شعار قسم مدونات

القدس.. ماذا عن باقي أرض فلسطين؟

مدونات - فلسطيني
 في نهاية عام 2017 قامت رئيسة وزراء بريطانيا بتذكير جميع شعوب العالم بجريمة كبرى ارتُكبت في حق الشعب الفلسطيني وهي وعد بلفور، وكذلك قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بتذكير العالم بأن القدس تاريخيا عربية وإسلامية، وذلك بإعلانه بعدما يقارب الـ 70 عاما من احتلال أرض فلسطين أن القدس عاصمة للكيان المستعمر.

لقد أثبت خط المفاوضات فشله الذريع في استرداد شبر واحد من أرض فلسطين، وإن كان هناك شبر واحد فلا توجد أي سيادة فلسطينية عليه، ومع قدوم مشروع أوسلو الذي كان شعاره الأول "غزة وأريحا أولا" تم تأسيس مناهج تعليم بل مناهج تجهيل للأجيال تحت ما يسمى المنهاج الفلسطيني، حيث أصبحت الأجيال تفتقد لمصطلحات كثيرة اعتدنا سماعها لسنوات كالاستعمار، الاحتلال، وعد بلفور، الصهيونية، حرب 1948، حرب 1967 والعديد من التواريخ الأخرى، ليتم استبدال هذه المصطلحات بأخرى جديدة مثل عيد الاستقلال، السلام مع إسرائيل، القدس الشرقية وغيرها من المسميات. 
 

سواء السياسة الأميركية أم الأمم المتحدة هما وجهان لعملة واحدة، وهذه  السياسة الأميركية تجاه قضيتنا لم ولن تتغير وإنما قد يكون هناك اختلاف في الأسلوب وشخصية صاحب القرار

ولكن لقد أتيت يا رئيسة وزراء بريطانيا وأتيت يا سيد ترمب بما لم تستطعه الأوائل، فلقد قمتما بإعادة تذكير العالم بجريمة وعد بلفور وبأن بريطانيا هي أكثر من ساهم في كل المشاكل التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. وشكرا لك يا ترمب على إعادة التذكير بعروبية بل وإسلامية القدس التي أردت تحويلها لتكون عاصمة للكيان المحتل المسمى دولة اسرائيل، حيث اعتدنا على سماع كلمة "القدس الشرقية" منذ اتفاق أوسلو عند الحديث عن المطالبة بالحقوق الفلسطينية، ولم نعتد أن نسمع ذلك سواء على نطاق فلسطيني أو على نطاق عربي وإسلامي، إذ كنا نسمع كلمة "القدس كل القدس"، عدا عن تذكير الأجيال القادمة بمصطلحات افتقدناها طويلا مثل أن القدس محتلة، وأن القدس ليست قضية فلسطينية أو عربيه بل هي قضية إسلاميه، وكشف المخطط الأميركي علنا أمام العالم أجمع وأنه من يساهم ويدعم دولة إسرائيل.

أما على نطاق أرض الواقع، فهذا القرار لا يغير شيئا؛ فلو نظرنا إلى ما يجري في بيت المقدس من حملة تهويد شنيعة بما فيها من تغيير لأسماء الشوارع من أسماء عربية إلى عبرية، وكذلك الحد من النمو الديمغرافي في المدينة، وقد قالت رئيسة قسم التخطيط الاستراتيجي في بلدية القدس سارة هيرشكوبيتس إن نسبة العرب في القدس لا تزيد عن 28 بالمائة، عداك عن جدار الفصل العنصري حيث أصبح 150.000 فلسطيني خارج مدينة القدس، وكذا مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات بعد حرب 1967، ونصب الحواجز العسكرية على مداخل مدينة القدس، ومنع سكان الضفة الغربية من دخولها، إضافة إلى حملة تزوير الآثار في المدينة. أين الأمم المتحدة من كل ذلك؟ أين أمريكا من كل ذلك؟ 

undefined

سواء السياسة الأمريكية أم الأمم المتحدة هما وجهان لعملة واحدة، وهذه هي السياسة الأميركية تجاه قضيتنا لم ولن تتغير، وإنما قد يكون هناك اختلاف في الأسلوب وشخصية صاحب القرار السياسي، حيث تميزت سياسة ترمب بافتقادها الخبث والدبلوماسية وامتازت بالعلنية، ولكن رب ضارة نافعة؛ أين كانت أميركا والأمم المتحدة من مصادرة الأراضي وجدار الفصل العنصري، أين كانت من بناء المستوطنات على الأراضي المصادرة، بل إن أميركا تدفع مليارات الدولارات السنوية والدعم العسكري لإسرائيل.. إلخ. وهل كل قضيتنا مختزلة فقط في القدس إن كانت عاصمة أم لا؟

ماذا عن كل أرض فلسطين المحتلة سنة 1948، وهل أصبح ذلك تاريخا على أوراق ممنوع تدريسها في مناهج "التجهيل"؟ هل نسينا أن تل أبيب (تل الربيع) ما زالت محتلة؟ هل احتلال تل أبيب حلال واحتلال القدس حرام؟ ماذا عن باقي مدن فلسطين، حيفا، يافا، عكا وغيرها من المدن المحتلة.

 

 يجب علينا أن نراجع وننقب في مرجعتينا لفهم هذه الأمور والوعي بها، ويجب أن نتذكر أن فلسطين كل فلسطين هي أراض إسلامية محتلة، وجب على المسلمين تحرير كل شبر فيها، كما فتحها من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187 بعد مائة عام من الاحتلال الصليبي، وإن شاء الله ستحرر فلسطين على أيدي الجيوش الإسلامية وستكون القدس بإذن الله تعالى عاصمة للمسلمين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.