شعار قسم مدونات

وجوه وأماكن.. وصفة جديدة للرز بالشعرية!

blogs رجل كبير

رغم أن المصورين ليسوا كالحلاقين، فلا ضَير في تغييرهم من حين إلى آخر، لكنني -على امتداد ربع قرن تقريباً- لم أتعامل مع مصور فوتوغرافي غيره. لم تكن سمعته الحسنة سبب معرفتي به، بل صدفة قربه من وزارة التعليم العالي، التي كنت "ملخوماً" في أروقتها في نهاية صيف 1991، أحاول حل مشكلة أخّرت قبولي في الجامعة، لأكتشف أنني أضعت صوري الفوتوغرافية التي اصطحبتها من الاسكندرية، حيث مصور العائلة المعتمد، فجريت "على ملا وجهي" لعمل صور فورية. كان التصوير الفوري وقتها اختراعاً "طازجاً"، رغم أنه لم يكن فورياً بالضبط، لكن عهد استلام الصور بعد أسبوع أو "يومين -تلاتة بأمر الله" الذي عشناه طويلاً، كان يوجب علينا التسامح في دقة تعبير "استلم صورك خلال ساعة".

 

حين عثرت على الأستديو، لم يكن للاستعجال معنى، فقد أوشك موعد الدوام الحكومي على الانتهاء، لذلك لم أبحث عن آخرَ أقل ازدحاماً، بل وقفت منتظراً دوري، ومتفرجاً على المشهد الذي كان قد أوشك على نهايته حين دخلت، بطلته سيدة ستينية تنضح بالطيبة والإرهاق، تجلس على كرسي منهارة في البكاء، وإلى جوارها يقف شاب في سني، وقد لوى "بوزه" ضيقا وإحراجا، وآخرون ربما كانوا زبائن يهزون رأسهم مؤمّنين على كلام رجل وقور يجلس خلف مكتب، ويقرِّب من السيدة بإلحاحٍ لطيف كوب عنّاب قائلاً:

 

"يا حاجّة، وفّري دموعك للي يستاهل.. هما يعني اللي كانو اتخرّجو من الجامعة عملو إيه بشهاداتهم؟.. ده أنا عندي ليسانس حقوق ما استنضفتش أعلّقه في الأستديو.. وبعدين، مهما كان دي اسمها كلية هندسة.. طب، والله العظيم تلاتة، النهارده الصبح جت لي أم بتلطم وتكاد تتمنى الموت.. عشان ابنها رِسِي على معهد التعاون بعد ما طفحو عليه دم قلبهم دروس ومجاميع.. وبعدين، بالأمانة، يا ست الكل، شبين الكوم أرحم من جامعة جنوب الوادي".

 

جلست أتأمل براويز الصور المعلقة في المكان، منتظرا نزول عم فريد من الدور الأعلى من الأستديو، الذي صعد إليه لتصوير الزبون الذي سبقني في الدور، بعد أن أوصاني بأخذ بالي من المكان
جلست أتأمل براويز الصور المعلقة في المكان، منتظرا نزول عم فريد من الدور الأعلى من الأستديو، الذي صعد إليه لتصوير الزبون الذي سبقني في الدور، بعد أن أوصاني بأخذ بالي من المكان
 

لم أحتج إلى المقاطعة للسؤال عن تفاصيل المشكلة، فتكرار اسم هندسة "شبين الكوم" جعلني أفهم أن التنسيق رمى الشاب "لاوي البوز" عليها، وأن محاولة الأم التظلم باءت بالفشل، كان المشهد بأسره يوحي بجو أُسَريّ دافئ، يجعلك ممتنا لهؤلاء الأفاضل لقبولهم تطفُّلك على مسألة عائلية. أوشكت أن أصير طرفاً فعالاً في المشهد، بعد أن لاحظ صاحب الأستديو حماس ملامحي لما يقوله، فسألني "ولا إيه رأيك يا كابتن؟"..

