شعار قسم مدونات

لا تبِع هاتفك.. هذه أهم النصائح لحماية نفسك من المخاطر التقنية!

blogs موبيل، هاتف

لا شك في أن ظهور الهواتف الذكية أحدث ثورة تكنولوجية كبيرة في مجال التواصل والاتصال حيث أصبح التواصل بين الأشخاص سهلاً وسلساً جداً، فقد أصبح بالإمكان الاتصال والتواصل من أي مكان في الكرة الأرضية وفي أي وقت بشكل سريع وبسيط. فيما مضى كانت الهواتف النقالة كبير الحجم، ثقيلة الوزن، غالية الثمن، ذات ذاكرة صغيرة جداً وبطارية كبيرة الحجم قصيرة العمر، وكان استخدام الهواتف النقالة يقتصر على فئة محدودة جداً من الناس، بسبب سعره المرتفع، إلا أنه كان قادر على إجراء مكالمات هاتفية بدون الحاجة إلى أسلاك كما كان مألوفاً في تلك الفترة من الزمن. مع التطور التكنولوجي الهائل والكبير في شتى المجلات أصبح حجم الهاتف النقال يصغر شيئاً فشيئاً، فشكلة أصبح أفضل من ذي قبل علاوةُ على أنه أصبح يستخدم بطارية ذات عمر أطول عما قبل وأصغر قليلاً من السابق وكانت مهمة الهاتف النقال في ذلك الوقت إرسال واستقبال المكالمات فقط وذلك عن طريق الموجات الراديوية.

في الوقت الحالي ومع وجود الهواتف اللوحية الذكية، أصبحت الهواتف النقالة صغيرة الحجم، رخيصة الثمن، خفيفة الوزن، جميلة وأنيقة الشكل، ذات ذاكرة كبيرة وشاشة ملونة واسعة، ونتيجة لكل ما سبق أصبح الهاتف النقال متاح للجميع وندر ما تجد شخص في هذه الأيام لا يحمل هاتفاً نقالاً لدرجة أنه لا يمكن التخلي عنه والسبب في ذلك يعود إلى أنه أصبح يُصَرِف أغلب الأعمال اليومية للأشخاص، ولم يعد الهاتف النقال مجرد هاتف لإرسال واستقبال المكالمات الهاتفية فقط بل أصبح جهازاً متعدد الاستخدام فهو اّله حاسبة، جهاز راديو، كاميرا، مسجل، ساعة منبه، مشغل فيديو وموسيقى، جهاز تحديد المواقع الجغرافية، كما أنه أصبح ومن خلال الهاتف النقال تصفح الانترنت والدخول إلى البريد الالكتروني وإرسال الرسائل القصير والرسائل المتعددة الوسائط ويمكن أيضا من خلاله تشغيل ألعاب الفيديو ودفع الفواتير بالإضافة إلى التسوق التسويق بكل سهولة ويسر.

الهواتف الذكية أصبحت هدفاً من قبل المخربين لإختراقها والوصول غير المخول به للملفات والتطبيقات وتهديد أمنها وحمايتها، عدا أنه وبسبب صغر حجم الهاتف النقال فإنه عرضةُ للسرقةِ أو الضياع

وعلى مستوى العناية الصحية للفرد أصبح بإمكاننا عن طريق الهاتف النقال ومن خلال بعض التطبيقات إجراء بعض الفحوص الطبية البسيطة مثل مراقبة ضغط الدم، قياس ارتفاع مستوى السكر في الدم، قياس درجة حرارة الجسم، قياس معدل نبضات، القلب، فحص بعض أمراض العيون والسمع. أما في مجال المال والأعمال أصبح بالإمكان استخدام الهاتف النقال لتقديم الخدمات المصرفية التي تتماشى بدقة مع حاجات الأشخاص وعمليات البيع والشراء.

وعلى صعيد التواصل الاجتماعي فقد أصبح الهاتف النقال الذكي من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي وسيلة أساسية لا غنى عنها للتواصل بين الأفراد وبأقل التكاليف حيث أصبح بالإمكان إرسال الرسائل النصية والصوتية وإرسال الصور بين الأفراد بشكل سريع وسهل كما أنه أصبح اجراء مكالمات الفيديو وكل هذا بكلفة قليلة وبدون أية تعقيد. نستطيع القول أن الهواتف الذكية اليوم أصبحت أكثر من مجرد هواتف عادية فقد أصبحت جزءً مهماً من حياة الإنسان لا يمكن الاستغناء عنه.

مقابل كل هذه الميزات والفوائد التي توفرها الهواتف النقالة هناك تحديات فرضت نفسها بقوة على مستخدمي الهواتف النقالة تتمثل في تأثيرها على صحة الإنسان حسب ما أثبتت الدراسات العلمية وذلك كونها تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية التي تؤثر سلباً على الجسم البشري. وأيضاً وهو المهم وربما الأهم هو أن الهواتف الذكية أصبحت هدفاً من قبل المخربين لإختراقها والوصول غير المخول به للملفات والتطبيقات وتهديد أمنها وحمايتها، عدا أنه وبسبب صغر حجم الهاتف النقال فإنه عرضةُ للسرقةِ أو الضياع أو التلف وبهذا نكون فقدنا كل ما نملك من معلومات مهمة وملفات تتسم بالخصوصية، ومن هنا وجب علينا أن نفكر جدياً في حماية الهواتف النقالة من الأخطار والتحديات التي تواجهها.

فالهاتف الذكي في وقتنا الحاضر يعد مستودعاً ضخماً للبيانات والمعلومات التي تتسم بعضها بالخصوصية كملفات الفيديو والصور الشخصية وبعضها الآخر يكون ذا طابع حساس ومهم كالحسابات البنكية وأرقام البطاقات الائتمانية بالإضافة إلى وجود تطبيقات البنوك الإلكترونية لذلك ونظراً لقابلية هذه الهواتف للضياع أو السرقة بسبب حجمها الصغير وبسبب قابليتها أيضاً للاختراق بسبب وجود أشخاص مخربين يسعون بشكلٍ مستمر ودائم في تطوير مهاراتهم في اختراق الأجهزة الذكية وسرقة بيناتها ذات الطابع المهم والخاص فإنه وجب لفت نظر المستخدمين إلى توخي الحيطة والحذر من خلال استخدام أقصى درجات الأمان والحماية على هواتفهم الذكية حتى لا يتم الاستيلاء على بياناتهم الشخصية وحساباتهم البنكية بكل سهولة من قبل المخربين.

تذكر قبل أن تفكر في طرق حماية ووقاية هاتفك من الاختراق أنه مهما حدث لا تفكر ببيع هاتفك الذكي لأي كان، لأنه يمكن استعادة جميع ملفاتك من صور وفيديو وغيرها بكل بساطة وهكذا تكون قد سلمت نفسك لغير. ثم أنه يجب عليك وضع أرقام سرية طويلة معقدة وتذكر أن لا تكون ارقامك السرية مرتبطة بأرقامك الشخصية كرقم سيارتك أو تاريخ ميلادك أو رقمك الوطني وغيرها، بالإضافة إلى استخدام بصمات الأصابع أو تمييز نمط الوجوه حتى يكون الهاتف سداً منيعاً في وجه أي عابث ومخرب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.