شعار قسم مدونات

ألعاب العصرِ

blogs - eygptt

كل شيء يتغير من حولنا، وكل الأحلام تسقط أمام أعيننا، ولا أدري من أين أبدأ مقالي الأول هذا؟ أذهب لدراسة كيفية كتابة المقال وأبدأ بتطبيق قواعده، لكن جميع أفكاري بدأت تتلاشى بأول نقرة على الأحرف، أتساءل عن السبب؛ يا ترى أهو الخوف من كتابة أفكارنا وطرحها على المجتمع أم ماذا؟ الخوف، نعم إنه الخوف الذي نرضعه منذ أن كنا صغارا، الخوف من المحاولة على الوقوف ومساعدة الأهل لنا، الخوف من تسلق السلالم ومنعنا من تسلقه بحجة الخوف علينا.

  

الخوف كان ومازال يركبنا لا مفر منه، لكن للخوف درجات وعلينا أن نحرص  ألا نصل إلى أعلى الدرجات لن أقدر على ذكر كامل درجاته، لكن أكاد أجزم بأن أكبر خوف هو خوف الفرد من سلطته، في ظل الصراعات السياسية والاقتصادية والثقافية التي نشهدها في وطننا العربي، وفي ظل صفحات تلك الصراعات يكمن الخوف، الخوف من الإنجاز والخوف من الإبداع والخوف من الابتكار، نعم إنها لعبة قد صممت بشكل ممتاز، فالخوف لا يأتي من فراغ .

   

لعبة الخوف هي لعبة أسسها حاكمو العالم ونشروها على عالمنا العربي ليحكموننا بها، لا يمكن الفوز بها إلا بالتمرد عليه، ولقد نجح بعضنا بالتمرد في أكثر من فترة لكن تم إيقاع تمردهم عن الظلم والخوف في مكيدة وظلم قاهر، وأضرب هنا مثلا بالشعب المصري الذي هب في 25 يناير/كانون الثاني/ 2011 في وجه الخوف والظلم والاستبداد، لكن سرعان ما نجحت ثورتهم إذ بهم في القاع يعولون على الدهر وما خبأه لهم من مؤامرات تحاك على المكشوف، لعبة مكشوفة الأهداف مخبأة الأداة، لم يلبث الشارع المصري ينعم الهدوء والطمأنينة، حتى قلب النظام رأسا على عقب، إنها أداة من أدوات اللعبة، لعبة محاكة جيدا، لعبة لا مثيل لها، إنها الوحيدة في العالم التي لها أسماء عدة: لعبة الخوف، لعبة الاستبداد، لعبة الماسونيخفية .

   

ننظر إلى المشاهد العربية المتجددة يوميا، اعتقال ذاك، وانفجار وتدمير مدن وحروب لا تنتهي، وأطفال سُلبت منهم معاني الطفولة، ونساء تُغتصب و حرائق لا تنطفئ، وفساد لا ينتهي، والخوف يزيد يوما بعد يوم، لكن انتبه، ليس الخوف من الموت ولا الخوف على الحياة ولا الخوف من النظام الاستبدادي ولا الخوف من السلاح ولا الخوف على الصغار إنما الخوف على الأرض، الخوف على الوطن العربي، الخوف على القدس، الخوف على التاريخ، نكبات لا تنتهي، وآمال لن تزول بإذن الواحد الأحد الصمد.
 

نحن من يقف في وجه الظلم مهما ضاقت بنا الدنيا ونحن بناة الأمم ومسقطيها ونحن من يمتلك أقوى سلاح على وجه الأرض، ألا وهو الإيمان بالله وكتابه
نحن من يقف في وجه الظلم مهما ضاقت بنا الدنيا ونحن بناة الأمم ومسقطيها ونحن من يمتلك أقوى سلاح على وجه الأرض، ألا وهو الإيمان بالله وكتابه
 

لعبة الخوف التي تستقر بين الشعب والحكومة، لعبة بسيطة حقيرة، ومن نتائجها المؤسفة زوال الثقة الكاملة عن ذلك الشاب الذي يطمح ويفكر عندما يُردع من قبل السلطات والجهات التي سمعت أفكاره وقالت له: "اقعد واسكت" ماذا سوف تكون ردة فعل هذا الشاب؟ الغضب؟ الشتم؟ لا ليست هذه ردة الفعل التي يفعلها وإنما يذهب ويسعى لمن يساعده على التخلص من هذه الحياة التي لا يستطيع أن يعرض أفكاره ومشاريعيه بكل حرية .

      

ألعاب هذا العصر كثيرة لا يمكن إحصاؤها، لعبة الخوف، لعبة التدمير، لعبة الاقتصاد، لعبة الثقافة، لعبة النفوذ، لعبة السياسة، لعبة العصيان، (لعبة الدين) لعبة الأفراد وألعاب كثيرة، فنحن أشبه بقطع لعبة شطرنج وكثير علينا! بل نحن بعض النمل في نظر من بيده الحكم، نحن ضعفاء الأرض.

  

كل ما قلته من صفات تلتصق بنا كذب، لاتصدقني فهذه لعبة تحاك علينا في هذا الزمان (لعبة المشاعر)، فنحن بناة التاريخ، ونحن أقوياء الأرض ونحن مجد الأمة ونحن القلم ونحن البندقية، نحن جيل عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، ونحن من يقف في وجه الظلم مهما ضاقت بنا الدنيا ونحن بناة الأمم ومسقطيها ونحن من يمتلك أقوى سلاح على وجه الأرض، ألا وهو الإيمان بالله وكتابه ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-. بعد كتابة هذه الكلمات غير المفهومة لن أعيد قراءتها ولن أتفقد ماذا كتبت.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.