 

لكن "لاوي البوز" هتف في أمه بسخط: "ممكن نتصور بقى ونمشي؟ وكفاية فضايح"، ليرد صاحب الأستديو بعتاب ممتزج بالقرف: "فضايح إيه؟ ده الناس لبعضها، هي دي مش زي أمي برضو، عايزني أشوفها مقهورة عياط وأسكت؟".. وقبل أن نشارك في لوم "لاوي البوز"، ترك لنا الاستديو مندفعا، لتقوم أمه معتذرة للرجل وداعية له، وهي تسرع في اللحاق بابنها "أحسن يعمل في روحو حاجة". بعد خروجهما ساد في الأستديو صمت "بايخ"، قطعه صاحب الأستديو بتعليق ختامي كان واجباً لاستئاف جدول الأعمال: "حتة بفتة بيضا بس الله يكون في عونها، الحمد لله إن ربنا تاب علينا من الخلفة ووجع القلب".

 

كان كوب "العنّاب" الذي تركته "البفتة البيضا" من نصيبي، شربته على مهلي، وأنا أتأمل براويز الصور المعلقة في المكان، منتظرا نزول عم فريد من الدور الأعلى من الأستديو، الذي صعد إليه لتصوير الزبون الذي سبقني في الدور، بعد أن أوصاني بأخذ بالي من المكان، وأن أطلب من أي زبون قادم أن ينتظر قليلا لأن "الدنيا مش هتطير". ولم أكن أعرف أنني سألعب هذا الدور التطوعي مراراً وتكراراً في السنين المقبلة، بعد أن بدأت عملي الصحافي بعد ثلاث سنوات في مجلة يقع مقرها على بعد خطوات من محله، ثم سكنت لعقدين من الزمان على بعد "شارعين -ثلاثة" منه. لكنْ لم يكن ذلك وحده ما جعل كل صوري الفوتوغرافية من "عمايل يديه"، بل كان حبل الحكي الذي امتد بيننا منذ تلك الظهيرة، ولم يقطعه إلا الموت.  

 

على مر السنين، لم يتغير في محله الكثير، حتى الكاميرات الأقدم التي يضطر إلى تغييرها كان يحتفظ بها في ركن من الدور العلوي، معتزاً بأنه رفض بيع كاميرا قديمة ورثها عن أبيه، "رفضت أبيعها بالشيئ الفلاني"، يكرر العبارة دون أن يذكر رقماً يخدش بهاءها البلاغي. حين اقتنى شبه آلة لقطع الصور الملتصقة ببعضها، بدلا من قصها المتأني بالمقص بصحبة صوت أم كلثوم، قال ضاحكا: "لازم نواكب العصر يا برنس". التغيير المنتظم الوحيد في الأستديو كان يجري في المساحة الخاصة التي تقع على يسار مكتبه، حيث كان يضيف في تاريخ محدد كل سنة بروازا جديدا، يضع فيه صورة جديدة لـ"الغالية"، زوجته منى، أو مُنية النفس كما كان يناديها حين تتصل به.

 

لم تكن "منية النفس" أجمل النساء بمقاييس الجمال السائدة في واجهات أستديوهات التصوير، والتي يعتبرها أصحاب الأستديوهات وسيلة مضمونة لـ"جرّ رِجل" الزبائن

حين توثقت علاقتنا أكثر، أخبرني بأنه وضع لها ثلاثة وثلاثين اسما وأنه كاد، في لحظة طيش، أن يكملها تسعة وتسعين اسما، ثم تراجع خوفاً من أن يحل عليه غضب الله فيحرمها منه. كثيراً ما ناشدته أن يملي علي أسماءها، لعلّي أستخدمها حين أتزوج، وكان يرفض لأن أغلبها مما لا يصح ذكره إلا "بين الراجل ومْراتو"، ثم إنه لا خير في اسم تنادي به زوجتك وقد استعرته من غيرك.

