سينطلق هذا الموسم وكل الأعين على الصفقات "السوبر" التي دعّمت بها الأندية قوائمها؛ "جوارديولا" كان دائمًا ما يردد خلال الموسم السابق أن خط دفاع "السيتي" بحاجة إلى تدعيم كبير إذا أراد الفريق تحقيق نتائج أفضل، وقبل بداية هذا الموسم تعاقدت له الإدارة مع مدافِعَين كسرت بهما الرقم القياسي لأغلى مدافع في العالم مرتين خلال أسابيع قليلة؛ مرة لأجل إقناع "توتنهام" بالتفريط في "ووكر" ومرة من أجل الفرنسي الصاعد "بينجامين ميندي".
أرسنال كذلك ضم إلى صفوفه المهاجم الفذّ "أليكساندر لاكازيت" نجم فرنسا ونادي ليون، كما نجح -حتى الآن- في الإبقاء على التشيلي "سانشيز" دينامو الفريق وقلبه النابض. أما "يورغن كلوب" المدير الفني لنادي ليفربول فيبدو سعيدًا جدًا بالخط الأمامي لفريقه بعد أن تم تدعيمه بعنصر السرعة متمثلًا في الدولي المصري محمد صلاح الذي كلف خزينة ليفربول نحو 50 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ النادي. مانشستر يونايتد وتشيلسي كانا الأقل حظًا بين الأندية الكبيرة في فترة الانتقالات الصيفية من وجهة نظري، رغم أن الأول خطف الهداف العبقري "لوكاكو" من ناديه السابق "إيفرتون" والثاني حاول تعويض الغياب المؤكد للإسباني "دييغو كوستا" بالتعاقد مع مواطنه "موراتا" الذي لا أظن أن مستواه سيرقى لطموحات النادي اللندني وجماهيره.
سيبدأ الموسم الجديد وسيُسلط الضوء كالعادة على نجوم بعينهم.. في الصحف، في استوديوهات التحليل، في المقاهي، الكل ينتظر عودة "تشيتشاريتو" وأهداف "هاري كين" ومهارة "سانشيز" وتصديات "دى خيا" وسرعة "صلاح" وتسديدات "أجويرو"، سيلهب "إريكسن" مشاعر الجماهير قبل أن يسدد أول ضربة ثابتة، وسينتزع "فيريمينيو" الآهات مع أول مراوغة. لستَ بحاجة إلى من يعرفك بكل هؤلاء، أنت بالفعل تعرفهم جيدًا وتنتظرهم أمام الشاشة. إذا كان هؤلاء اللاعبين أو غيرهم من نجوم الصف الأول هم سببك الرئيسي لمتابعة الدوري الإنجليزي، فدعني أقدم لك عشرة أسباب أخرى، عشرة مواهب أتوقع تألقها في الموسم القادم من "البريميرليج" إذا تم منحها فرصة عادلة. كما يمكن أن توفر لك هذه الأسماء العديد من البدائل إن كنت أحد مدربي لعبة "فانتازي بريميرليج" الباحثين عن الصفقات القوية والرخيصة في آن واحد.
"دوايت غايل" و"مات ريتشي" (نيوكاسل يونايتد): بدأ "غايل" حياته الاحترافية كمهاجم في عام 2009 وتنقّل صاحب السبعة وعشرين عامًا بين العديد من الأندية الصغيرة حتى تعاقد في 2013 مع "كريستال بالاس"، ثم انتقل منه الصيف الماضي إلى "نيوكاسل" الهابط من الدوري الممتاز إلى دوري الدرجة الأولى. مع "نيوكاسل" تفجّرت مواهب المهاجم الشاب الذي قاد فريقه إلى الصعود مرة أخرى إلى "البريميرليج"، كما وأنه في حالة عدم احتساب الأهداف المسجلة من ركلات الترجيح، فإن "غايل" يتصدر قائمة هدافي "التشامبيونشيب" في الموسم المنصرم بثلاثة وعشرين هدفًا.
