مر أكثر من أسبوعين ولم تكشف تفاصيل الحقيقة كاملة بعد المؤكد أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد قتل وقد تم تعذيبه حتى وإن لم تظهر جثته بعد إلا أن تصريح ترامب بشأن أخبار الملك سلمان له بأنهم قتلة مارقين دليل واضح وصريح منه علي الجريمة البشعة التي حدثت للصحفي في سفارة بلاده، المشكلة الآن التي تواجهها السعودية هو الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر والأهم من هذا كله هو إبعاد أصابع الاتهام والإدانة الموجه لولي العهد محمد بن سلمان بتدبير وتنفيذ الجريمة تحت أوامر منه وعلي يد عدد من القتلة من الحرس الشخصي الملكي من قبل العالم وخصوصاً الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي حتى وإن لم يعلنوها صراحة فإن جرائدهم وقنواتهم وإعلامهم يعلنها كل يوم، ويتساءل عما سيفعله الملك في خطواته القادمة وهل سيتخلى عن ولي العهد وأبدله بأخر ومن سيكون هذا المحظوظ الذي سيتغير قدره في لحظة بعد أن كان الكل يؤمن بأن لا أحد سيستطيع إزاحة ولي العهد الحالي صاحب النفوذ التي تفوق والده شخصياً؟

كل المتغيرات وكل ردود الفعل العالمية ستجبر السعودية علي تغيير ولي العهد في لحظة من اللحظات حتى تستطيع إعادة العلاقات مع تلك الدول التي تكترث لحقوق الإنسان وتدافع عنها حتى ولو استطاعت السعودية أثبات بأن ولي العهد لم يكن له أي معرفة أو سلطة فيما حدث ، ولكن تغيير ولي العهد حالياً يثبت تورط ولي العهد بالأمر ومعرفته به كما هو منتشر في الإعلام العالمي ويثبت تلك الجريمة البشعة عليه لذا السعودية مجبرة علي تأجيل الأمر لفترة من الوقت وفي نفس الوقت مجبرة علي فعله حتى تحسن صورتها أمام العالم الحر وهذه هي المعضلة التي تواجهها والتي تحاول حالياً الخروج منها واجتماع هيئة البيعة لاختيار ولي ولي العهد تثبت ذلك الأمر بشدة.

من يتبع مسيرة الأمير محمد بن سلمان سيجد إلي أي درجة هي درجة القرب والتفاهم بين الملك وولي عهده منذ العام 2007 عندما عين مستشاراً لوالده حين كان أميراً لمنطقة الرياض وقد ظل ملازماً لوالده ومستشاراً له في كل منصب جديد كان يتولاه حتى حينما تولي والده ولاية العهد ، لذا من الصعب عن الملك سلمان أبعاد ولي عهده عنه ولكنه ضروري كما قولنا سابقاً ولكن حتى إن تم إبعاده كل الإشارات ترجح بأنه سيظل دائماً مستشاراً لوالده وفي الصف الأول بجانبه.

تزوج الملك سلمان خمس مرات وأنجب من ثلاث منهن فقط توفيت زوجته الأولي الأميرة سلطانة بنت تركي بعد أن أنجبت له خمس من الأولاد توفي اثنين منهم وفتاة هي الأميرة حصة أستاذة محاضرة بجامعة الملك سعود أما زوجته الثانية التي أنجبت منه فهي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حِثلين العجمي وعلي ما تزال علي زوجته وقد أنجبت له ستة من الأبناء الذكور والذي أكبرهم ولي العهد محمد بن سلمان بجانب الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية لدي واشنطن وهو المرشح الأقوى لوالية العهد بعد الأمير محمد نظراً لقربه من أبيه وأخيه وأيضاً لمسيرته المهنية المميزة فقد تخرج من كلية الملك فيصل الجوية للطيران ثم أكمل دراسته في هارفارد لينال شهادة كبار التنفيذيين في الأمن الوطني والدولي ودرس أيضاً الحرب الإلكترونية المتقدمة في باريس ، وقد بدأ مسيرته المهنية في الطيران في قاعدة كولومبوس الجوية في ميسيسبي وأخر جولاته المهنية هي تعيينه السفير العاشر للسعودية لدي الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن عين مستشارا في السفارة لذا هو أكثر المقربين لترامب وصهره بعد ولي العهد الحالي، والذي يؤكد الأمر وتجهيز السعودية له هو عودته إلي بلاده بعد حادثة اختفاء خاشقجي بأيام ولم يعد إلي الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن مما جعل البعض يؤكد عدم عودته إلا في منصب ولي العهد الجديد.

أما بخصوص تلك التكهنات عن عودة الأمير محمد بن نايف فهو أمر بعيد جداً وصعب حدوثه نظرا للجهود التي بذلها الملك وولي عهده الحالي لإبعاد الأمير عن الحكم دون حدوث خلافات وانقسامات بالعائلة، فوجود ولي عهد جديد خارج أبناء سلمان سيجعله يواجهه الكثير من الصعاب والمشاكل التي هو في غني عنها لذا فالأمير خالد هو الحصان الرابح لدي السعودية والملك سلمان ولدي الولايات المتحدة وترامب لأنها الحل الوسط الذي يرضي جميع الأطراف ويمحي الحرج عن الملك وعن ترامب.