 

كنت أتعامل مع كثير مما يقوله بوصفه مبالغات درامية لأديب مقموع، فقد حكي لي أنه كان يحضر ندوات "نادي القصة"، القريب من الأستديو وأنه عرض، مرة، قصصه على أحد مشاهير أدباء النادي، فنصحه بألا يعود للكتابة لأن "المشرحة مش ناقصة قتلى".. لكنني كنت أصدقه في كل ما يحكيه عن زوجته، ليس فقط لأن صوته كان يتهدج وقسماته تختلج كلما تحدث عنها، بل لأن نظرات عينيها إليه في كل تلك الصور التي كان يلتقطها لها ليلة عيد ميلادها من كل عام كانت وحدها تأكيدا لكل ما يحكيه.

 

كنت أقول لنفسي إنه ربما كان وراء محبته الغامرة قدْر من الامتنان لأنها لم تتركه، حين ثبت أنه لا ينجب، حتى أنها خاصمت في ذلك أهلها لسنين، قبل أن تثبت الأيام أن أخواتها اللواتي اخترن "عِزوة الخلفة" لم يكن حظهن سعيداً مثلها.. لكنه كان كلما حكى عنها يضيف أسباباً لمحبتها، مؤكداً في كل مرة أنه ليس كل ما يُعاش يُقال. وأسباب المحبة التي كان يسوقها في حكيه سمعتُ بعضها من آخرين أحبوا زوجاتهم، وعشت بعضها لحسن الحظ. لكن السبب الذي تفرّد به عم فريد هو أن منية النفس كانت وحدها، من بين النساء، تجيد ست وصفات مختلفة لعمل الرز بالشعرية.

 

قلت ضاحكاً إن الرز بالشعرية له وصفة وحيدة، هي أن تضع الشعرية على الرز فوق النار، وإن تغيير السمن بالزيت خلال طبخ الرز بالشعرية ليس وصفة جديدة، بل طريقة طبخ مختلفة، وأنه لو فرضنا أنها أضافت إلى الطبق بعض الزبيب والمكسرات لأصبح طبقا مختلفا تماما، اسمه رز بالشعرية والزبيب والمكسرات.. فلم يرد وتجاهلني، كأنه عارف بالله يسمع هرطقة مُجدِّف حديث العهد. وحين كرر موضوع وصفات الرز بالشعرية بعد فترة، قلت له إن الحب أدخله في حالة فانتازية دائمة كالتي خاضها مجانين الحب القدامى، فقال غاضباً إنني قضمت للتو التفاحة التي حرمتني من دخول جنته، وإنه كان سيطلب من منية النفس دعوتي إلى وليمة تقدم فيها كل وصفات الرز بالشعرية دفعة واحدة ليطمئن قلبي. ورغم أنني كابرت واتهمته بالتهرب من إثبات ما يدّعي، فإنني اغتظت لأن نزقي حرمني من فرصة، ربما كانت حقيقية، لرؤية عش الحب الذي يجمع وليفين نادرين مثلهما.

 

لم تكن "منية النفس" أجمل النساء بمقاييس الجمال السائدة في واجهات أستديوهات التصوير، والتي يعتبرها أصحاب الأستديوهات وسيلة مضمونة لـ"جرّ رِجل" الزبائن. كان عم فريد يرى في هذا التصرف غباءً منقطع النظير، لأن المصوراتي يرفع به سقف توقعات زبونه ويورط نفسه في مهمة لا يقدر عليها إلا الله وعباده المصطفون من أطباء التجميل، مهمة تحويل الفسيخ إلى شربات. يشير شارحاً فلسفته إلى صور جدران محله: "آديك شايف، كلها صور حلوة، مش عشان البني آدمين اللي فيها حلوين، عشان أنا عملت فيها شغل حلو، هو أنا اللي خلقت البشر عشان أقعد أدّيهم درجات في الحلاوة، الحلو أصّدره في الفاترينة، والمضروب أداريهْ، طب لازمتي إيه ساعتها".

