شعار قسم مدونات

الذكاء الاصطناعي.. هل يصنع الإنسان الأدوات التي تتحكم فيه؟

مدونات - روبوت إنسان آالي

في عالم التحولات المهنية يؤدي التوجيه المهني دورا رئيسا في التعريف بالتخصصات الدراسية المستقبلية وبالرغم من شح المعلومات في المصادر العربية فإن من التخصصات الحديثة المطروحة تخصص الذكاء الاصطناعي، وما بين مصدق لأهمية الدور الذي سيحتله الذكاء الاصطناعي وبين متشكك فيه، لا بد من توضيح بعض المهام والأدوار التي يستطيع الروبوت القيام بها بحسب ما نشر في جريدة صدى الوطن العربية الأمريكية، ومجلة الإعمار والاقتصاد اللبنانية في أعداد متفرقة منهما، ومن المعلومات المتضمنة فيها في هذا المجال:

* بطة روبوتية اجتماعية تساعد الأطفال المصابين بالسرطان، ومن المرجح أن تصبح لاعبا أساسيا في عالم الأطفال الذين يعانون من السرطان بحيث تساعدهم على التعامل بشكل خلاق مع مرضهم من خلال قوة اللعب؛ فيمكن للبطة الروبوت إطلاق أصوات الغابات المطيرة والإيقاعات المساعدة على تهدئة الحالة كما تحاكي عمليات الاسترخاء وتحتوي على أنبوب قابل للحقن والعلاج الكيماوي.

* روبوتات يمكنها التنبؤ بالمستقبل قادرة على أداء المهام المعقدة كتخطي العقبات ودفع الأشياء الموضوعة على الطاولة، ثم اختبار الاقتراحات التي من شأنها نقل كائن محدد إلى الموقع المطلوب.

* روبوت صالح للأكل ومصمم من المطاط القابل للهضم قادر على الزحف إلى الأمعاء ونقل الدواء والغذاء إلى داخل جسد الإنسان، ويستخدم هذا الروبوت التفاعلات الكيميائية كوقود للعمل داخل الجسم.

قد يبدو خيالا علميا وجود نحل آلي لمراقبة النحل الطبيعي قادر على التقمص وخداع النحل لكنه حقيقة واقعة وهو نتاج بحثي أوروبي لعدة سنوات لمعرفة طرائق التواصل بين الحيوانات

* روبوت مرن على شكل ثعبان ينزلق عبر الفم إلى أسفل الحلق وإلى مناطق مختلفة في الجسم لإجراء عمليات جراحية، مما يجنب الأطباء عناء العمليات الجراحية من خلال قدرة الروبوت على الانزلاق إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها وتحديد مناطق العمليات الجراحية والعقبات.

* روبوت صغير صديق للمسنين لا يتعدى طوله 20 سنتميترا ويستطيع التعرف على ملامح الوجوه البشرية، كما يزود بكاميرات في واجهته، تساعده في قراءة عواطف الإنسان ومحاولة جعله سعيدا، وقد برمج في طوكيو ليتحدث 17 لغة مختلفة، ويستطيع أن يكون صديقا للمسنين ورعايتهم وطلب المساعدة في حال الطوارئ.

* روبوت أطلق عليه أثينا يحجز تذكرة ويسافر على متن طائرة في لوس أنجلوس ويرتدي حذاء رياضيا، شوهد هذا الروبوت أثناء سفره إلى ألمانيا ليصبح أول إنسان آلي يسافر بتذكرة مدفوعة على طائرة، مما يمكن الروبوت مستقبلا من القيام بمهمات خطيرة جدا على الإنسان مثل أعمال تطهير عقب كارثة وفتح الأبواب.

* قد يبدو خيالا علميا وجود نحل آلي لمراقبة النحل الطبيعي قادر على التقمص وخداع النحل لكنه حقيقة واقعة وهو نتاج بحثي أوروبي لعدة سنوات لمعرفة طرائق التواصل بين الحيوانات ومن المؤمل أن يستخدم في تنظيم الزراعة وتطوير الثروة الحيوانية، ومن المدهش تخصيص روبوت لترتيب غرف الأطفال تعمل على تطويره الآن شركة يابانية.

* الروبوتات المقاتلة ومنها الدرونز: هي عبارة عن طائرات من دون طيار ستؤدي هذه الروبوتات إلى تغير الطريقة التي ستحارب بها الدول برا وبحرا وجوا، وتغير الاستراتيجيات العسكرية لحماية المجتمعات، وقد ساعدت الطباعة الثلاثية الأبعاد على إنتاجها بأعداد هائلة، وبإمكان مصنع صغير يضم ما لا يزيد على مئة طابعة ثلاثية الأبعاد أن يطبع عشرة آلاف درونز يوميا، مما يثير التساؤل حول كيفية حماية الدول لمجتمعاتها من مخاطر الدرونز. لذلك على الجيوش إجراء التجارب والمحاكاة لفهم تأثيرها على الحروب الحديثة. 

في ظل انتشار ثقافة النجاحات السریعة على الشباب إعادة تشكيل القناعات والبدء بمواجهة مخاوفه الكامنة والتغلب على الجهل المعرفي التخصصي والتسلح بالمهارات اللازمة والبحث والتطوير
في ظل انتشار ثقافة النجاحات السریعة على الشباب إعادة تشكيل القناعات والبدء بمواجهة مخاوفه الكامنة والتغلب على الجهل المعرفي التخصصي والتسلح بالمهارات اللازمة والبحث والتطوير
 

في هذه اللحظة هناك عمال في ميشيغن- أميركيا يقومون بطلاء المركبات وتجميعها وتعبئة المنتجات وتغليفها هم لا يحتاجون لأخذ فترات للراحة أو إجازات مرضية أو لتناول الطعام، إن ميشيغن فيها 128 ألف روبوت صناعي أي ما يوازي 12 بالمئة من الروبوتات في عموم الولايات المتحدة. إلى الآن لا تتجاوز نسبة إشغال الروبوتات للوظائف 10 بالمئة لكن من المتوقع أن تتضاعف تلك النسبة خلال السنوات القادمة لتغطي عدد كبير من الوظائف في المصانع والفنادق والمطاعم، لما يتميز به الروبوت من قدرات وكفاءة وتكلفة قليلة، وهناك توقعات بأن توكل وظيفة من أصل ثلاث وظائف إلى برامج وآلات ذكية خلال العشر سنوات القادمة وقد تبنت شركة يابانية افتتاح فندق غالبية العاملين فيه من الآليين.

مع كل هذا التقدم العلمي النظري والتطبيقي في الدول المتقدمة لا زلنا نسير ببطء شديد واستعداد ضعيف، والسؤال: ماذا أعددنا كمنظومة تعليمية واجتماعية لمواكبة هذه التغيرات التقنية المتسارعة؟! هي لم تعد خيالا علميا كما يتصوره البعض، بل واقعا قريبا لا بد من الاستعداد له نفسيا واجتماعيا ومهاريا وتقنيا.

وفي ظل انتشار ثقافة النجاحات السریعة على الشباب إعادة تشكيل القناعات والبدء بمواجهة مخاوفه الكامنة والتغلب على الجهل المعرفي التخصصي والتسلح بالمهارات اللازمة والبحث والتطوير والتركيز على الجانب التطبيقي، ومتابعة المعلومات المهنية الحديثة والتوصيات، وكذلك التقليل من الشكوى والتسويف والتشاؤم، فهذا العصر يحتاج إلى المهارات والابتكار ولا مكان فيه للمتكاسلين أو النمطيين في القمة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.