شعار قسم مدونات

الإسلام التقليدي "الإسلام الوراثي"

blogs- Islamic woman

شهدت الأمة العربية عدّة تغيرات سياسية أهمها يكمن في ظهور الإسلام في المدينة العربية في القرن السابع ميلادي على يد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث غير مجرى التاريخ عامّة والعرب خاصّة فكان دين رحمة للعالمين وهداية لهم. وكان قد اشتهر عرب الجاهليّة أي عرب ما قبل الإسلام بتقديس التقليد والتوريث دون تفكير وتفكّر.

  

ورغم مرور القرون على نزول الرسالة المحمديّة فإن عديد من المسلمين الآن يتوارثون الإيمان، فهم مسلمون بالوراثة والتلقين، مسلمون قادهم وجودهم في عائلات مُسَلِمه للإسلام، مسلمون لا يعلمون من معاني الإسلام وقيمه الشيء الكثير!  مسلمون لا يتساءلون عن الدور الذي يمهله إياه على سبيل المثال الإسلام؟ لما فرض على المرأة اللّباس السّابغ؟ أيعقل لكائن واع بذاته أن يعلن إسلامه دون اقتناع وبحث؟ أيعقل أن تلقب نفسك مسلماً وأنت تعيد حركات الصلاة التي تعلمتها من والدك دون تفكير ولا خشوع؟ هل أنت قادر بأصول الإسلام ومقاصده في الحياة؟

     

يقول بعض العلماء "أن التّقليد لا ينفع العقائد بل لا بد من معرفة المسائل التي يجب اعتقادها بدليلها فإن اكتفيت بتقليد من يحيط بك وآمنت واتّبعتهم فيما هم فيه، فأين وعيك واختيارك وقصدك؟"  مسلمي الوراثة لم يقدموا لدينهم ولا لدنياهم شيئا يعتدّ به، ولم يحقق ما قاله سيدنا-علي بن أبي طالب- اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا واعمل للآخرة كأنّك تموت، مسلمون لا تمثل لهم مسألة استخلاف الأنبياء في الأرض إلا آية نزلت لآدم عليه السلام دون أن يجد نفسه فيها "وإذ قال ربّك للملائكة انى جاعل في الأرض خليفة" (سورة البقرة الآية 30).

     

مسلمون يعبدون العباد ويتركون ربّ العباد مسلمون يتوارثون حكما ديكتاتوريّا أحمقا يضع على أعينهم عصابة سوداء ويغلق عقولهم بقفل من حديد الّذي يصدأ مع مرور الوقت

سيدنا عمر رضي الله عنه عند دخوله الإسلام آمن حدّ الهوس (أقصى درجة للإيمان) مما جعله يحدث الفرق الكبير منذ اليوم الأوّل لدخوله الإسلام، لا يدع مجلساً إلاّ أعلن فيه الإسلام ذهب إلى المسجد وفيه بطون قريش وشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه حتى صار فاروقا بين الحقّ والباطل، لأن الإسلام إيمان وتصديق وعمل به وتضحية من أجله.

    

مسلمات يتوارثن الحجاب إذا ما كانت الأم ترتدي لباساً محتشماً وتضع على رأسها الخمار (رداء باللّهجة التونسية) فانّ ابنتها قد تقتدي بها فقط لاعتقادها أن ما ترتديه أمّها يمثل رمزاً للتقاليد العربيّة المحافظة لا غير، لا يدعون بناتهم يرتدون الحجاب استجابة لأمر الله باعتباره فرض مثلما ورد في الآية الكريمة من سورة النّور "وليضربن بخمورهنّ على جيوبهنّ" وكرمز للسّترة و الخصوصيّة والرعاية والحماية والتكريم كما ورد كذلك في كتاب الله "يا أيّها النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ" ( سورة الأحزاب الآية 59)، إلاّ نسبة قليلة ينشؤون بناتهم منذ نعومة أظافرهنّ على هذا المبدأ وبالمقابل فإنّ غير العرب من يعتنقون الإسلام والّذين يقدّر عددهم بثلاثة ملايين مسلم بين 2010و2050 يطبّقون تعاليم الإسلام باقتناع وإيمان أكثر حتى من مسلمي الوراثة، على سبيل المثال "لوريدانا كورتينوفس" زهرة كورتينوفس بعد إسلامها، مسلمة إيطاليّة متزوجة وأم لستّة أبناء باحثة في دين الإسلام ومدوّنة فيه، ارتدت الحجاب ولم تنهِ البحث فيه، فارتدت النّقاب حوالي ثلاث أو أربع سنوات ثمّ عادت إلى الحجاب حكماً للمسلمات على الأرجح.

      

مسلمون يعبدون العباد ويتركون ربّ العباد مسلمون يتوارثون حكماً ديكتاتوريّا أحمقاً يضع على أعينهم عصابة سوداء ويغلق عقولهم بقفل من حديد الّذي يصدأ مع مرور الوقت، لا تكونوا إمعة وابحثوا في الدّين الاسلامي واعتنقوه من جديد وكونوا ورثة الأنبياء بعلمكم لا باتباعكم للمُسَلمات عن جهل كونوا مثل سيّدنا عمر حين قدّم وضحّى بالكثير من أجل إعلاء راية الإسلام كن "زهرة كورتينوفس" ومثلها الكثير، باحثات في خصال دينكنّ حتى الاقتناع وأنشأوا أبناءكم على حبّ الإسلام والبحث في كتاب الله ليعملوا على تطبيق أحكامه وإحياء سنّته. وعليه لنقابل الله غير خزايا مغيّرين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.