شعار قسم مدونات

عُري المرأة.. هل يعيق الحجاب الحرية؟!

blogs النساء

قبل عدة أعوام، شهدت ساحة متحف اللوڤر في العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة من نوع فريد، فيما يسمى (اليوم العالمي للمرأة)، حيث قامت نساء عربيات وإيرانيات بالتظاهر عاريات مطالبات بالحرية والمساواة والعلمانية، منهم نساء ذوات السوابق في تاريخ التعري. أسئلة كثير طُرحت حول تلك الممارسات، وأهمها ما مدى فاعليتها في سبيل الحصول على الحرية والمساواة؟ وهل التعري يحقق المطالب على اختلاف أنواعها! ألم يأمر الله عزّ وجل المرأة بالستر والتعفف؟ ألم يأمرها بالاحتجاب عن الرجال؟ ألم يأمرها بعدم إظهار زينتها إلا لزوجها؟ قال تعالى في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"

وقال أيضاً "وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" فضّل الله عزّ وجل المرأة و كرّمها في القرآن الكريم و أوصانا بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال "استوصوا بالنساء خيراً". إنّ الله تعالى جلّ جلاله حكمه واضح، ولا يُغير حكمه مهما كان، فشرعه ثابت ولا يُغير في شريعته شيء حتى مع اختلاف الزمان والمكان. لجأ بعض الأشخاص لتحريف التفاسير الخاصة بموضوع ستر المرأة وعفافها، حيث قالوا بأن ذلك لم ينهى عنه الله تعالى، ونادوا بحرية المرأة والظهور والخروج أمام العامة كما تشاء.

واعلمي بأنك ستكونين بأعلى درجات التحضر والتقدم بعفافكِ واحترامكِ ولا تنسي قول الله عزّ وجل "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ"

هؤلاء المُفسرون يهددون الأمن الأخلاقي للمجتمعات الإسلامية والمجتمعات المحافظة عندما يُنادوا بهذه الحرية المزيفة التي حتماً تكون نتائجها وخيمة إن ترسّخ هذا المفهوم في عقول النساء والأجيال القادمة. إنهم خطر على مستقبل الإسلام والمسلمين فقد يخرجوا علينا بالمستقبل بتحليل ما حرم الله به من أمور أخرى لم تكن بالحسبان، كما خرج علينا أحد الشيوخ وقال بأن الخمر لم يحرمه الله البتّة. يُعتبر القرآن الكريم قانون ودستور للمسلمين، منذ 1400 عام، لم يأتِ القرآن بشيء غريب وعجيب، فكلام الله عزّ وجل واضح ومفهوم ومعلوم، لا نبدل الحرام بالحلال ولا نُفسر على أهواؤنا.

إن الحجاب علامة على عفة للمرأة وطهارة لقلبها وفيه حفظ لحيائها، فلا حياء بدونه وحصانة ضد الزنا والإباحية ويمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط وحفظ لغيرة الزوج والأهل .إذاً لم تحتجب المرأة فقد قل حياؤها وغاض ماء وجهها وسقطت من أعين الناس بسبب جهلها وضعف إيمانها. أختي المسلمة إن الحجاب قد أمر الله به في القرآن الكريم، إن دعاة الفساد والضلال يحاولون دائماً تشويهه، ويزعمون أنه سبب للتخلف وعدم الرقي وأنه يكبت حرية المرأة، ويشجعون المرأة على التبرج والسُفور وعدم التقيد بالحجاب بدعوى أن ذلك دليل التحضر والتقدم، فاحذري أختي المسلمة أن تنخدعي بهذا الكلام وتمسكي بحجابك وافتخري به أمام دعاة الباطل.

واعلمي بأنك ستكونين بأعلى درجات التحضر والتقدم بعفافكِ واحترامكِ ولا تنسي قول الله عزّ وجل "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ" لذا عليك أن تتقي الله في نفسك و تلتزمين بحجابك التزاماً كاملاً. فيا أيها الرجال إن أعراضكم كأرواحكم وقد فرّطتم بها كثيراً، فأهملتم الرعاية، وضيّعتم الأمانة، وركبتم الخطر، وإن تهلكون إلا أنفسكم وما تشعرون أفلا تعقلون وتتوبون إلى ربكم وتحفظون نسائكم. حرية المرأة بعفتها وحجابها وليس بتعرّيها كما نادى البعض من الجُهّال، اقتدي بزوجات الرسول والصحابيات رضوان الله عليهم.  حفظ الله نسائنا ونسائكم نفع الله بنا للإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آلة وصحبه أجمعين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.