البلاد التي عرفت قادة عظماء، نجحوا في نقلها، من مربع الفقر إلى دائرة الغنى، لم نستمع منهم أن الزيادة السكانية هي المشكلة، بالعكس راحوا يستنهضون همم شعوبهم، ويقدمون حلولاً غير تقليدية |
خرجت للعمل.. بَنت لنا بيتاً، أصرت على أن نكون أفرادا صالحين في قريتنا الصغيرة، سعت لتعليم أبنائها إن استطاعت إلى ذلك سبيلا، حتى وإن كلفها مشاق العمل ليل نهار، كبرت البنات وتزوج، كَبَر البنين وتعلموا وتزوجوا، الآن تجلس أميرة الأميرات تاج رؤوسنا.
بعد أن ظن كثير من الجيران أن مصيرنا إلى الشارع نتسول من الإمارات الملابس المستعملة والبطاطين أو من السعودية الغاز والمواد البترولية، علمتنا العّفة من الناس فلا نسألهم يعطونا أو يمنعونا، فتحية لأمي العظيمة التي جاهدت ودَبرت وتدبرت ونجحت، وخيبة أمل كبيرة بحجم قارة أستراليا وجزيرة مدغشقر تلف رقبة النظام الانقلابي بقيادة الجنرال السيسي، الذي تولى حكم وطن يمتلك من المواد المئات، ناهيك عن حصوله على مئات المليارات من الدولارات كمساعدات من الشرق والغرب، وبرغم من كل ذلك، فشل على كل المستويات، وبدلاً من الاعتراف بالفشل، والاعتذرا، وأن قدراته لا تتعدى قيادة دراجة هوائية، يحيط به بودي جاردات وكاميرات تلتقط الصور، خرج مؤخراً يلعن الزيادة السكانية في البلاد، ويحملها كل مشاكل الكرة الأرضية منذ أن خلق الله آدم عليه السلام.
البلاد التي عرفت قادة عظماء، نجحوا في نقلها، من مربع الفقر إلى دائرة الغنى، لم نستمع منهم يوماً أن الزيادة السكانية هي المشكلة، بالعكس راحوا يستنهضون همم شعوبهم، ويقدمون حلولاً غير تقليدية لاستغلال كافة موادرهم الطبيعية. ولكن ولسوء حظ الوطن العاثر أن تعثر في جنرال فاشل، كالتلميذ البليد الذي وقف أمام السبورة يلعنها، حين تلعثم في الإجابة عن سؤال معلمه، وكأنه يؤكد على الحكمة القائلة:
وراء كل أمة فاشلة جنرال عسكري فاشل!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.