 

أكثر ما آلم عم فريد أنه كان يسمع
أكثر ما آلم عم فريد أنه كان يسمع "منية النفس" تدعو الله في سجودها وعقب صلاتها أن يعجّل لها بالموت لكي لا تبهدله معها "أكتر من كده"، وكانت تلك المرة الوحيدة التي رأيته فيها يبكي 
 

ستفهم فلسفته أكثر حين أقول لك إن الفنان الوحيد الذي "بروَز" صورته في صدارة المحل كان الفنان السكندري محمد شرف، بعد أن اشتهر في دور "سامبو" في مسلسل "أرابيسك". وحين قلت ممازحاً إن ذلك حدث لأنه الفنان الوحيد الذي دخل الأستديو أصلاً، غضب بشدة، وكانت زعلة كبيرة، لأنه استغرب أنني قضيت بصحبته كل هذا الوقت دون أن أفهمه "صحّ".

 

حين عصف فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" بمشاعر مصوراتية مصر، كان عم فريد الوحيدَ الذي لم يعجبه، لم تدخل في دماغه حكاية أن "مصور أستديو قد الدنيا" يمكن أن يسمح لأي شيئ مهما كان بأن يجعله يسرح في الشارع، "وفيها إيه لو دخّل بنته كلية طب الزقازيق وقعد بكرامته في محله؟".. ضحكنا حين ذكّرته بالشاب "لاوي البوز" الذي كان سببا في توثق معرفتنا، لكنه أضاف أنه لم تعجبه فكرة التودد الزائد الذي كان سيد بطل الفيلم يظهره للزبائن حين يقوم بتصويرهم لكي تطلع صورهم أحلى.

 

"إنت مش عيِّل عشان أداديك وأخليك تبصّ على العدسة، كبيري أشاور لك تبص فين، أو أقولك تعدل رقبتك أو ترفع راسك، إنما مش مغسل وضامنْ جنة، حاسبني لو صورتك غلطْ، إنما ما تقول لييش أصل شكلي ما عجبنيشّ، الصورة دي بتلقط شخصيتك، وأكيد هتطلع في الصور شخصيتك الحقيقية، بس المهم إنها تبقى صورة معمولة صح"، ليقنعني يومذاك بنظرية أن الصورة تشبه صاحبها دائماً، لأن المصورين لا يظلمون أحداً، ولكن الزبائن أنفسَهم يظلمون.

 

مع الوقت ومشاغل الدنيا، تباعدت زياراتي له، وكان بعضها بصحبة أصدقاء لا يصدّقون ما كنت أحكيه عنه. كان أكثرهم انسجاماً معه صديق طلّق ثلاث مرات، وكان يزوره من حين إلى آخر ليأخذ منه نصائح لاختيار الزوجة الرابعة. وحين أحضر له صور إحدى المرشحات للزواج، سمع محاضرة في دلائل "حموريّة" المصور الذي التقط لها الصورة، ختمها بأنه لا يستطيع أن يظلم إنسانة قد تكون بنت حلال لمجرد أن من صوّرها أعمى النظر.

 

ذهب إليه أحد أصدقائي مرة وطلب أن يصور عنه وعن زوجته تقريراً تلفزيونياً، فطرده من الأستديو، واتصل بي طالباً مني ألا أحضر إليه الأغبياء من أصدقائي، لأنه "ليس فرجة" وأنه لو كان يريد أن ينشر قصته في الأهرام أيام عزها لفعل، وأنه رفض عرضاً من سامية الأتربي -بجلالة قدرها- للظهور معها في برنامج "حكاوي القهاوي".. ولم يهدأ غضبه إلا حين أقسمتُ إنني حذرت صديقي مما فكّر فيه، ما جعله يذهب إليه منفرداً. ولكي أراضيه ذهبت إليه ومعي كتاب يضم أهم صور القرن العشرين، كنت قد اشتريته "بالشيئ الفلاني" من بيروت، ورغم أنه أظهر فرحه بالهدية، فإنه بدا لي متغيراً، وكأنه يعاني من هم ما.

