إن لم يكن هناك مشروع إسلامي في الوقت الحاضر، فليكن المشروع التركي نواة لهذا المشروع، وعلى المراكز البحثية والجمعيات الأهلية العربية دعم هذا المشروع |
واليوم أصبح الإعلام العربي والغربي بل وبعض السياسيين والمفكرين العرب، يروجون لهذين المشروعين دون أن يبادر أحدهم ويتقدم بمقترح مشروع للخروج من تلك الدائرة التي صنعها لنا الإعلام، وبين المشروع الإيراني والصهيوني، تقف تركيا كحائط صد لمنع ابتلاع العراق وسوريا في المشروعين خاصة أنها تشترك مع سوريا والعراق بحدود تصل إلى ألف كيلو متر، ومع استمرار الحرب السورية والعراقية والتدخل الإيراني في الدولتين، وجب على تركيا أن يكون لها مشروعها الذي يضمن سلامة حدودها الملتهبة من الجهات الأربع، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب أو هدنة بين الأطراف المتصارعة في البلدين العربيين المحتلتين من أميركا وروسيا وإيران.
ومن الصعوبات التي تواجه المشروع التركي؛ تحالف كثير من الدول العربية مع المشروع الصهيوني ولذلك يجب على الإعلام الثوري أن يدعم المشروع التركي بضرب التحالف الصهيوني العربي من خلال الضغط الشعبي في بلدان الربيع العربي خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى توسيع المشروع التركي بتحالفات أخرى من خارج المنطقة تشمل الدول الصديقة لتركيا في أفريقيا وأميركا اللاتينيَّة.
إن لم يكن هناك مشروع إسلامي في الوقت الحاضر، فليكن المشروع التركي نواة لهذا المشروع، وعلى المراكز البحثية والجمعيات الأهلية العربية المنتشرة في تركيا استخدام إمكاناتها وإعلامييها وقنوات اتصالها لدعم هذا المشروع والترويج له خاصة بعد المواقف المشرفة للدولة التركية ودعمها لثورات الربيع العربي ورفضها حصار قطر وتضامنها مع قضية الأقصى والمقاومة في فلسطين المحتلة، ويمكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع المراكز التركية نفسها.
فهل يمكن لتلك المراكز والجمعيات والقنوات الإعلامية المحترمة أن تدعم هذا المشروع وتروج له
نسأل الله التوفيق والسداد وأن يهيئ لأمتنا التحرر من التبعية والوصاية الغربية.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.