شعار قسم مدونات

لغز جمال خاشقجي.. هل نحن بصدد لوكيربي أخرى؟

blogs جمال خاشقجي

"الأحد 15 اكتوبر" استيقظ المتابعين للشأن السعودي على خبر خسائر كبيرة للبورصة السعودية بعدها بساعات ذكرت وكالة واس في خبر عاجل عن مصدر سعودي مسؤول:
* المملكة تؤكد رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها.
* المملكة تؤكد رفضها التام التلويح بفرض عقوبات اقتصادية.
* المملكة تؤكد أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر.
أهي بوادر لحصار اقتصادي قادم!

واضح أن المسؤولين السعوديين استشعروا بوادر حصار اقتصادي يلوح في الأفق ومما يؤكد على ذلك:
1- ما تم الإعلان عنه مؤخراً من انسحاب خبراء في مجال الاستثمار وشركات تجارية عملاقة من مؤتمر "مستقبل الاستثمار" الذي كان مقرر إقامته في الرياض خلال أكتوبر الجاري، على خلفية الاتهام الموجه لمسؤولين سعوديين أنهم وراء "مقتل" الإعلامي السعودي جمال خاشقجي.
2- خروج تسريبات من لندن تقول أن وزارة الخزانة تُعد كشوف بأسماء، شخصيات سعودية متورطة في الجريمة.
3- الضغوط التي يمارسها الكونجرس الأمريكي على السيد ترامب لاتخاذ موقف أكثر تشدداً في حالة ثبوت تورط مسؤولين سعوديين.
4- ما ستتخذه لندن وواشنطن من إجراءات سيتبعها الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.

نيران صديقة غير مباشرة
بناءً على الدفاع السعودي الباهت الخجول الذي يأتي فقط من مسؤولين صغار أو على وسائل التواصل الاجتماعي، تزداد مساحة الغمامة السوداء، مما يُزيد الشك في ضلوع مسؤولين كبار في هذه الجريمة البشعة

منذ الكشف عن حادثة "مقتل" الكاتب جمال خاشقجي وللأسف المملكة في حالة دفاع ضعيف مهترئ مبعثر وغير مقنع "وأكبر دليل على ذلك لا ما تبثه وكالات الأنباء من تسريبات عن احتمالية تورطها وإنما لعدم تقديمها الأدلة الثبوتية لخروج السيد جمال خاشقجي كما أنها لم تتعاون بالشكل الكامل مع سلطات التحقيق التركية التي طالبتهم بتفتيش منزل السيد القنصل في اسطنبول، وبالتالي موقفها الضعيف هذا جعل حتى أصدقائها في الخليج ومصر يقفوا على مسافة بعيدة منها لغرض في أنفسهم، فهذه الدول كان من المنتظر أن تصطف في خندق واحد مع حليفتهم كما جرت طبيعة العلاقات الاستراتيجية بينهما، فتحالف عاصفة الحزم وحصار قطر ليس منا ببعيد، ولكن سكوتهم المُطبق، يُطبق بشكل غير مباشر على أنفاس المملكة سكوت يعد بمثالة نيران صديقة، يزيد الريبة و الشكوك، فإلى الأن لم يخرج مسؤول واحد يدافع عن براءة المملكة وكأن لسان حالهم لا حجة لدينها لندافع بها.

خير وسيلة للدفاع الهجوم

السيد عادل الجبير أهو غائب أم مغيب؟ سؤال منطقي يطرحه الكثيرين، منذ الكشف عن هذه الأزمة المُهلكة، ولم يظهر على الساحة الإعلامية على الرغم من أن هذه الحادثة وقعت في قنصلية بلده ومن ثم تتبع مسؤولية وزارته بشكل مباشر وأولى الناس بالدفاع والحديث عن موقف بلاده هو، ولكن..؟ إذا كانت المملكة بريئة من دم السيد خاشقجي، كان على السيد الجبير أن يخرج في مؤتمر صحفي عالمي يفند بالبراهين الدامغة كذب هذه الادعاءات "الباطلة" كما يزعم مسؤولي المملكة ووسائل إعلامها، وحينها يقطع كل الألسنة المتربصة. ولكن بناءً على الدفاع الباهت الخجول الذي يأتي فقط من مسؤولين صغار أو على وسائل التواصل الاجتماعي، تزداد مساحة الغمامة السوداء، مما يُزيد الشك في ضلوع مسؤولين كبار في هذه الجريمة البشعة، فيعطي جرعة وقود للقوى الغربية "المتربصة" المبرر لمزيد من الضغوط والابتزاز السياسي للوصول إلى حصار اقتصادي للحصول على أكبر قدر من الكعكة البترودولارية، ومعها لا يمكن التنبأ بما سيترتب على ذلك سياسياً.

لوكربي أخرى!

تماشياً مع هذا السيناريو "المشؤم" هل أصبحنا بصدد رواية "عبثية" مشابه لما جرى من حصار على ليبيا بسبب دورها بحادثة لوكيربي في 21 من ديسمبر 1988 والتي أودت بحياة 259 شخصاً هم جميع من كان على متن الطائرة و11 شخصا من سكان القرية "لوكربي" التي وقعت فيها الطائرة. بعد تحقيقات ليست معلنة، وبعد تكهنات من وسائل الإعلام بتدوير المسؤولية بين دول مختلفة، يجمع بينها رابط العداء لأميركا، خرجت نتائج التحقيقات بإدانة مسؤولين مخابرات ليبيين، في الوقت الذي لم تقدم السلطات الليبية ما يفند روايتها ويثبت براءتها، في بداية المشكلة، رفض "معمر القذافي" طلب محكمة العدل الدولية بتسليم المتهمين، فحُاصر الغرب ليبيا لسنوات كلفها وشعبها الكثير من الخسائر، وبعد أكثر من عشر سنوات عاد القذافي واستسلم وسلم المتهمين، ليس هذا فحسب بل، ودفع تعويضات عشرة مليار دولار لأهالي الضحايا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.