 

ذهبت إلى العزاء. كان عم فريد يقف منطفئاً. حاول أن ينتزع ابتسامة ود حين رآني، فسارعت إلى احتضانه لكي لا يرى وجهي المتأهب للبكاء. وبعد قليل صعدوا به إلى شقته، بعد أن خارت قواه في العزاء

لأول وهلة فكرت أنه ربما كان على خلاف مع زوجته، وأن هذه ستكون سابقة تستحق أن أسمع تفاصيلها، لأعرف أن لكل شيئ إذا ما تم نقصان. وليت ما ظننته كان صحيحا، فقد كان بالفعل متغيراً، لأنه كان منذ فترة "يشيل" هم علاج مُنية نفسه، التي داهمها المرض الخبيث فجأة وتسبب في استئصال أحد ثدييها، لتدخل بعد ذلك في حالة اكتئاب عنيفة جعلته "يدوخ" على الدكاترة النفسيين الذين كان يحسب أن الله لم يخلقهم لمثله أبداً، قبل أن تنتقل دوخته مجدداً إلى دكاترة الأورام، بعد أن ظن أنه لن يعود إليهم من جديد. 

 

أكثر ما آلمه أنه كان يسمعها تدعو الله في سجودها وعقب صلاتها أن يعجّل لها بالموت، لكي لا "تبهدله معها أكتر من كده"، وكانت تلك المرة الوحيدة التي رأيته فيها يبكي. قال إنه أصبح يترك الأستديو كثيراً لابن عمه، لكي يلازمها خوفاً من أن "تعمل في نفسها حاجة"، وإنه فوجئ بها ذات يوم تبكي بحرقة رهيبة. وبعد أن بذل محاولات مضنية لفهم سبب بكائها، اكتشف أنها تبكي لأنه نسي أن ذلك اليوم كان عيد ميلادها، وأنها كانت المرةَ الأولى التي يفوِّت فيها موعد تصويرها. قالت له باكية إنها تعرف أن الكيماوي "بهدل" شعرها وعَدَمها العافية، لكنها لم تكن تتوقع منه أن يبدل عادتهما مهما جرى. ومنذ تلك اللحظة دخلتْ في حالة صمت مطبق، لا تقطعها إلا حين تسجد بين يدي الله.

 

بعد ذلك بأسبوعين، وجدتُ هاتفه خارج الخدمة. وحين ذهبت إلى الأستديو وجدته مغلقاً، فتوقعت ما حدث لمنية النفس.. حين ذهبت إلى العزاء كان يقف منطفئاً. حاول أن ينتزع ابتسامة ود حين رآني، فسارعت إلى احتضانه لكي لا يرى وجهي المتأهب للبكاء. وبعد قليل صعدوا به إلى شقته، بعد أن خارت قواه في العزاء. ظللت أطمئنّ عليه من ابن عمه. وحين عاد إلى الأستديو بعد شهر واستقر على مكتبه إلى جوار صورها، كان واضحا أنه لم يعد ولن يعود. وبعد أن شغلتني عنه سفريّات متعاقبة، زرته فوجدته متماسكاً إلى حد ما. كان نازلاً لتوه مع زبون من أعلى الأستديو، يحكي له عن كاميراته القديمة. وبعد السلامات والتحيات و"العنّاب"، لمح نظرة مرتبكة مني إلى صورها، فنظر إلي مبتسماً. وبعد لحظة صمت قصيرة، كتم رغبته في البكاء بضحكة عصبية، وقال: "تصور إنهم  بيقولو لي أتجوز، عارف قلت لهم إيه؟ قلت ليهم ماشي، بس لما ألاقي الأول واحدة عندها وصفة جديدة لانج للرز بالشعرية". 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.