شعار قسم مدونات

تركيا والدفاع عن المسلمين في العالم!

blogs ميانمار

أصبحت تركيا المسلمة اليوم دولة لها ثقلها ووزنها الإقليمي والدولي، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك. تركيا التي تكالب عليها الأشقاء قبل الصليبيين، تتعافى اليوم، وأصبحت رمزا لكل مسلم يحن إلى ماضيه التليد. لم نكن نتوقع أن نرى الصمت العربي المخزي والمريب تجاه الأشقاء في إقليم أراكان بدولة ميانمار. هؤلاء إخوة لنا في الدين، والعقيدة والمصير! وقبل هذا وذاك تجمعنا القيم الإنسانية التي يتشدق بها قادة القارة العجوز (أوروبا). لكنهم، لم يحركوا ساكن تجاه تلك المجازر الجماعية التي يرتكبها جيش ميانمار.

لم تكن، المجازر وليدة اللحظة، بل نستطيع القول بأن دولة ميانمار تتبع سياسة التصفية العرقية لأولئك المسلمين العزل، الذين لا حول لهم ولا قوة! بدأت المجازر منذ وقت مبكر، والمجتمع الدولي لم يحرك ساكن لنصرة هؤلاء الضعفاء! مما يؤلم لم تتدخل منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا جامعة الدول العربية لنصرة الروهينغا بالشكل المطلوب!

هناك صور مأساوية ومجازر بشعة تُرتكب بحق الأبرياء في إقليم أراكان. لكن، لم تقف تركيا المسلمة مكتوفة الأيدي فقد سارعت لنصرة المظلومين هناك منذ اللحظة الأولى، كما سارعت بإرسال السيدة الأولى في تركيا أمينة أردوغان ووزير الخارجية التركي الدكتور أحمد داود أوغلو في العام 2013 لزيارة مسلمي الروهينغا، ولذلك، لم يكن موقف تركيا المسلمة تجاه الأشقاء في إقليم أراكان وليد اللحظة، بل وقف الأتراك مع الروهينغا منذ بداية محنتهم، وهذا الموقف الإسلامي المشرف والنبيل يحسب للقيادة التركية والشعب التركي معا! كما أن هناك مواقف تاريخية مشرفة لتركيا تجاه قضايا المسلمين في الصومال وغيرها من الدول الأخرى.

إن تركيا المسلمة لن تتخلى عن هؤلاء المساكين في ميانمار وستقف إلى جانبهم وتساعدهم وستدافع عنهم في المحافل الدولية. كما لن ينسى مسلمي الروهينغا موقف تركيا المسلمة وسيسجل التاريخ هذه المواقف النبيلة في صفحاته البيضاء
إن تركيا المسلمة لن تتخلى عن هؤلاء المساكين في ميانمار وستقف إلى جانبهم وتساعدهم وستدافع عنهم في المحافل الدولية. كما لن ينسى مسلمي الروهينغا موقف تركيا المسلمة وسيسجل التاريخ هذه المواقف النبيلة في صفحاته البيضاء

فقضية الروهينغا أحزنت حفيد العثمانيين (أردوغان)، وذكرته بتاريخ المجازر الصليبية بحق المسلمين في البلقان. سارع السيد أردوغان بإجراء اتصالات هاتفية بقادة دول العالم في الأيام الماضية من أجل وقف تلك المجازر البشعة التي يرتكبها جيش ميانمار ضد الأبرياء في إقليم أراكان. لم يتوقف السيد أردوغان عند ذلك الموقف، بل أرسل السيدة الأولى أمينة أردوغان، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلوا لزيارة النازحين من أبناء الروهينغا والذين يقدر عددهم بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "عدد الروهينغا الفارين من أراكان إلى بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف بلغ نحو 290 ألف شخص".

 

وبالفعل وصلت السيدة أمينة أردوغان إلى مخيم "كوتوبالونغ" في بنغلاديش قبل أيام لتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية للنازحين من مسلمي أراكان المهجرين من قبل الجيش الميانماري. أكدت السيدة أمينه أردوغان إنه "من غير الممكن تصديق ما يُروى عن المجازر التي تُرتكب في أراكان"، مضيفة: "من غير الممكن لذي قلب، ألّا يتأثر وينفطر قلبه على معاناة مسلمي أراكان، أعانهم الله وألهمهم الصبر، فهذه المجازر تحصل أمام أنظار العالم أجمع". في الوقت الذي لم يرسل القادة العرب حتى مندوب واحد لزيارة مسلمي الروهينغا!

ما أصعب الحياة حين تُجبر على الرحيل من أرضك أو تموت على يد برابرة البوذية! فقد دمر جيش ميانمار أغلب منازل مسلمي ميانمار، وأحرق مساجدهم

كما وعدت حكومة تركيا المسلمة بفتح جسر جوي لإغاثة الملهوفين والهاربين من برابرة ووحوش البوذية الذين يقتلون المسلمين بدون رحمة وبلا هوادة، ويغتصبون النساء ويذبحون الأطفال بطريقة بشعة يندى لها جبين الإنسانية في أرجاء الكون. مسلمي الروهينغا محرومون منذ زمن ليس بقريب من كافة الحقوق المدنية بما فيها حق المشاركة السياسية والانتخابات، ناهيك عن أبسط حقوقهم الإنسانية!

ما أصعب الحياة حين تُجبر على الرحيل من أرضك أو تموت على يد برابرة البوذية! دمر جيش ميانمار أغلب منازل مسلمي ميانمار، وأحرق مساجدهم.. ويعيش إخواننا هناك في ظروف صعبة ومؤلمة، لكن، كما يقول المثل الشعبي لن يضيع حق وراءه مطالب! نعرف جيدا أن تركيا المسلمة لن تتخلى عن هؤلاء المساكين وستقف إلى جانبهم وتساعدهم وستدافع عنهم في المحافل الدولية. كما لن ينسى مسلمي الروهينغا وكل مسلم غيور موقف تركيا المسلمة وسيسجل التاريخ هذه المواقف النبيلة في صفحاته البيضاء.

ختاما.. نؤكد بأن تركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك كامل المقومات لتكون مركزا لقيادة العالم الإسلامي، ومن يقول غير ذلك فهو ينكر الحقائق. نعم الأتراك يعودون لتاريخهم الناصع، ولديهم الرغبة والقدرة لقيادة العالم الإسلامي، ومواقفهم تجاه القضايا الإسلامية بما فيها قضية الروهينغا جديرة بأن تمكنهم من ذلك، الأيام القادمة ستكشف صحة ما نقول وما علينا سوى الانتظار. حفظ الله شعوب العالم الإسلامي من كيد الفجار!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.