شعار قسم مدونات

اشتم، ثم اشتم، ثم اشتم.. حتى يعرفك الناس!

blogs لابتوب

بعد الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي على مدى السنوات الماضية وكثرة المشهورين عبر العديد من هذه المنصات مثل فيسبوك وانستغرام وسناب شات إلا أن السياسيين منهم يفضلون موقع التدوين المصغر تويتر، كان غالبيتهم لا يتصور في يوم من الأيام أن يتم قذفه أو التشهير به أو التعرض لشرفه وعرضه عبر هذه المنصة.

بالمتابعة لكبار المغردين وأكثرهم شهرة نجد كثرة السب والشتم بألفاظ خارجة عن المألوف وعن الشهامة والمبادئ العربية الأصيلة ولكنها مع الأسف تنبع من العرب، وغالبيتهم من الجاهلين بالقضايا التي يسبون ويقذفون من أجلها فمثلاً تجد الكثيرين ينهالون على الإعلامي القدير جمال ريان بالسب والشتم بأفظع الشتائم بمجرد تغريده بأي تغريدة حتى لو لم تكن تمس سياسة أو حكومة وبالمثل ينهالون على الإعلامي القدير عبدالله العذبة ويشككون بنسبه وحسبه ويشتمونه كما غيره بسبب قضية حصار قطر ولن أتطرق لموضوع الحصار ولكن سأضع مقارنة بسيطة فلو لاحظنا مثلاً حساب فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس وهو كويتي ولا يتطرق للسياسة ونجد عليه هجوم بتعليقات ليس لها أي مبرر بسبب فتاوى يوجهها لمن يريد متابعته والاستفادة من علمه ولم يجبر أحد على متابعته هو أو غيره كي ينهال عليه بالسب والشتم.

كنت بالبداية أظن أن صغار المغردين المهاجمين لبعض الشخصيات أذكياء وكنت أظن أنهم يهاجمونهم لكسب أعداد من المتابعين عن طريق مفاتيح البحث بما يعرف بـ (seo) كما ينتشر مثلا فضيحة الممثلة الفلانية لتجد آلاف من الأشخاص بل ملايين يدخلون للتدوينه ثم يتفاجئون أن الموقع ينقلهم لمقال عن التغذية وتم خداعهم من سذاجتهم و كسب عدد لا يستهان به من الزوار للصفحة، لكن رأيت أن هؤلاء المهاجمين من تفاهتهم وقلة علمهم وجهلهم بما يهاجمون لأجله لا يستفيدون حتى من متابعين بل أن أصبح المتابع العربي الواعي والمثقف يقوم بحظر قليلي الأدب والمروءة حتى لا يرى تعليقاتهم.

جميع المهاجمين بهذه الألفاظ لو كان أمامهم الشخص الذي يقذفونه لن يتجرأ أحدهم بحتي انتقاد أدبي لأنهم من فئة جبانة تختبئ خلف شاشات بأسماء وهمية كي لا يعرف أحد من هم

مع ظهور هذه الظاهرة للمغردين الخارجين عن القانون والأعراف والعادات والتقاليد أصبحت هناك حسابات لأشخاص محسوبين على حكومات يفتقرون لأقل صفات الرجال الأحرار ويتمادون على أعراض ويقذفون محصنات بأقذر الألفاظ ولا أريد ذكر مثال لهؤلاء لأنكم جميعاً تعرفونهم وتعرفون من يتبعون، ما يثير الاشمئزاز بهؤلاء أنهم محسوبين على العرب بغض النظر عن تعاليم الدين الإسلامي لأن هناك من إخواننا الذين يعتنقون ديانات أخرى لا يرضون بما لا يرضى به الإسلام ولهذا أنتقدهم على أنهم عرب والعرب معروفون بالنخوة والشهامة والأخلاق مع اختلاف أديانهم ومعتقداتهم، والاحتماء وراء شاشات هواتفهم الذكية أيضاً ليست من الشجاعة.

 

فأنا أقسم أن جميع المهاجمين بهذه الألفاظ لو كان أمامهم الشخص الذي يقذفونه لن يتجرأ أحدهم بحتي انتقاد أدبي لأنهم من فئة جبانة تختبئ خلف شاشات بأسماء وهمية كي لا يعرف أحد من هم خوفاً من أي شخص يعرفه كي لا يلقى انتقاد لأنه يعرف أن ما يقوم به خطأ والخوف الأكبر كي لا يعرفه عدوه عبر الإنترنت ويقوم بالشكوى عليه.

لو فكر الشاتمون لثواني قبل ما يقومون به لكان أفضل لهم من أن يضعوا أنفسهم تحت الانتقاد من القريب قبل الغريب ولو أنهم يستغلون وقتهم بأعمال عبر التجارة الإلكترونية لحققوا مكاسب ودخل إضافي يعينهم على مصاريفهم ومصاريف عائلاتهم بدل الجلوس لساعات على مواقع التواصل الاجتماعي للسب والشتم والقذف وكسب الآثام. استغل وقتك لتعلم شيء جديد لتطوير مهاراتك بالعمل أو لتثقيف لنفسك بشيء جديد بل وحتى بإمكانك الحصول على شهادات ودورات تدريبية أغلبها مجاني قد ترتقي بمستواك الوظيفي وتفضيلك عن غيرك بعملك وربما يقوم مديرك بالعمل بزيادة راتبك الشهري. مع علمي أنني سأجد اليوم الكثيرين يسبون ويشتمون كالعادة وربما يهاجمونني شخصياً إلا أنني لا أستطيع منع الأحرف من الاختلاط بما بينها لتبوح بما لا أرضاه ولا يرضاه أي رجل حر لديه لو القليل من الغيرة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.