شعار قسم مدونات

يسألونك ماذا تريد؟

blogs حجاب

بينما يبحث الجميع عن طموحه وشغفه أردت أن أعطيهم بعضاً من أحلامي التي لم أتعنى يوماً في البحث عنها بل لكثرتها واختلافها مما جعل المقربين مني يسألونني دائما ماذا تريدين؟ ناهيك عن كلمات أمي المتكررة " صاحب بالين كداب "، ويبقى السؤال ماذا تريد؟ قل إني أريد وجه الله وكل ما غير ذلك سبيل .

     

من جعل الله أولى أولوياته ترتبت له فوضى حياته، لو استطعت أن تضع هذه الجملة قاعدة لحياتك سوف تختزل الكثير من المسافات وتختصر الكثير من الطرق، لن يشغلك كلامهم فطريقك واضح لا يشوبه قلق. حينما يؤمن الجميع باختلافاتنا رغم تشابه مكوناتنا ربما عندها يستريح الجميع، عندما نصل إلى ذاك النضج من ترك المساحات لذوينا والثقة بقدرتهم ربما تصنع المعجزات بكلمة، فالثقة تولد ناجحاً وإن كان فاشلاً، والإحباط يولد فاشلاً وإن كان ناجحاً.

   

ستسير كظل ليس له آثر، تبكي على أحلامك التائهة وتعلق الأحلام على شماعات الفرص التي لا تأتي وسيعجبك كثيراً دور المحارب المنهزم

الحقيقة أننا نتأثر بكلمات من حولنا وإن ادعينا غير ذلك، الكلمة تخرج كالسهم فتصيب ما تصيب أو تخرج كالزهرة تنشر عطراً وجمالاً، لذا اختر أصدقائك جيداً خذ معك الذي يربت واستغنى عن ذاك الذي يعوق، استمع لحكايات الناجحين سيخبرونك أنهم مروا بكل صعب وأن هذا الصعب الذي تمر به ما هو إلا مرحلة مهمة لابد منها لتتذوق طعم النجاح وأن قمة النجاح أن تكون ناجحاً أمام نفسك، فكم من أبطال لا يرون أنفسهم! 

     

تتساءل متى أصل! في كل يوم ميلاد جديد تحضر دفاترك وأمنياتك المرتبة ربما أضفت شيئا ومحوت آخر، ربما يصيبك هماً أن الوقت يمر ولم يتحقق شيئاً أو يصيبك نشوة النجاح وتفتخر، إذا فلتسمع حقيقة أخري أن دوام الحال من المحال وأنك يوم في السماء وآخر في الأرض يوم شغوف ويوم متهالك، كلا الشعورين اكتمال وتوازن عندما تعرف سبب علتك ستعرف كيف تعالجها، علماء النفس يقولون لابد للإنسان أن يمتلك ذكاء شخصي بمعنى أن يكون قادر على فهم نفسه،  يجيب على أسئلته الخاصة حينها يصل إلى مرحلة الاتساق مع النفس وفي دين الإسلام رزقنا ببوصلة الطريق بكتاب عظيم يهدي إلى السبيل به نعيد برمجة حواسيب قلوبنا وعقولنا، ودعاء في جوف الليل لمدبر الأمر .

      

قف هنا، معك الله وكتابه وأحلامك كيف لا تمضي في طريقك بقوة في إعمار هذه الأرض بطريقتك الخاصة بإبداعك الخاص، دع عنك كلام المثبطين الذين لا يرجون من الحياة سوى قليل متاعها، أعلم أنك ستقابلهم في وظيفة رتيبة في جلسة عائلية في أماكن كثيرة سيسألونك ماذا تريد؟ ماذا تعمل؟ ورغم كل ما تعمل ستكون إجابتك لا شيء. ربما لأنهم لم يضعوا لك مزيد من الاختيارات، فالطريق عندهم واحد وطريقك ضلال .

      

سأخبرك بأقوى الأسلحة على الإطلاق، السلاح الفتاك عندما تصبح عدو نفسك عندما يصيبك اليأس والاستخفاف بعطايا الله لك، سوف تسقط حينها برصاصات عدة لا يتوقف نبض قلبك بل نبض روحك، ستسير كظل ليس له آثر، تبكي على أحلامك التائهة وتعلق الأحلام على شماعات الفرص التي لا تأتي وسيعجبك كثيراً دور المحارب المنهزم . الطريق إلى الله لا يقتصر على دنيا، جماله في إدراك معنى السعي وتفقد الجمال أينما وطأت قدماك كل أعمالك سلم يصعد بك إلى ما تهوى وتتمنى، كل الصاعدين حتما سيصلوا .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.