شعار قسم مدونات

إيدرسون.. الحارس الذي احتاجه غوارديولا!

blogs - ايديرسون

أنت في الصيف، وككل صباح تفتح الإنترنت للاطلاع على آخر الأخبار خصوصا أخبار الميركاتو منها. لكن خبر هذا الصباح يبدو غريبا؛ مانشستر سيتي يحاول التعاقد مع حارس جديد بوصاية من غوارديولا، نعم نفس غوارديولا الذي وعند وصوله للبيت الأزرق تخلى عن الحارس الأول للمنتخب الإنجليزي وتعاقد مع الحارس الأول للمنتخب الشيلي ونادي برشلونة كلاوديو برافو. الغرابة لا تقف هنا، بل تستغرب أكثر عند استرسالك في الخبر وسماع سعر الصفقة؛ بيب مستعد ليجعل من هذا الحارس الأغلى في التاريخ. بالفعل وبعد أيام قليلة تمت الصفقة وتم الإعلان عنها؛ مانشستر سيتي يضم الحارس البرازيلي إيدرسون قادما من نادي بنفيكا البرتغالي مقابل 40 مليونا في رقم اقترب من كسر رقم انتقال الأسطورة بوفون من بارما إلى يوفنتوس.

وفي أول تصريح للفيلسوف الإسباني، قال: "لديه الجودة والقدرة على التمرير حين يقوم الخصم بالضغط، وقد جلبته لأني أحتاجه"، الكل تساءل حينها كيف تحتاج هذا الحارس الناشئ وأنت تملك برافو. وضح بيب موقفه بالقول: "ليس لدي أي شكوك حول أداء برافو، لكننا قررنا أن نتعاقد مع إيدرسون، حيث أظهر أشياء رائعة ليس فقط في التمرير، بل في التصدي للكرات وكيفية التحرك تحت القائمين والعارضة لسد المرمى أمام المهاجمين". من تابع المدرب الإسباني في برشلونة أو في بايرن بعدها، يعرف جيدا أن أسلوب غوارديولا مبني على مدرسة الكرة الحديثة، ومن المقولات الشهيرة لعرابها كرويف: الحارس هو المهاجم الأول في فريق.

في برشلونة كان يملك فيكتور فالديس الحارس الذي يحرص على تطبيق أفكار بيب، حتى لو كلفه ذلك بعض الأخطاء التي لا تنساها له جماهير البلوغرانا، وبعدها في بايرن امتلك نوير الذي كان يلعب أغلب دقائق المباراة كمدافع متأخر في منظومة الإسباني، لكن لماذا إيدرسون هذه المرة؟ وما الذي يجعله مختلفا؟ إيدرسون حارس يتقن جيدا اللعب بالرجل قبل التصدي باليد. ربما ما يجعل هذا الحارس مختلفا هو قدرته على التمرير؛ سواء التمريرات القصيرة أو المتوسطة أو الطويلة. البرازيلي يحمل في دمه جينات اللاعبين البرازيليين وطريقة مداعبتهم للكرة، فهو ممتاز جدا في التمرير، خصوصا تحت الضغط. في أغلب الأوقات لا يحتاج لمغادرة مرماه من أجل التمرير، يستطيع وبكل برودة لعب الكرة في المساحات الفارغة بين مهاجمي الخصم عند قيامهم بالضغط العكسي، ومن لمسة واحدة، في أسلوب يشبه لاعبي خط الوسط من حيث التمويه والتمرير.

 يقوم إيديرسون بتصديات خارقة، وهو مميز في ضربات الجزاء، وقوي في الانفرادات مع المهاجمين، واحد على واحد، ويملك ردة فعل سريعة في الكرات والتسديدات المباغتة
 يقوم إيديرسون بتصديات خارقة، وهو مميز في ضربات الجزاء، وقوي في الانفرادات مع المهاجمين، واحد على واحد، ويملك ردة فعل سريعة في الكرات والتسديدات المباغتة
 

كما أنه يستطيع الاحتفاظ بالكرة لتنظيم خط دفاعه وانتظار انتشار باقي الخطوط على أرض الملعب بدون أي خوف من فقدانها، لأنه يملك التأمين من المدرب الذي جلبه والذي يريده أن يلعب بهذه الطريقة. وقال إيدرسون: "جوارديولا طلب مني أن أستمر بتقديم نفس أسلوبي في اللعب، وأن أقوم بتحضير وبناء الهجمات، وأكد لي أنه بات لدي خيارات أكبر لبناء الهجمة؛ سواء بالتمرير القصير أو الطويل مع الاستمتاع بما أفعل". أيضا هذا الحارس يملك قوة ودقة كبيرة في التمريرات الطويلة مباشرة للأجنحة أو المهاجمين، عند مشاهدته يلعب كرة طويلة تشعر كأنه بيرلو أو الإسباني ألونسو هو من قام بلعب الكرة. اليوم وبعد ستة أشهر له رفقة غوارديولا هذا الحارس يملك إحصائيات خارقة.

إيدرسون يقوم بمعدل تمريرات 35 في كل مباراة، وبمعدل نجاح يصل لـ84 بالمئة. في مباراة توتنهام الشهيرة قام بإكمال تمريرات أكبر من عدد تمريرات لاعبي وسط السبيرز إيركسون وديلي ألي، وفي الشوط الأول من مباراة السيتي ضد واتفورد، قام بإكمال تمريرات أكثر من أي لاعب آخر في صفوف فريق واتفورد. كما أن إيدرسون يقدم دور الحارس "الليبرو" وهو المركز الذي صنعه من قبل غوارديولا مع نوير، حيث يكون في تلك الحالة حارس المرمى هو عبارة عن مدافع متأخر في تشكيل الفريق، ويقوم بتنظيم اللعب خلف خط دفاعه، والخروج من مرماه لمنع المرتدات والحصول على الكرات الملعوبة خلف الدفاع. إيدرسون أصبح يتقن دوره كـ"Sweeper keeper" وهذا ما يبحث عنه غوارديولا.

يقوم إيديرسون بتصديات خارقة، وهو مميز في ضربات الجزاء، وقوي في الانفرادات مع المهاجمين، واحد على واحد، ويملك ردة فعل سريعة في الكرات والتسديدات المباغتة. 
أفضل لاعب في كل مركز لا يمنحك دائما أفضل فريق، وما تريد ليس هو دائما ما تحتاجه. غوارديولا حصل على ما يريده عند جلب برافو، والآن حصل على ما يحتاجه في إيدرسون الذي وفر له الأمان في المرمى، ومعه ضمان الاستحواذ، وأصبح الحارس المثالي لتشكيل المدرب الإسباني، ليكون بذلك أغرب انتقالات الصيف هو الأفضل في الموسم لنادي المواطنين مانشستر سيتي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.