الدين القسام، وكثيرون هم ممن وقفوا في وجه الظلم والاحتلال.. رافضين الخنوع والخضوع والذل الذي لحق بعدد كبير من الشعوب عبر العالم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.