ويزامل "غايل" في "نيوكاسل" الجناح الاسكتلندي الطائر "مات ريتشي" الذي يمتاز بالذكاء والقدرة على صناعة الأهداف وتسجيلها. لعب "ريتشي" لنادي "بورنموث" الإنجليزي قبل أن ينتقل إلى "نيوكاسل" الموسم الماضي ويسجل 12 هدفًا، ويعد الثنائي "غايل" و "ريتشي" بمثابة العمود الفقري الهجومي في خطة المدير الفني "رافاييل بينيتيز" للموسم الجديد كما شاهدت في المباريات التحضيرية.
"ستيف موني" و"توم إنس" (هادرسفيلد تاون): ثنائي آخر يقدمه لنا هذه المرة نادي "هادرسفيلد" الصاعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه هذا الموسم. وقد دعّم الوافد الجديد صفوفه بصفقتين مؤثرتين جدًا من وجهة نظري؛ أولاهما صفقة المهاجم البنيني الشاب "ستيف موني" صاحب الاثنين وعشرين عامًا، والذي تألق في الدوري الفرنسي وسجل خمسة وعشرين هدفًا بقميصي "مونبيلييه" و "نيمس". أما الصفقة الأغلى في تاريخ النادي فكانت من نصيب لاعب الوسط المتألق "توم إنس" الذي سجل أيضًا خمسة وعشرين هدفًا في عامين قضاهما مع نادي "ديربي كاونتي". سجل "موني" و"إنس" معًا سبعة أهداف في المباريات التحضيرية حتى الآن.
"لويس دانك" و"أنتوني كونكارت" (برايتون): كلاهما من مواليد العام 1991، يلعب المدافع " لويس دانك" الذي يقترب طوله من المترين في نادي "برايتون" منذ عام 2010، يمتاز بخفة الحركة ويجيد التعامل مع الكرات الهوائية والأرضية بنفس الكفاءة تقريبًا، وهو أمر نادر الحدوث مع مدافع بهذا الطول الفارع. ويزامل "دانك" منذ الموسم الماضي الجناح الفرنسي "أنتوني كونكارت" الذي سجل عشرين هدفًا منذ وصوله إلى النادي، بالإضافة إلى كونه ماكينة صناعة أهداف لا تكل ولا تمل.
"باتشواي" و"باكايوكو" (تشيلسي): يُمتع الجماهير كلما لمست أقدامه الكرة، ويملك معدلًا تهديفيًا رائعًا بواقع هدف كل ثمانين دقيقة تقريبًا، ومع رحيل كوستا ربما تأتي الفرصة إلى المهاجم البلجيكي الشاب "باتشواي" لتثبيت أقدامه في القائمة الأساسية، خصوصًا بعد أن سجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة في المباريات الودية. أما "باكايوكو" الوافد الجديد من موناكو فيمتلك قدرة مذهلة على إفساد هجمات الخصم والارتداد من الهجوم إلى الدفاع والعكس، أتوقع أن يشكّل في وسط الملعب مع "كانتي" جدارًا عازلًا صعب الاختراق.
"لوكا ميليفوجيفيتش" (كريستال بالاس): تألُق لاعب الوسط الصربي مع نادي "أولمبياكوس" دفع "كريستال بالاس" للتعاقد معه مطلع العام الجاري، وكما نواجه صعوبة في نطق اسمه فإن هجمات المنافسين تواجه صعوبة أكبر في تخطيه. بجانب الأدوار الدفاعية يتميز "لوكا" بالقدرة المذهلة على التسجيل وصناعة الأهداف من الضربات الثابتة.
"تامي أبراهام" (مُعار من تشيلسي إلى سوانزي): الأداء الممتاز الذي قدمه المهاجم الشاب – المولود في عام 1997 – مع المنتخب الإنجليزي في كأس العالم للشباب دفع نادي تشيلسي لتجديد عقده قبل أن يخرج معارًا إلى سوانزي بحثًا عن فرصة اللعب كأساسي. لعب "أبراهام" لنادي "بريستول سيتي" العام الماضي وأنهى الموسم كثاني الهدافين في "التشامبيونشيب".
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.